ربما كانت النجمة الجميلة هبة مجدي أكثر المستفيدين من مسلسل «فرصة تانية» في رمضان الماضي، الذي شاركت بطولته ياسمين صبري وأيتن عامر ومحمد دياب، حيث قدمت تركيبة ثرية فنيًا لزوجةٍ تتحول من الخنوع والاستسلام لقهر زوجها إلى امرأة شرسة تنتقم لكرامتها، وقد أتاح لها هذا التحول فرصة للتعبير عن قدراتها التمثيلية كما تقول.
وكانت هبة حاضرة بداية العام في مسلسل «الأخ الكبير» مع محمد رجب، وقدمت خلاله شخصية مختلفة أيضا تضاف إلى رصيدها الذي يفتقد خطوة سينمائية مؤثرة حتى الآن، لكنها تبرر ذلك في حوارها التالي الذي دار حول بصمتها الفنية وما حققه لها مسلسل «فرصة تانية».
شخصية «مريم» صادمة وسمحت لي بالتعبير عن نفسي
هل قبلت أداء شخصية «مريم» خلال أحداث مسلسل «فرصة تانية» بسهولة؟
عندما قرأت الحلقات الأولى لم أكن متحمسة لها على الإطلاق، ومع تقدم الأحداث وجدتها تتحول من السلبية والخنوع والقبول بالظلم للانتقام والانفجار في زوجها، فتحمست لها جداً وأصبح عندي إصرار على تقديم شخصية «مريم» دون غيرها من شخصيات المسلسل.
هل يعني هذا أنه كان لديك حرية الاختيار ولم يفرض عليك الدور؟
المخرج مرقس عادل والشركة المنتجة والمؤلف رشحوني من البداية لشخصية أخرى، ولم يكن لديهم الحماس لأن ألعب شخصية «مريم» من الأساس، لكنني أصررت عليها بعدما ترددت في البداية، واخترت أن ألعبها بالفعل، وقد تجاوب معي كل من اعترض، وقد نجحت في إقناعهم عندما كنت أصور أصعب المشاهد مرة واحدة دون إعادة، وهذا لأنني كنت قد تفاعلت مع الشخصية بشكل كبير.
تصوير/ شريف مختار
ما الذي غير وجهة نظرك لها بهذا الشكل، وعلى ماذا راهنت فيها؟
كما أشرت، وجدتها تتحول تحديدا من الحلقة رقم 11، وأصبحت فاعلة ومحورية في الأحداث ومشاهدها كلها تحتاج لجهد وانفعالات قوية وقد راهنت أنها تتيح لي فرصة للتعبير عن نفسي كممثلة فهي تركيبة ثرية وجاذبة للممثل وللمشاهد أيضا لأن يتفاعل معها في كل ظروفها، وقد أصبحت محورية في الأحداث حتى النهاية.
هل كانت هناك مشاهد محددة يمكن أن نقول بأنها الأصعب خلال الأحداث؟
أكثر المشاهد صعوبة كان عندما يفاجئها الزوج بأنه تزوج عليها ويحضر ضرتها إلى بيت الزوجية دون تمهيد، ويقرر أن تنام في نفس حجرتها، وهذا المشهد استفزني جداً، وقد ساعدني أداء الزميل محمد دياب للشخصية بحرفية عالية، وهناك مشاهد عديدة صعبة، لأن الشخصية عموماً كانت دسمة وثرية في كل تفاصيلها.
هبة مجدي تؤدي شخصية "مريم" في مسلسل «فرصة تانية»
هل هناك نقاط تشابه بين «مريم» وحقيقتك في الواقع؟
لا أعتقد، لأنني شخصياً لا أتعاطف مع المرأة الضعيفة التي تفرط في حقها وتقبل الإهانة وأرفض السلبية وأنا فقط في الحقيقة والواقع أحب الهدوء والرومانسية ولا أفضل الصراع.
ألم يحن الوقت لتفكري في خطوة البطولة الأولى؟
حتى نكون واقعيين، مسألة البطولة المطلقة لم تكن يوماً في يد الفنان، فهي دائما ما يتحكم بها شركات الإنتاج، فمن الممكن أن تجد وجها جديدا تتحمس له جهة الإنتاج، لأسباب شخصية أو نفسية، وتدفع به في عمل كبطل أول، في حين تجد هناك فنانين على قدر كبير من الموهبة والحضور يستحقون البطولة الأولى لكنهم ليسوا في الحسبان، فهذه المسألة تخضع لاعتبارات عديدة ربما ليس أهمها «الموهبة والحضور»، لذلك أنا لا أشغل نفسي بهذا الموضوع لأن ليس هناك إرادة فردية للممثل كي يختار هو تقديم البطولة الأولى، فهي مسؤولية ولا بد أن تأتي في الوقت المناسب ليكون لها الاستعداد الخاص، وأنا لا أهرب منها لكنني في الوقت نفسه لست مشغولة بها ولا أبحث عنها وكل ما يشغلني هو إجادة عملي والوصول إلى حب الناس، ودائما أبحث عن الدور الذي يشبعني كممثلة ويرضي شغفي ويستفزني وأكتشف قدرات جديدة بداخلي من خلاله.
ما زلت بعيدة عن التحقق فنيًا في السينما، هل يحزنك هذا؟
على الإطلاق، لأن النجاح في التلفزيون يشبعني ويرضيني، وأنا لست محظوظة في السينما بكل تأكيد وتجاربي فيها محدودة بفيلم «يوم من الأيام» مع محمود حميدة ولي فيلم روائي قصير بعنوان «حب إيه؟!» مع رانيا يوسف إخراج رضا عبد الرازق وأتمنى أن تأتيني فرصة سينمائية مع مخرج كبير يضعني في شكل مختلف.
ماذا ننتظر منك من جديد في المرحلة المقبلة؟
هناك مشروع مسلسل «نسل الأغراب» مع المخرج محمد سامي، والذي سيجمع أحمد السقا وأمير كرارة ومعنا مي عمر، وعدد كبير من الأسماء المهمة، وهو عمل قوي للفترة القادمة وأتمنى أن نعود للمسرح مرة أخرى لنواصل تقديم عرض «الملك لير» مع الفنان الكبير يحيى الفخراني، وكنا قد عرضناه في المملكة العربية السعودية منذ شهور وحقق نجاحاً كبيراً، وأنا فخورة بمشاركتي في هذا العمل المسرحي المهم.