
كان الأمر كلّه عبارة عن خطة محكمة نسجتها فتاة جميلة حول مديرها لابتزازه، بمباركة وموافقة شقيقها الطموح، عديم النخوة، لكن سيناريو الأحداث أخذ منحنى آخر، لم يكن مخططاً له. فقد نجحت الفتاة في الاستحواذ على تفكير مديرها اللعوب، وسال لعابه أمام شياكتها، وجمالها، وخفة دمها، ورقّتها المُثيرة، على الرغم من أنه متزوج من سيّدة مجتمع جميلة. مغامرة غير محسوبة العواقب خاضها الزوج اللعوب، وبعد فوات الأوان اكتشف أنه وقع في براثن فخّ عميق جرى نصبه له بإحكام شديد، والنهاية كانت خراباً، ومأساوية على جميع الأطراف.
بدأت القصة منذ بضعة أشهر بين مدير الشركة والموظفة الحسناء، كان يمتلك من الوسامة والكاريزما والمال ما يجعله الشخص المثالي والمناسب لأيّ فتاة تحلم بالارتباط بشخص مثله، وعلى الرغم من أنه كان متزوجاً، ولديه أسرة مكوّنة من زوجة جميلة وطفلين، لكنه كان دائم التهوّر، والمغامرات العاطفية غير المحسوبة، أما الفتاة الجميلة، بطلة القصة، فكانت تنتمي إلى أسرة متوسطة الحال، غير أنها تمتلك جمالاً يخطف القلوب والعقول.
لاحظت الفتاة الجميلة بعد فترة من تواجدها في العمل، أن مدير فرع الشركة يختلس النظر إليها بشكل مُريب، ومتكرّر، وبمرور الوقت بدأ يُلقي عليها كلمات الغزل، والحب، والعشق، والهيام. في بداية الأمر صدّته، ونهرته، أما هو فلم ييأس من محاولاته المستمرة معها، ما دفعها للتفكير في ترك العمل، على الرغم من صعوبة ظروفها، العائلية والاجتماعية.
شقيق فاقد النخوة
مرّت بضعة أيام، والفتاة الجميلة لا تذهب إلى عملها، وحَكت لشقيقها تفاصيل ما تتعرّض له، لكن ردّ فعله كان مفاجئاً.. اقترح على شقيقته مجاراة مديرها في العمل، ونصب فخّ لهذا المدير اللعوب، يمكن من خلاله الانتقام منه، مع تحقيق استفادة أيضاً، بشكل أو بآخر.
فخ محكم
بدأت خطوات تنفيذ المخطط الشيطاني.. كانت الموظفة الحسناء تتعمّد الظهور في أبهى وأجمل صورة، ووفقاً للخطّة المرسومة بعناية، تعدّدت بينهما الاتصالات الهاتفية التي يتبادلان فيها أطراف الحديث، حتى نشأت بينهما صداقة قوّية بمرور الوقت. كل هذا كان يتم تحت سمع وبصر الشقيق المتخاذل الذي فضّل مصلحته الشخصية على كرامته، وكرامة شقيقته. استمرت العلاقة بين الطرفين، إلى أن طلب المُدير مقابلتها وحدهما، فدعته إلى زيارتها في بيتها، مؤكدة له أن شقيقها مرتبط بعمل خاص، ولن يعود قبل حلول المساء. تهلّلت أساريره وهو يسمع هذا الكلام، وأكد لها حضوره في الموعد المحدّد. وصل المدير المُتصابي إلى منزل الموظفة الحسناء، واستقبلته بوجهها المضيء، وابتسامتها الساحرة، وطلبت منه أن يدخل غرفة النوم، ويستبدل ملابسه، وينتظرها، لكن باطن الأمر أن الكاميرات الخاصة التي جرى زرعها في غرفة النوم، بعناية، ودقة شديدة، كانت تصوّر كل التفاصيل، بالصوت والصورة.
لم تمر سوى دقائق معدودات حتى فوجئ المدير "الدونجوان" بالموظفة الجميلة تدخل عليه غرفة النوم في أبهى صورة، لكنها ترتدي (ماسك) كاملاً على وجهها، يخفيه تماماً، وعندما استفسر عن السبب أوهمته بأنها تريد أن تجعله يمضي ليلة لن ينساها قط. وطلبت منه العديد من الأمور الغريبة، كان أبرزها الرقص، وارتداء ملابس النساء. فقد المدير اللعوب السيطرة على نفسه، وعلى شهوته الجامحة، وبعد عدّة دقائق حدث ما لم يكن في الحسبان، رنّ هاتف الموظفة وقامت بفتح مكبّر الصوت، كان المتصل شقيقها الذي أكد لها أنه شعر ببعض التعب، ما دفعه إلى مغادرة العمل، وفي طريقة الآن إلى المنزل. وبمجرد أن سمع المدير هذا الكلام حزم أمتعته، وغادر على الفور، ووعدته الموظفة الجميلة بتعويض هذا اللقاء، في وقت لاحق.
غادر المدير منزل عشيقته مسرعاً، وهو يتصبب عرقاً، ولا يعلم ماذا تخبئ له الأيام المُقبلة. بعد مرور عدة أيام، فوجئ بمجموعة رسائل متتابعة على هاتفه المحمول تحمل نصّ محادثته الفاضحة، وصوراً مختلفة له من أحاديثه غير الأخلاقية. أما المصيبة الكبرى فكانت في فيديو فاضح له بتفاصيل ليلته التي لم تكتمل مع الموظفة الجميلة، يظهر فيها بشكل مُخزٍ، بالصوت والصورة، في وضع غير لائق بمركزه، أو وضعه الاجتماعي والعائلي، كانت طلبات الموظفة الجميلة مُحدّدة: ترقية كبيرة في العمل، وزيادة ضخمة في الراتب الشهري، إضافة إلى منحها بضعة ملايين من الجنيهات نظير صمتها، وعدم فضحه.
الاستسلام للأمر الواقع
لم يكن أمام المُدير المُتصابي سوى الموافقة على شروط الموظفة الحسناء، وإلا فإن الفضيحة ستكون مدوّية. طلب منها مقابلتها على انفراد، في أيّ مكان هادئ، وحدهما، لكنها رفضت هذا الأمر قبل تنفيذ النصف الأول من الاتفاق، وهو الترقية الاستثنائية، وتعديل الراتب، ولم يكن أمامه مفرّ من الانصياع لها، بشكل تام وكامل. ثم منحته مهلة بضعة أشهر لتدبير باقي المبلغ الذي يحمل النصف الثاني من الاتفاق، وطوال هذه الفترة كان المُدير "الدونجوان" يسير في ركابها مثل العبد الذليل، لا يقوى على النظر في عينيها، أو رفض أيّ طلب لها. بعد ذلك طلب مقابلتها لإعطائها المبلغ المطلوب، مقابل تسليمه الفيديوهات التي تمتلكها.
اتفق الطرفان على مكان اللقاء، وانطلق المُدير المُتصابي بالسيارة، وهو يحمل حقيبة فيها المبلغ المالي الذي تم الاتفاق عليه، وقبل أن يدفع المبلغ سألها لماذا فعلت كل هذا معه؟ فأكدت له أنه يستحق هذا الأمر بسبب أفعاله غير المسؤولة، ومحاولته بشكل دائم استغلال وظيفته في الإيقاع بالفتيات، لذا كان جزاؤه من جنس عمله. جنّ جنونه، ولم يتمالك نفسه من شدة الغضب، وأخرج من بين طيّات ملابسه مسدسه الشخصي، وأطلق عليها رصاصة واحدة استقرت في رأسها، ثم استولى على «الفلاشة» التي تحمل فضائحه، ثم حطّم هاتفها المحمول، وألقى بالفتاة على جانب أحد الطرق الصحراوية.
جميلة على الطريق
على الجانب الآخر، عُثر على جثة الفتاة الجميلة ملقاة على الشارع، وهي ترتدي كامل ملابسها، وبجوارها حقيبة يدها التي تحتوي على كل أوراقها الثبوتية التي تدلّ عليها. جرى الاتصال بأسرتها، وتبيّن أنها تعيش مع شقيقها الوحيد، وباستدعائه اتّهم مديرها في العمل بسبب مضايقاته الدائمة لها. تم تسيير مأمورية أمنية للقبض على المُدير المتهم، وبمجرّد القبض عليه فجّر مفاجأة مدوّية، حيث أكد أنه تعرّض للابتزاز من قبل المجني عليها، بعدما أوقعته في فخّ الفضيحة، ما دفعه إلى التخلّص منها، ظناً منه أنه تخلص منها للأبد، ولم يتخيّل أن يتم القبض عليه بهذه السرعة. أمّا المفاجأة الأخرى التي فجّرتها جهات التحقيق فكانت عِلم شقيقها بتفاصيل كل ما حدث، لكنه لم يخبر رجال التحقيقات في البداية خوفاً من التورّط في شيء.
تم تحرير محضر بتفاصيل الواقعة المخزية، وتوجيه الاتهام المباشر للمُدير بالقتل العمد، وأمرت النيابة بحبسه 15 يوماً على ذمة التحقيقات، لحين تفريغ الفيديوهات والصور. أما شقيق المجني عليها فتم التحفظ عليه بتهمة التحريض على الفسق، وتضليل العدالة، للنظر في أمره، ويظل مصيره سؤال ربما تجيب عنه الأيام المُقبلة.
* إعداد: كريم سليمان