07 أبريل 2020

ماريا بيللو: لابد لهوليوود من قرارات تنصف المرأة

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

ماريا بيللو «لابد لهوليوود من قرارات تنصف المرأة»

بعد غياب عام تعودين في فيلم جديد هو The Water Man عما يتحدث هذا الفيلم؟
هو شيء بين الدراما والفانتازيا لكن هذه الفانتازيا بدورها واقعية أو ربما تكون معاشة. إن الفيلم ليس من نوع الفانتازيات 
المنتشرة.

ليس من سينما السوبرهيروز؟
لا. ليس على الإطلاق. في الفيلم حكاية صبي يبحث عن دواء لوالدته المريضة. دواء قيل عنه إنه يشفي كل مريض ولا وجود له إلا في شخص رجل ربما كان حقيقياً أو ربما كان أكذوبة. نعرف ذلك حين نشاهد الفيلم.

من النادر أن نلتقي بممثلة درست العلوم السياسية ثم أقبلت على التمثيل. كيف أثرت خلفيتك هذه على عملك؟ هل من صلة؟
ليس هناك علاقة مؤكدة. ربما عندي قناعاتي لكن كل من العمل السياسي والسينمائي منفصل في معظم الوقت. أعتقد أنهما يلتقيان عندما أقوم ببطولة فيلم مكتوب بأبعاد ورؤى ووجهات نظر سياسية.

مثل دورك في «وورلد ترايد سنتر»؟
صحيح. بالنسبة لدوري في هذا الفيلم كانت رغبتي تجسيد حقيقة الشخصية التي خاضت كارثة ما وقع كامرأة عادية. امرأة ليست بالضرورة رشيقة مثل نجمات السينما. بل امرأة بسيطة لديها حياة عائلية خاصّة بها لم تكن تظن للحظة أنها ستمر بمثل هذا القدر من البؤس وهي تحاول لم جمع أسرتها والسيطرة على مشاعرها في هذا الوقت العصيب. حين قررت أن ألعب دور هذه المرأة استمددت من حياتها هي ومن شخصيّتها لكني أيضاً منحتها من مشاعري. أحسست بأنها من نساء العائلة.


كان لافتاً أنك نلت ثناء النقاد أكثر من أي ممثل آخر في ذلك الفيلم.
هذا ما أسعدني كثيراً لأن الحادثة هزتني كما هزت ملايين الناس. أنا نيويوركية وفي ذلك اليوم كنت مع والدتي ومع ممرضتها، وتم الطلب من كل الممرّضات وكل الأطبّاء التوجه إلى مستشفى سانت ڤنسنت. توجهنا جميعاً الى هناك ووالدتي عملت هناك طوال اليوم. كنا بانتظار تدفّق ألوف الجرحى، لكن كما تعلم ألوف هم الذين ماتوا والجرحى كانوا أقل من ذلك. أتذكّر أنني مشيت مسافة طويلة الى الشارع السادس في القسم الغربي لكي أرى ما يحدث وشاهدت ذلك الرجل مغطّى بالدماء جالساً يبكي وآخر مثله يواسيه ويقول له «كل شيء سيكون على ما يرام». شعرت حينها بعظمة تلك اللحظة الأخوية، وكيف أن المأساة تقرّب الناس بعضها الى بعض.

منذ سنتين وهناك تيار لمنح المرأة كافة حقوقها في المهنة السينمائية من مساواة رواتب ومكافآت إلى مناهضة التحرش الجنسي. هل تؤيدين هذا الاتجاه؟
طبعاً. لا يحتاج الأمر إلى سؤال. كل النساء حول العالم يتعرضن للتحرش ربما بكلمة بسيطة أو بفعل يستوجب العقاب. لكني مع المسألة من ناحية أن هوليوود تحتاج لوضع حد لكل هذا الانسياب الأخلاقي الذي يميز هذه المرحلة. مرحلة ما بعد فضيحة 
هارفي وينستين وسواه. لابد لهوليوود من قرارات على مستوى المؤسسات السينمائية تؤدي لمنع هذه التجاوزات.