المعلقة الرياضية سوسن سعد: أنا مصرية الدم، إماراتية القلب، أردنية العقل
7 أبريل 2020

المعلقة الرياضية سوسن سعد: أنا مصرية الدم، إماراتية القلب، أردنية العقل

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

سوسن سعد، إعلامية، شابة، متعددة المهارات والمواهب، بدأت مشوارها المهني عام 2009 مذيعة في قنوات فوكس العالمية. وكانت خطواتها الأولى في طريق تحقيق حلمها الأكبر، كمعلقة رياضية، عبر بوابة مؤسسة دبي للإعلام، حيث أثبتت جدارتها كمقدمة في قنوات دبي الرياضية، لتصبح المذيعة الداخلية الرسمية لجميع المباريات المحلية والعالمية، في استاد هزاع بن زايد، والمذيعة الرسمية لكأس العالم للأندية، وكأس آسيا الإمارات 2019.

لديك العديد من المواهب والمهارات، حدثينا عن بدايتك مع كل موهبة.
بعدما تغلبت على ترددي بسبب رفض عائلتي لعملي في مجال الإعلام، انطلقت بسرعة الصاروخ في عالم كان دائماً يسحرني بأضوائه وأخباره، وبعد محاولات متكررة، تخليت عن عملي كأصغر مديرة مشاريع، وبدأت بالعمل كمقدمة برامج في قنوات فوكس الفضائية، وبعدها اتجهت للحقل الرياضي، فأنا من عشاق الرياضة، وقد نشأت في أسرة رياضية، فوالدي كان لاعباً بنادي الزمالك المصري، ولدي قدرة على فهم وتحليل المباريات، وقد ساعدتني أجواء عائلتي الرياضية واهتماماتهم وخبرتهم الكبيرة برياضة كرة القدم، على تعلم الكثير من أسرار الساحرة المستديرة، الأمر الذي مكنني من اقتحام مجال ذكوري بحت، في وقت لا يتقبل فيه الكثير من فئات المجتمع فكرة عمل فتاة في الحقل الرياضي، خصوصاً كمعلقة مباريات رياضية. ولكنني على الرغم من ذلك، تمكنت من إثبات ذاتي، وتدرجت في المهنة سريعاً، وأثبت للجميع، أن الطموح والشغف ليسا حكراً على أحد، ولا توجد مهنة ذكورية أو أنثوية، فالرياضة سلوك ومهارة وثقافة، والأهم هو ترجمة كل هذا في عمل متميز وناجح، وبناء على ذلك تم اختياري في العام 2013 من بين آلاف المتقدمين، كصوت داخلي في استاد هزاع بن زايد، وانطلقت بعدها مسيرتي في عالم الرياضة.

ماذا عن تقبل الجمهور لك كمعلقة لمباريات كرة القدم؟
لم أجد قبولاً إلا من 10 في المئة من الجمهور، أما النسبة الباقية فلم يجدوا أي مبرر لعملي في مجال ذكوري، يستحوذ عليه الرجل، لذا، قررت التعليق بالطريقة الأوروبية المحمسة، الخالية من نبرة الصوت الأنثوية، وهي الطريقة التي تعجب الجمهور بشكل عام، كما أن تعليقي لمباريات فريق العين أو الأهلي المصري، يرتبط غالباً بفوز الفريق، وقد أصبح وجودي أشبه بالتميمة التي تجلب الحظ للفريقين، الأمر الذي صنع قاعدة جماهيرية لي من مشجعي الفريقين، خصوصاً أنني مشجعة متعصبة لفريق العين، وأهلاوية في الصميم، وهذه هي المرة الأولى التي أصرح فيها بذلك.


حدثينا عن تجربتك في التمثيل؟
أمارس التمثيل كهواية، وقد بدأت ذلك في المسرح المدرسي، فمثلت في عدد من المسلسلات الخليجية، ولكنني لم أجد موهبتي، إلا في التمثيل السينمائي، فهو عالم ساحر ومبهر، والتمثيل السينمائي له نمط خاص، وطريقة التمثيل فيها احترافية تساعد الممثل على التعلم، واكتساب الخبرة. وعلى الرغم من ذلك أرغب في ممارسة التمثيل كهواية فقط، ولا أريد أن تتحول إلى عمل، فالتمثيل عالم واسع يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، لذا أقوم بالعمل به في الوقت الذي يسمح لي بذلك، حتى لا أمارس العمل الأقرب إلى قلبي وشخصيتي برتابة، فأنا أحب العمل السينمائي الذي يجسد الحالة التي أشعر بها تجاه الشخصية التي أقوم بتمثيلها.

ما سبب عدم تحدثك بلهجة واحدة؟
لدي قدرة على التحدث بأي لهجة عربية، حتى لغة دول المغرب العربي أتقنها جيداً على الرغم من صعوبتها، والأمر قد يكون مرتبطاً بنشأتي في أسرة نصفها مصري والنصف الثاني أردني، كما أنني أعتز باللهجة الإماراتية جداً، وأفضل الحديث بها، وهي بلدي الثاني وأنتمي لها بقوة، وعلى الرغم من اتهام البعض لي بأنني بلا هوية، لكنني أجيب عليهم بأنه لدي أكثر من هوية، فأنا مصرية الدم، إماراتية القلب، أردنية العقل.

ما الإحباطات التي واجهتك؟
لقد تخطيت أصعب إحباط واجهته، وهو رفض أسرتي لعملي الإعلامي، إلى أن تحول هجومهم المستمر أخيراً إلى تشجيع وتحفيز، أما الإحباطات التي أواجهها يومياً، فهي في رفض الرجل لمنافسة فتاة له في مجال يعتبره خاصاً به، ولكن يمكن تجاوز ذلك بدبلوماسية وذكاء، أما الإحباط الأصعب فهو في طريقة تعامل المديرين مع الطاقات الشابة، والتقليل من جهودهم وإنكار إنجازاتهم، وإخفائهم من الأضواء؛ لأسباب مرتبطة بأفكار رجعية متعلقة بعمل المرأة.

ما رسالتك لفتيات جيلك؟
رسالتي لكل فتاة هي الإصرار على حريتها الشخصية، ومحاولة الخروج من القالب الذي وضعها المجتمع فيه، من جهتي قررت مواجهة المجتمع بشعري القصير على الرغم من اعتبار المجتمع أن الفتاة التي تقص شعرها لدرجة قصيرة جداً، تخرج عن العادات والتقاليد المتعارف عليها، أو يمكن وصفها بالمتشبهة بالرجال، وتتعامل بطريقة ذكورية، لكنني عكس كل ذلك، فأنا أعتز بأنوثتي جداً، وأهتم بصيحات الموضة، وأمارس كل اهتمامات البنات الصغيرة منها قبل الكبيرة، كما أنني أريد تغيير الفكر السائد بأن الفتاة تقوم بقص شعرها بعد الخروج من تجربة قاسية، أو قصة حب فاشلة، فهنالك الكثير من الأسباب التي ترجع إلى الحرية الشخصية، أو إلى طبيعة حياة كل فتاة، وبالنسبة لي أنا فتاة عملية ونمط حياتي سريع، والشعر الطويل يحتاج إلى وقت وعناية خاصة، ولا أملك الوقت الكافي لذلك.

 

 

مقالات ذات صلة