مجلة كل الأسرة
07 أبريل 2020

نجوى كرم: أغرّد في قضايا مهمة ولا تهمني التعليقات السطحية

فريق كل الأسرة

بيروت: أندريه داغر

فنانة شامخة راقية وأصيلة، حملت في صوتها وأغنيتها اللبنانية وطناً وقلباً وحباً، لتنقل صورة ملأى بالتفاؤل والأمل، تحقق النجاحات المتواصلة ولا تزال. حضورها مدوٍ، غناؤها جميل، صوتها هادر، وعطرها قادر على اختراق الحدود والجغرافيا.. 

«كل الأسرة» التقتها وكان هذا الحوار:
 
كنتِ سباقة إلى إحياء حفلتين في السعودية، وأول مطربة تقف على خشبة مسرح طلال المداح، إلى أي مدى أنتِ فخورة بهذا؟
 سبق أن أحييت حفلة في الخُبر، أما وقوفي على خشبة مسرح الراحل الكبير الفنان طلال مداح، فاعتبره حلماً تحقق، وأنا فخورة بذلك كوني أول فنانة عربية تقف على هذا المسرح..
 
بعد الانفتاح الفني الذي شهدته المملكة العربية السعودية، هل وجدتِ صعوبة في مواجهة جمهورها؟ وكيف ترين هذا الانفتاح الفني والثقافي؟
لم أجد أي صعوبة؛ لا بل شعرت بمتعة كبيرة في مواجهة جمهور كنا محرومين من الوقوف أمامه على المسرح؛ جمهور يفرح بصورة كبيرة ويحب الفرح، ويستقبل الفنان بحفاوة بالغة. بالنسبة لي هذه المشاركة أشعرتني بالسعادة والفخر، وأستمتع بالغناء للجمهور السعودي. وأنا مع الانفتاح والتطور ومع كل شيء يجعل الكون قرية صغيرة، يتعايش فيها البشر بمحبة ويحققون السلام المنشود

حققت في السعودية نجومية مميزة، فقد بيعت كل بطاقات حفلتكِ كيف تصفين ذلك؟
أشكر الله على كل نعمه، وكل هذه الإيجابيات التي حصلت عليها في السعودية كانت رائعة. من الجميل أن يلمس الفنان محبة الجمهور. تلك البداية فقط، وأحب أن أؤكد أن وقوفي على أي مسرح في أي بلدي عربي، هو كالوسام على صدري.
 
تحرصين في كل إطلالاتك على ارتداء فساتين سهرة تلفت الأنظار، ونادراً ما تُطلّين بثياب سبور. لماذا هذا التعلق بالتصاميم الفخمة؟
لكل فنان أو فنانة طريقة لظهوره في حفلاته ومهرجاناته أمام الجمهور بالطريقة التي تليق به، أو بنوعية الملابس الذي تستهويه. أنا أحب أن أكون أنيقة امام جمهوري الذي أتى من كل قلبه ليشاهدني على المسرح، وأنا من كل قلبي أجهز نفسي لأكون بأجمل صورة لملاقاة هذا الجمهور، ودائماً أفضل أن أكون بأفضل حالاتي في كل الأماكن وعلى جميع الصعد، فضلاً عن شعوري بالراحة الكاملة بارتداء الأزياء الفخمة.
 
إلى أي درجة لا زلت تفرحين بالنجاح وتخافين من الفشل؟
بداية الفنان يخاف الفشل، ويعمل جاهداً للاستمرارية، وهي المهمة الأكثر صعوبة؛ ذلك أن الفشل ولو مرة واحدة، يسرق الكثير من شهرة الفنان وانتشاره.

هل تتّكلين على شعورك وحده في اختيار أغنياتك، أم إن هناك مستشارين حولك يساعدونك في خياراتك؟
أتّكل بالدرجة الأولى على شعوري وإحساسي وحبي للأغنية. صحيح أن الموجة السائدة حاولت أن تضيّق اختيارات الفنان، ولكن عليه أن يستدرك دائماً نفسه، وأن يسعى لتقديم الفن الذي يليق به ويُرضي ذوق الجمهور على حد سواء؛ لذا علينا أن نحب الأغنيات التي نستمع إليها قبل أن نقدمها للناس.
 
ما هي شروط الأغنية الناجحة في ظل الواقع الغنائي الراهن؟
الأغنية التي تمتلك مقومات النجاح تفرض نفسها ووجودها على المستمعين بجمالياتها ونوعيتها، وهي إجمالاً لا تكون بحاجة لكليب لدعمها جماهيرياً. صحيح أن الكليب عنصر إعلاني كبير ينشر الأغنية في ثوانٍ قليلة في أنحاء العالم، ولكن ليس بالضرورة أن يشكل إنقاذاً لأغنية هابطة.
 
ما رأيك في المستوى الغنائي الذي يتم تقديمه هذه الأيام؟ هل هو في تقدم أم إلى تراجع؟
أرى أن عصر العمالقة لم يعد سيد الموقف. هناك فنانون يتمتعون بأصوات جميلة وحضور جيد يحاولون استقطاب أكبر عدد ممكن من الأغنيات اللافة والناجحة لتقديمها للجمهور، وبالتالي تتفوق الأغنية الناجحة اليوم على الفنان الناجح.
 
من خلال تغريداتك على مواقع التواصل الاجتماعي، نقرأ لك تغريدات وطنية وإنسانية وحياتية؛ إلى أي درجة يحق للفنان الدخول إلى صلب القضايا الحياتية أو السياسية؟
كل إنسان لديه منبر على هذه المواقع، وكل فنان أيضاً لديه منبره الخاص، وإذا كنت اعتبر أن صفحاتي على السوشيال ميديا هي منبري، فالمفروض من خلالها أن أقدم للناس أعمالي، وأن اعبر من خلالها عن شخصيتي وفكري وتصرفاتي وسلوكي في الحياة والمجتمع.
من هذا المنطلق أستطيع حتماً أن أعبر من خلال هذا المنبر عما أشعر به. كل ما يكتب على مواقع التواصل يعبر عن أخلاقياتنا، وهذه الصفحات هي منبر عملي اجتماعي فني ثقافي، وكل واحد يأخذ الموضوع من المنظار الذي يريده ويكشف عن شخصيته. وأنا شخصياً أغرّد في قضايا مهمة، ولا تهمني التعليقات السطحية.

ألا يمكن أن يخسر الفنان بعض جمهوره من خلال هذه التغريدات؟
ولماذا سيخسر طالما وجع الفنان والإنسان واحد، الفنان يعبّـر في تغريداته عن صرخة ما، تكون ناتجة عن وجع يشعر به الفنان كأي إنسان عادي. النتيجة نحن تحت سماء واحدة، ويجمعنا وطن واحد، وبالتالي المعاناة واحدة.

بما أنك متابعة شرسة للمواضيع التي تخص الإنسان وغالباً ما تتكلمين فيها، هل من الممكن أن نراك نائبة بالبرلمان؟
أتصور بأنني من منبري كفنانة أنا فاعلة ربما أكثر مما لو كنت في البرلمان، لذا أفضل أن أبقى في الفن، ومن خلاله أستطيع إيصال الرسائل التوعوية للناس بطريقة أسهل بكثير ربما من المقعد النيابي.

إذا قدر لك أن تكوني وزيرة؛ أي وزارة تختارين، ولماذا؟
وزارة البيئة. عندما يتعلم الفنان أن يقدم فناً جميلاً ونظيفاً، يتعلم أيضاً أن يحب البيئة النظيفة والجميلة؛ لذا اختار هذه الوزارة الضرورية والمهمة، فمن خلال العمل الفعال فيها، يمكننا أن نصل إلى بيئة نظيفة وصحية.

أين ومع من تلاقين السكينة وراحة البال؟
السكينة حالة لا يمكننا أن نعيشها إلا باتصالنا مع الله من خلال الصلاة أو محاسبة الذات. عندها يرتاح ضميرنا، ونعيش بسكينة من خلال تصرفاتنا وإنجازاتنا.

إذا كنت بمزاج سيء أو حزين لمن تلجئين؟
ملجئي الوحيد هو الصلاة. أختلي بنفسي وأصلي لربي، وعلى طريقتي الخاصة أكلمه وأناجيه، وهو لا يرد طالباً ولا طلباً.

النجم الذي يسعد الجمهور، من يسعده في حياته اليومية والطبيعية؟
إذا كان الفنان هو الفعل على مسرحه، فالجمهور هو ردة الفعل، يحصد الفنان ما يزرعه، ومن هذا المنطلق فمن الأكيد أن من يُسعد الفنان هو جمهوره.

ما الذي يجعل نجوى كرم تستغني عن أشخاص معينين وتُخرجهم من حياتها؟
المنافق والكذوب، وكل من يضع مصلحته الخاصة فوق كل اعتبار وفوق الضمير والصداقة والمحبة والزمالة. من يمتلك هذه المواصفات استغني عنه بكل بساطة وسهولة.

أخيراً أصبح شقيقك طو ني كرم رفيقك، هل هو مدير أعمالك الحالي؟
نحن اليوم فريق وعائلة، نكون مع بعضنا بعضاً، دائماً، لكي نوفر لبعضنا بعضاً، ظروفاً ملائمة لخدمة مسرحنا وفننا وجمهورنا.