«لقاء مارس 2025».. نقاشات حيوية وتجارب صوتية وموسيقية في ظلال الشهر الفضيل

جمعت فعاليات الدورة السابعة عشرة من «لقاء مارس»، التي تنظمها مؤسسة الشارقة للفنون في إطار بينالي الشارقة، نخبة من المفكرين، والفنانين، والباحثين، من مختلف أنحاء العالم في مدرسة القاسمية، تحت عنوان «في رحالنا الأغنيات».

وعزّز تزامن اللقاء مع شهر رمضان الكريم ليستلهم بعض مضامينه من قيم الشهر الفضيل، ومنها روح التجمع والتضامن، ومناقشة قضايا ثقافية وفنية معاصرة، إلى العديد من الأفكار الملهمة التي تسلط الضوء على الفنون، والهوية، والسّرديات المتباينة، إلى جانب استكشاف التضامن، والعمل الجماعي، لتُشكل منصة حوارية غنيّة تعكس روح رمضان.

جلسات حوارية ونقاشات معمّقة

وفي حوار مع «كل الأسرة»، ألقت لما التكروري، منسق أول في برنامج تعليم الكبار في مؤسسة الشارقة للفنون، الضوء على أهمية «لقاء مارس»، لكونه «يشكّل جزءاً مكمّلاً للبينالي، وقدّم برنامجاً شاملاً من الجلسات الحوارية والنقاشات المعمّقة التي تتناول ثيمة البينالي «في رحالنا»، وتوسّعت في معانيها ومضامينها الفكرية، لتسليط الضوء على القضايا المؤثرة في عالمنا اليوم، خصوصاً في مجتمعنا».

وكانت فعاليات الدورة السابعة عشرة من «لقاء مارس» السنوي قد استضافت جلسات حوارية للاحتفاء بقوة التجمع، ودعم الآخرين، واختتمت بلحظات جمعت المشاركين حول مآدب الطعام، مع عروض موسيقية مميزة، كما يعدّ اللقاء «فرصة لاستكشاف كيفية تسخير الأغاني كأداة للذاكرة الثقافية، والحفاظ على التراث».

وتضمن برنامج لقاء مارس 2025 تجارب صوتية وموسيقية متنوّعة، بمشاركة فنانين ومؤدّين من مختلف أنحاء العالم، ما عكَس التنوع الثقافي والفني الذي ميّز اللقاء، كما شملت الفعاليات جلسات موسيقية وحوارية، حيث يستعرض المشاركون أفكارهم ومقارباتهم حول الفن، والمجتمع، ويجتمعون في مآدب طعام جماعية تعكس قيم التجمع والمشاركة.

دورات وورش متخصصة

وتعمل مؤسسة الشارقة للفنون بشكل مستمر على دمج محتوى البينالي وفعاليات لقاء مارس ضمن برامجها التعليمية. فإلى جانب الدورات والورش المتخصصة التي تركز على تقديم المعرفة للفنانين والجمهور العام، تعمل المؤسسة على تنظيم فعاليات موجهة لجميع الفئات العمرية، حتى أن هناك برنامجاً تعليمياً مخصصاً للأطفال قبل سِن الدراسة، وتُركز الأنشطة على تفعيل المهارات الحسّية لديهم.

وتعلّق التكروري «من خلال هذه البرامج، يتعلم الأطفال كيف يشاهدون العالم من حولهم، ويعبّرون عن أنفسهم بطرق إبداعية من خلال الفن والتفاعل الحسّي، إلى جانب البرامج الموجهة للكبار، وأنشطة عائلية تشجع على مشاركة الأهل، ويتفاعل فيها الجميع، من خلال ورش فنية، وتجارب تعليمية مشتركة».

وفي هذا الصدد، تقول التكروري «نحاول من خلال الورش والدورات التدريبية التي نوفرها على مدار العام ضمن برنامجنا التعليمي، استهداف جمهور متنوع، يشمل الفنانين، ومحبّي الفن، إضافة إلى طلاب الجامعات، والجمهور العريض. كما تمتد برامجنا إلى مختلف إمارات الشارقة، وتُعدّ فعالية البينالي السنوية من أبرز أنشطتنا».

وتوضح «برنامجنا التعليمي مرتبط بشكل وثيق بالمعارض التي تُقام، سواء في البينالي، أو لقاء مارس. ونقوم بإدماج هذه المواضيع في الحوارات والنقاشات التي تجري خلال الدورات والورش، حيث نتبادل الأفكار ووجهات النظر مع الجمهور. كما نتيح لهم فرصة التعرف إلى مختصين وفنانين من مختلف أنحاء العالم، يأتون خصيصاً لتقديم ندوات تعليمية غنية بالمحتوى الفني والثقافي».

تغيير المفاهيم التقليدية للفن

يتجاوز لقاء مارس مفهوم الفعالية العابرة، ليشكّل جزءاً من حركة ثقافية مستمرة، تهدف إلى إطلاق مزيد من الحوارات الفكرية والفنية حول الفن والثقافة «لقاء مارس يمثل نموذجاً للجلسات التي يعقدها البينالي في المنطقة، حيث يجمع بين وجهات نظر مختلفة، ويستعرض كيفية بناء المشاريع الفنية بشكل جماعي، ما يعزز قيم الحوار والتعاون في المشهد الثقافي والفني»، كما تلفت التكروري، مؤكدة أن «لقاء مارس يسعى لتغيير المفاهيم التقليدية حول الفن، بحيث لا نقتصر على الفنون التشكيلية، بل نعمل على إبراز الفنون بمختلف وسائطها، مثل الأداء، والكتابة، والتجارب التفاعلية. ونحاول أن نجعل الفن مفهوماً للجميع، وليس حكراً على فئة معينة، وعلى مدار العامين اللذين قضيتهما في المؤسسة، لاحظتُ أن هناك دائماً جمهوراً جديداً، وأجيالًا متجدّدة تأتي للمشاركة، ليس من داخل الدولة فقط، بل من جميع أنحاء العالم. يأتون لحضور البينالي، ولقاء مارس، والفعاليات الأخرى، ما يعكس اهتماماً مستمراً، وتوسعاً في نطاق الجمهور المستهدف».

«مفكرة إبريل»

وإذ يُعد بينالي الشارقة بمثابة منصة دولية تلتقي فيها ثقافات متعدّدة، تؤكد التكروري «بينالي الشارقة هو حدث عالمي يجذب جمهوراً متنوّعاً من مختلف أنحاء العالم، فعندما يأتي الزوار إلى الشارقة ويشاهدون الفعاليات والمعارض، ويتفاعلون مع الجمهور والفنانين، يدركون مدى عمق المشهد الثقافي والفني في الشارقة»، كاشفة عن التخطيط لإقامة فعالية «مفكرة إبريل» تُعقد في الفترة من 18 إلى 20 إبريل في مواقع مختلفة، ويشمل هذا الحدث مجموعة من النشاطات المتنوعة، مثل الحوارات، النقاشات، والمعارض الفنية.