26 مارس 2025

دانة المزروعي: إشراك الشباب في صناعة الفنون يعزز مستقبل المشهد الفني

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

تسعى دانة سيف المزروعي، من خلال منصبها في مجمع 421 للفنون كمديرة المبادرات التعليمية في المجمع، لجعل الفنون المعاصرة، والتخصصات الإبداعية، متاحة لشرائح أوسع من المجتمع، بل وتعزيز دور التعليم ليكون دوراً محورياً في تحقيق هذه الرؤية، وجعل الفنون جزءاً أساسياً من الحياة اليومية في دولة الإمارات العربية المتحدة. فهدفها هو بناء علاقات مستدامة مع المدارس، والجامعات، والعائلات، والأطفال.

مجلة كل الأسرة

حاورت «كل الأسرة» دانة المزروعي، للحديث عن مهمتها في الإشراف وإدارة جميع المبادرات التعليمية في مَجمع 421 للفنون، حيث تتولى مهمة التدريب على المحتوى، وقبل انضمامها إلى 421، عملت دانة في الإدارة التعليمية بدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، حيث قامت بإدارة ووضع المبادرات التعليمية لمشاريع المتاحف، كما تم تعيينها قيّمة على بينالي الشارقة للأطفال منذ عام 2016:

حدثينا عن أهمية المعارض الفنية في تعزيز الوعي الثقافي والتاريخي لدى الجمهور وتمكين المجتمعات

تُعد الفنون منصة للنقاش حول القضايا الهامّة التي تواجه المجتمعات اليوم. فالعديد من المعارض تفتح المجال لحوارات نقدية حول موضوعات مثل التدهور البيئي، والنزوح، والهجرة، والصراعات، والأزمات الاقتصادية، والمساواة بين الجنسين والأعراق، وغيرها من القضايا العالمية الملحّة. ومن خلال هذه المواضيع، تسهم الفنون في إثارة التفكير، وتعزيز الوعي، وتحفيز العمل المجتمعي.

مجلة كل الأسرة

ما أنواع المبادرات التعليمية والمشاريع المجتمعية التي تقومون بتنفيذها في مَجمع 421 للفنون؟

تهدف المبادرات التعليمية في مَجمع 421 للفنون إلى تمكين الوصول إلى التخصصات الإبداعية والتفاعل معها بين الأطفال، والطلاب، والشباب، من جميع الخلفيات، ومستويات المهارة. وتشمل برامجنا أدوات تفسيرية وتفاعلية تسهم في جعل المعارض أكثر شمولاً للأطفال، وأصحاب الهمم، مثل التجارب اللمسية، والملصقات العائلية، والملصقات بلغة برايل، والأدلة الصوتية للأطفال، وبطاقات التعّلم لمعلّمي الفن، وأدلة الأنشطة داخل المعرض.

كما أطلقنا أخيراً «استوديو المرح»، وهو مساحة نابضة بالحياة والإبداع، مصمّمة للأطفال من سن 3 إلى 8 سنوات، ويعج الاستوديو بالألعاب المبتكرة، والتجارب الحسية، ما يشجع الصغار على الاكتشاف والإبداع من خلال أنشطة مستوحاة من المعارض المقامة.

مجلة كل الأسرة

وما الفئات العمرية التي تستهدفونها؟

تشمل مبادرات التعلّم في 421 ورش عمل ودورات متخصصة للشباب، والمراهقين، وطلاب الجامعات. ولدينا برامج عدّة، مثل «برنامج تدريب الخريجين الجدد»، و«برنامج تدريب طلاب الجامعات»، وهي مصممة لإعداد الشباب لمسارات مهنية في المجال الفني. كما يوفر «برنامج مرشدي المعارض» تدريباً للممارسين الإبداعيين الشباب لقيادة جولات المعارض للأطفال، والعائلات، والمدارس، والزوار، ما يساعدهم على تطوير مهاراتهم الشخصية، وتعزيز فهمهم لتاريخ الفن المعاصر.

ومن المبادرات الرئيسية الأخرى «برنامج الناشئة» الذي يستهدف الطلاب المهتمين بالتخصصات الفنية في التعليم الجامعي، حيث يزوّدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لاستكشاف مجالات الإبداع المختلفة ويوسّع فهمهم للصناعات الإبداعية.

إضافة إلى ذلك، وقّعنا، أخيراً، مذكرة تفاهم مع دائرة التعليم والمعرفة (ADEK) لتطوير برامج مدرسية تشجع معلّمي الفنون على التفاعل والتواصل مع المشهد الفني في أبوظبي، ما يهدف إلى دمج التعليم الفني في الأنشطة اليومية في الصفوف الدراسية.

مجلة كل الأسرة

بالطبع هناك تحدّيات تواجهونها في إدارة البرامج التعليمية في 421، كيف تتغلبون عليها؟

أدركنا منذ بداية وضع استراتيجية قسم التعليم للفترة 2020-2025، أنّ تحقيق رسالتنا يتطلب التعاون مع خبراء من مختلف المجالات. ومنذ ذلك الحين، عقدنا شراكات مع متخصصين في تنمية الطفل، وسهولة الوصول، والشمولية، والبحث التربوي، لتبقى برامجنا ذات صلة وتأثير لمختلف الفئات، خصوصاً أصحاب الهمم من الأطفال، والمراهقين، والبالغين.

لم يكن تطوير برامج مؤثرة ليتحقق من دون تعاون المؤسسات المتخصصة، مثل معهد «إف آي إي» للاحتواء والوصول، إلى جانب العديد من الشركاء الذين دعموا مسيرتنا، وأسهموا في نجاحها.

مجلة كل الأسرة

هل إشراك الشباب في الفنون له أهمية بهدف تطوير المجتمع، وكيف تسهم برامجكم في تحقيق هذه الأهمية؟

تمثل مشاركة الشباب في الفنون ركيزة أساسية في بناء مستقبل المشهد الفني، حيث إن دعم تطورهم الإبداعي من خلال توفير المساحة والوقت والموارد والإرشاد، أمر ضروري لصقل مواهبهم.

وتُظهر الأبحاث أن تعليم الفنون يعزز التفكير النقدي، ومهارات حلّ التحدّيات والقدرة على التكيف، والصحة النفسية. كما أن المجتمعات التي تدمج الفنون في نظامها التعليمي تكون أكثر تماسكاً، وتسامحاً، وسلاماً.

ما هي أهم الدروس التي تعلمتِها من عملك في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي وبينالي الشارقة؟

تستند دراسة المتاحف، لا سيما في سياق التعليم المتحفي، إلى أهمية الدور التحويلي الذي تلعبه المؤسسات في تنمية المجتمع. فالمتاحف ليست مجرد أماكن لحفظ المقتنيات، بل هي مساحات تعزز التفاعل المتنوع، وتوثّق الأصوات المختلفة.و تسهم البرامج التعليمية والمبادرات المجتمعية في المتاحف في بناء الروابط بين الأفراد، وتشجيع الحوار والتعاون. ومن خلال التركيز على التعليم المتحفي، أسعى إلى تمكين المجتمعات، وضمان وصول قصصنا المشتركة بطريقة فعّالة، ومفيدة.

من أين استلهمتِ دراسة المتاحف، وما أهمية هذا المجال في الحفاظ على التراث الثقافي؟

تركّز أطروحتي على الدور الأساسي لتمكين المرأة في منطقة الظفرة، وتأثير ذلك في الحفاظ على التراث الثقافي، إلى جانب منهجيات صونه للأجيال القادمة، بأسلوب يتناسب مع الفئات الشابة. في بحثي، أتناول الجوانب الأساسية لهذا التمكين، حيث أدرس أهمية مشاركة المرأة في الأنشطة، والممارسات الثقافية، مثل الحِرف اليدوية، ورواية القصص. وتسهم مشاركة، النساء بشكل فعال، في حفظ هذه التقاليد، وتطويرها، وتكييفها لضمان استمراريتها للأجيال المقبلة.

مجلة كل الأسرة

ما هي أهمية المعارض الفنية في تعزيز الوعي الثقافي والتاريخي لدى الجمهور وتمكين المجتمعات؟

تُعدّ الفنون منصة للنقاش حول القضايا المهمة التي تواجه المجتمعات اليوم. فالعديد من المعارض تفتح المجال لحوارات نقدية حول موضوعات مثل التدهور البيئي، والنزوح، والهجرة، والصراعات، والأزمات الاقتصادية، والمساواة بين الجنسين والأعراق، وغيرها من القضايا العالمية الملحّة. ومن خلال هذه المواضيع، تسهم الفنون في إثارة التفكير، وتعزيز الوعي، وتحفيز العمل المجتمعي.

هل من نصائح لأفراد المجتمع من خلال خبرتك العملية؟

أقول دائماً ابحثوا عن الفرص التعليمية والمهنية التي تساعدكم على تطوير مهاراتكم، وصقل مواهبكم. تفاعلوا مع المشهد الفني، ولا تتردّدوا في تلقّي الملاحظات، أو طلب الإرشاد، فالنمو الحقيقي يأتي من الفضول، والمثابرة، والاستعداد للتعلّم.