في موسم دراما 2025.. الكبار يتراجعون ونجوم جدد يقفزون إلى المقدمة
فريق كل الأسرة
شهد الموسم الدرامي المصري لرمضان 2025 منافسة عدد ضخم من الأعمال المتنوّعة، بين التراجيدي، والكوميدي، والرومانسي، كما كان لأعمال «الصعيد» نصيب هذا العام، الذي جاء وسط غياب نجوما كانوا حريصين على المشاركة طوال سنوات ماضية. كما شهد الموسم عودة آخرين غابوا سنوات عدّة، غير أن عودتهم لم تكن كما تمنوا، وانتقد الجمهور أعمالهم بقسوة، وأيضاً تنامت ظاهرة بروز الوجوه الشابة، وعدد من المواهب الصاعدة التي احتلت مساحة من البطولات الأولى دفعت بهم إلى مصاف نجوم الصف الأول.
راهن عدد من كبار النجوم والنجمات، على أعمالهم التي شاركوا بها في ماراثون الدراما خلال شهر رمضان 2025، في محاولة بعضهم لاستعادة نجومية جديدة، بعد إخفاقات شهدوها الأعوام الأخيرة، سواء في السينما، أو حتى في الدراما التلفزيونية، والبعض الآخر حرص على تأكيد نجوميّته، غير أن النقاد والجمهور كان لهم رأي آخر، مؤكّدين أن الأعمال الجيدة لا تصنعها النوايا الحسنة فقط.
تراجع أعمال كبار النجوم
ربما لم يشهد النجم محمد هنيدي هجوماً من الجمهور والنقاد خلال رحلته الفنية، مثلما شهده من خلال مسلسله هذا الموسم «شهادة معاملة أطفال»، الذي يعود به إلى الدراما التلفزيونية بعد غياب 7 سنوات، منذ أن قدم مسلسل «أرض النفاق» في رمضان 2018، حيث حرص هنيدي على خوض تجربة جديدة قد تعيد إليه مكانته الفنية، بعد تراجع أعماله السينمائية في السنوات الأخيرة التي لم تحقق النجاح المرجو، غير أن المسلسل خيّب توقعات النقاد والجماهير، على حد سواء، بل وعلى كل المستويات، سواء الكتابة، أو الإخراج، وكذلك الأداء أيضاً.
وبعد غياب العام الماضي، نافست مي عز الدين في هذا الموسم عبر العمل الاجتماعي «قلبي ومفتاحه»، مع آسر ياسين، غير أنه لم يضف إليها جديداً يذكر، كما لم ينجح المسلسل في أن يعيد إليها أدوار «البطولة المطلقة»، وتراجعها إلى الأدوار الثانية. والأمر نفسه مع النجمة إلهام شاهين، التي تراجعت للأدوار الثانية أخيراً، حيث شاركت في مسلسل «سيد الناس»، بعد أن كانت آخر مشاركاتها الرمضانية بمسلسل «بطلوع الروح» 2022. كذلك النجمة ياسمين عبد العزيز التي قدمت مسلسل «وتقابل حبيب»، وهو دراما اجتماعية رومانسية، في محاولة منها للابتعاد عن نوعية أدوار المرأة الشعبية والكوميدية التي خاضتها خلال السنوات الأخيرة مع زوجها السابق، أحمد العوضي، أو غيره، لكن يبدو أن الجمهور لم يتقبل منها هذه النوعية.
أيضاً خيّبت النجمة إيمي سمير غانم توقعات الجمهور الذي انتظر عودتها 6 سنوات، منذ أن قدمت «سوبر ميرو» في 2019، ولم يحقق مسلسلها الجديد «عقبال عندكم»، الذي شاركت بطولته مع زوجها الفنان حسن الرداد، النجاح الذي كانت تتمناه. كذلك مسلسل الفنانة مي عمر «أش أش»، الذي كتبه وأخرجه زوجها محمد سامي، واجه انتقادات عنيفة، سواء على مستوى الكتابة والإخراج، أو الأداء، وربما هو ما دفع المخرج محمد سامي لاتخاذ قرار باعتزال إخراج الدراما التلفزيونية، على حدّ تعبيره.
أما النجوم أحمد السقا، طارق لطفي، باسم سمرة، عمرو سعد، أحمد العوضي، ومحمد رجب، فقد واجهوا انتقادات عنيفة من الجمهور والنقاد معاً، لدورانهم في «الدائرة المغلقة» نفسها، من أعمال «العنف، والبلطجة، والسرقة، والاتجار في المخدرات والسلاح»، من خلال مسلسلات «العتاولة 2، سيد الناس، فهد البطل، والحلانجي»، وهو الانتقاد نفسه الذي واجهه الفنان حمادة هلال بتقديم جزء خامس من مسلسله «المداح»، الذي يدور حول «عالم الجن والعفاريت»، لينضم إليهم الفنان مصطفى شعبان، الذي قرر خلال هذا الموسم أن يخوض تجربة «دراما الصعيد»، والدخول في عالم الاتجار في الآثار، وغسل الأموال، من خلال مسلسل «حكيم باشا»، ليدخل في مقارنة مباشرة مع كبار النجوم الذين سبق وقدموا الأعمال الصعيدية. ولم تكن النتيجة في مصلحة مصطفى شعبان، وهي المقارنة ذاتها التي وضعت فيها الفنانة غادة عبد الرازق نفسها مع النجمة الكبير الراحلة تحية كاريوكا، من خلال إعادة فيلم «شباب امرأة» الذي أعادت غادة تقديمه في مسلسل بالاسم نفسه، ولم تكن بالتأكيد المقارنة في مصلحة غادة، أو كل فريق العمل بالمسلسل.
إعادة اكتشاف مواهب شابة
في مقابل ذلك، يرى النقاد، ويدعم رأيهم الجمهور بقوّة، أن الاعتماد على المواهب الشابة في بطولة المسلسلات الرمضانية يُعد الخطوة الإيجابية والأهم لصنّاع الدراما خلال موسم رمضان 2025، خاصة بعد تأكيد هؤلاء الفنانين الشباب أن لديهم مواهب حقيقية، وأثبتوا أن أغلبهم يستحق فرصاً أكبر في أعمال مقبلة، بعد ارتفاع نسب المشاهدة لأعمالهم، وردود فعل الجمهور الإيجابية على أدائهم، وعلى مسلسلاتهم، وعقد مقارنات بين أعمالهم وأدائهم، وأعمال وأداء كبار نجوم الصف الأول، بخاصة هؤلاء الذين لم تعد أدوار «مقتبل العمر» ملائمة لهم.
يأتي في مقدمة هؤلاء الفنان أحمد أمين الذي لفت الأنظار بقوة في البطولة الثانية له بعدما قدم في العام الماضي 2024 المسلسل الكوميدي «الصفارة»، وقبله في موسم 2023، برز بشكل قوي في دور «عرفات» بمسلسل «جزيرة غمام»، ليؤكد موهبته في مسلسل «النص» هذا الموسم، الذي كتبه شريف عبد الفتاح، وجيه صبري، وعبد الرحمن جاويش، عن كتاب «مذكرات نشال» للباحث أيمن عثمان، وأخرجه حسام علي، حيث لمع من خلاله إلى جانب أمين، الفنان حمزة العيلي، في واحد من أهم أدواره بشخصية «درويش»، إلى جانب الوجهين الجديدين عبد الرحمن محمد ومشيل ميلاد بشاي، ومعهما الفنانة الشابة دينا سامي.
أيضاً أستطاع الفنانان أحمد مالك، وطه دسوقي، تأكيد أحقيّتهما في الحصول على البطولة المطلقة في عمل يحمل اسميهما، حتى لو كانا إلى جوار النجم الكبير محمود حميدة، من خلال مسلسل «ولاد الشمس»، الذي كتبه مهاب طارق، وأخرجه المخرج الشاب شادي عبد السلام، الذي استطاع إظهار مواهبهما ببراعة، فضلاً عن إظهاره لموهبة الفنان مينا أبو الدهب، من قصار القامة، الذي لفت الأنظار بشدة، وحقق نجاحاً كبيراً في دور «عبيد» بالمسلسل.
وفي واحد من المواسم المميّزة لها، أشاد الجمهور والنقاد بأداء الفنانة انتصار، في خمسة أعمال في الموسم نفسه، بخمس شخصيات مختلفة، ومتنوّعة بين التراجيدي، والكوميدي، والاجتماعي، من خلال مسلسلات «80 باكو، أشغال شقة جداً، روح جدو، قهوة المحطة، وأش أش»، قدمت خلالها تنوعاً ملحوظاً في الأداء عبر شخصياتها، واستطاعت من خلالها أن تنتزع إعجاب الجمهور والنقاد، معاً، وتحديداً من خلال مسلسل «80 باكو» الذي تقاسمت بطولته مع الفنانة هدى المفتي، التي استحقت أيضاً فرصة البطولة المطلقة، وبمشاركة رحمة أحمد، ودينا سامي، تأليف غادة عبد العال، وإخراج كوثر يونس، فضلاً عن ظهور انتصار الخاص في دور «أم صابرين»، من خلال مسلسل «أشغال شقة جداً»، وهو المسلسل الذي أعاد تقديم النجم هشام ماجد، كما أظهر العمل قدرات كوميدية مختلفة للفنان الشاب مصطفى غريب، قد تمنحه بطولات مطلقة خلال الفترة المقبلة.
نجوم جدد للبطولة
على جانب آخر، لجأ صنّاع مسلسلات رمضان إلى إسناد البطولة في العديد من الأعمال إلى مواهب جديدة صاعدة، أو حتى تم تقديمهم العام الماضي لأسباب عدة، منها محاولة خفض ميزانية الإنتاج اعتماداً على انخفاض أجورهم، مقارنة بكبار النجوم، إضافة إلى امتلاك أغلبهم لمواهب وقدرات تمثيلية قوية، وسبق لهم أن حققوا النجاح ضمن أعمال خارج موسم رمضان، وأغلب هذه الأعمال تستهدف جمهور الشباب، فضلاً عن أن أغلبهم لديه حضور قوي على وسائل التواصل الاجتماعي، ما ساعد على الترويج لأعمالهم، وجذب جمهور جديد.
ففي مسلسل «قهوة المحطة»، استطاع الفنان الشاب أحمد غزي أن يؤكد تحمّله مسؤولية بطولة عمل يضم كبار النجوم، من خلال المسلسل الذي كتبه عبد الرحيم كمال، وأخرجه إسلام خيري، في دور «مؤمن» الذي يتم قتله في الحلقة الأولى من المسلسل، ثم يستكمل الدور من خلال «الفلاش باك» ببراعة أشاد بها النقاد، والجمهور، إلى جانب ظهور مواهب أخرى في العمل، مثل فاتن سعيد في دور «شروق»، عمر شريف بدر في دور «هاني»، حسن أبو الروس في دور «ريشة»، وأحمد ماجد في دور «محمد كاتب المقهى».
أيضاً من الأعمال التي أعادت اكتشاف أبطالها إلى جانب نجوم جدد، مسلسل «كامل العدد ++»، تأليف رنا أبو الريش، ويسر طاهر، وإخراج خالد الحلفاوي، فبعد أن نجح الثنائي دينا الشربيني وشريف سلامة في تقديم موسم ثالث من المسلسل، تم تقديم مجموعة كبيرة من شباب الفنانين الذين أكدوا أحقيّتهم في فرص أهم، ومساحات أكبر، منهم مريم الخشت التي برعت أيضاً في مسلسل «الشرنقة»، ومعهم في «كامل العدد»، أحمد عبد الوهاب، يوسف عمر، سمر علام، حمزة دياب، وعمرو صالح.
أما مسلسل «لام شمسية»، فقد أضاف إلى نجومية أمينة خليل وأحمد صلاح السعدني، إلى جانب تقديم مجموعة من المواهب الشابة، منهم ياسمينا العبد، أسيل عمران، ويارا جبران، والطفل علي البيلي، واستطاعت النجمة دنيا سمير غانم أن تعطي الفرصة لمجموعة من المواهب الشابة للظهور إلى جوارها في مسلسل «عايشة الدور»، منهم الفنان الشاب أحمد عصام، نجل المخرج المسرحي الكبير عصام السيد، وأميرة ابنة الفنانة منال سلامة، والمخرج عادل أديب، ومحمد الليثي، نجل الإعلامي عمرو الليثي وحفيد السيناريست والمنتج الراحل ممدوح الليثي.
* إعداد: ماهر زهدي