27 مارس 2025

دائن ينتقم من شقيق المدين بعد رفض سداد الدين وهذا ما فعله

فريق كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

لم يستطع دائن في العشرين من عمره، استرداد مبالغ مالية أدانها لأحد الأشخاص في موطنه الأم، على الرغم من محاولاته المُضنية، ما دفعه إلى التفكير في الانتقام منه من خلال استهداف شقيقه، وما فعله به ورّطه في قضية جنائية.

تفاصيل قضية الدائن وما حدث، اطّلعت «كل الأسرة» عليها من حكم قضائي صدر بإدانته نتيجة ما ارتكبه من جرائم بحق شقيق المدين، بمشاركة 3 من أصدقائه.

تعود تفاصيل القضية إلى أن الدائن أعطى المدين مبالغ مالية على أن يعيدها إليه في وقت محدّد، إلا أن الأخير بدأ يُماطل في السداد، ولم يعد يرد على مكالماته في موطنه الأم.

أثار هذا التصرف غضب الدائن، ولم يكن أمامه خيار للانتقام واسترداد ماله إلا من خلال استهداف شقيق المدين، الذي يعرف مكان سكنه.

بدأ الدائن بالإعداد لخطته، فجمع 3 من أصدقائه، وأبلغهم رغبته في الانتقام من المدين عبر الاعتداء على شقيقه، لإجباره على دفع المال، فحظي اقتراحه بموافقتهم، وأيّدوه في ما ينوي فعله.

اتصال هاتفي بالشقيق

اتصل الدائن بشقيق المدين طالباً منه الحضور للقائه، والحديث معاً حول موضوع الدين، وكيفيه إيجاد حل للسداد...، يروي شقيق المدين ما حدث حينها، فيقول «الدائن يطالب شقيقي بالفعل بمبالغ مالية في وطننا، وفي يوم الواقعة اتصل بي وطلب مني الحضور، وأن أحضر معي دفتر شيكات على أمل إيجاد حل».

وتابع «توجهت إلى مكان اللقاء المُحدد بناء على الاتصال الهاتفي، فشاهدت الدائن وبرفقته أصدقاؤه، فطلبوا مني مرافقتهم، وأخذوني في إحدى المركبات إلى شقة، واحتجزوني داخلها».

ضرب وتوقيع شيكات

يؤكد شقيق المدين أن الدائن، وأصدقاءه، قيّدوه إلى كرسي بعد دخوله إلى الشقة، واعتدوا عليه بالضرب، ما تسبب بإصابته بجروح متعدّدة في أنحاء مُتفرقة من جسده، منها إصابة في منطقة الفك، لا يزال يعانيها.

وأشار الشقيق إلى أن الدائن وضع سكيناً على رقبته، وهدّده بالقتل، ثم أرغمه، بعد ضربه، على توقيع عدد من الشيكات لمصلحته، إلى جانب قيامه بالاتصال بوالده في وطنه، وتهديده بقتله في حال عدم سداد الدين.

لا رصيد بنكي

أخذ الدائن الشيكات الموقعة من شقيق المدين، وتوجه لصرف أحدها في أحد البنوك، إلا أن الشيك تم رفضه، نظراً لعدم وجود رصيد كافٍ في الحساب لتغطيته، ما أثار غضبه.

النجاة من الدائن

خلال فترة احتجازه، استطاع شقيق المدين، بعد مُغافلة أصدقاء الدائن، استخدام هاتفه النقال، والاتصال بالجهات الشرطية المُختصة، حيث قدّم بلاغاً حول الواقعة، ووصف مكان احتجازه بدقة.

عقب البلاغ، توجهت الجهات الشرطية إلى موقع الشقة، وطرقت الباب، وتمكنت من إلقاء القبض على أصدقاء الدائن المتواجدين في المكان، وعثرت على المجني عليه في داخلها.

في البداية، حاول أصدقاء الدائن التهرّب من المسؤولية القانونية عبر الادعاء بعدم ضلوعهم في احتجاز المجني عليه، وزعموا أن «الدائن هو من أحضره إلى الشقة بمفرده»، لكنهم عدّلوا أقوالهم لاحقاً، وأقرّوا بحجزه، والاعتداء عليه في ظل الدلائل وإفادة المجني عليه.

محاولة هرب

أما الدائن، فبعد أن أدرك تورّطه في قضية جنائية، والقبض على أصدقائه، حاول مغادرة البلاد عبر المطار إلى موطنه الأم، إلا أن محاولته باءت بالفشل، حيث تم إلقاء القبض عليه أيضاً قبل الصعود إلى الطائرة.

العقوبة تصل إلى المؤبد

بعد ضبطهم، وجّهت النيابة العامة إلى الدائن وأصدقائه تهمة «خطف المجني عليه وحجزه بغير وجه قانوني»، وذلك أمام الهيئة القضائية في محكمة الجنايات.

وطالبت النيابة العامة بمعاقبتهم وفقاً للمادة 395 من المرسوم بقانون الجرائم والعقوبات الاتحادي رقم 31 لسنة 2021، والتي تنص على أن  «يعاقب بالسجن المؤقت كل من خطف شخصاً، أو قبض عليه، أو حجزه، أو حرمه من حريته بأي وسيلة بغير وجه قانوني، سواء كان ذلك بنفسه، أو بواسطة غيره. وتكون العقوبة السجن المؤبد إذا ارتُكب الفعل بطريق الحيلة، أو صاحبه استعمال القوّة، أو التهديد بالقتل، أو بالأذى الجسيم، أو أعمال تعذيب، بدنية أو نفسية، أو إذا وقع الفعل من شخصين فأكثر، أو من شخص يحمل سلاحاً».

كما وجهت النيابة العامة إلى الدائن وأصدقائه تهمة تهديد المجني عليه بالقتل، مُطالبة بسجنهم عن هذه التهمة وفقاً لقانون العقوبات.

التنازل أنقذهم

خلال نظر القضية، تمكن الدائن، وأصدقاؤه، من الحصول على تنازل من المجني عليه عن حقه الشخصي في القضية، ما أسهم في إنقاذهم من العقوبة المشدّدة التي كانت تنتظرهم جرّاء ما فعلوه من خطف، وحجز، واعتداء، وتهديد.

حبس وإبعاد

أخذت المحكمة بهذا التنازل، وأصدرت حكمها بعدم تطبيق العقوبة المشدّدة بحقهم، وقرّرت معاملتهم بقسط من الرأفة والرحمة، فاكتفت بالقضاء بحبسهم لمدة 6 أشهر، مع الإبعاد عن الدولة.