يقول الفنان سعد رمضان«(آخ يا بيروت) من أكثر الأغنيات التي ترجمت ما كنت أشعر به من حزن ووجع على بيروت بسبب الانفجار الكارثي الذي ضربها وتسبب بهذا الدمار والخراب والفوضى والذي نتج عنه عدد كبير من الضحايا والجرحى والمفقودين»
ويضيف «نعم كنت أفكر بالهجرة قبل هذه الحادثة الأليمة لأستقر في مصر لأنني شعرت بأنه «بطل النا لقمة خبز» في لبنان».. ويستدرك «لكن بعد هذه الكارثة جاءني شعور يحثني على الصمود والبقاء في بلدي لبنان لذلك مستحيل أن أفكر في الهجرة»..
هذا ما عبر عنه الفنان سعد رمضان في هذا اللقاء مع «كل الأسرة» :
هل كنت موجوداً في العاصمة بيروت لحظة انفجار المرفأ؟
لا لم أكن موجوداً في بيروت لحظة الانفجار إنما كنت على الدراجة الهوائية متوجهاً من برجا إلى صيدا وحين دوى الانفجار كنت في منطقة الجية، ومع أنني كنت بعيداً عن العاصمة، لكني شعرت بضغط كبير، ولم أعلم به إلا حين وصلت لصيدا ورأيت الفيديوهات من المارة هناك.
ماذا شعرت حين رأيت مشهد انفجار المرفأ في الفيديوهات؟
من هول الصدمة لم أستطع استيعاب ما يحصل.. «ما حسيت بشي لحظتها» كمن يصاب بجرح ولا يشعر بالوجع إلا بعد وقت قصير، ولم أكن واعياً لشدة حزني وقهري على ما أحدثه الانفجار، يوماً بعد يوم بدأت أصحو من الصدمة وأدركت أن شيئا كبيراً ومرعباً قد أحدثه هذا الانفجار، حينها انتابتني حالة من البكاء والحزن الشديد لأيام وصرت أبكي على كل شيء، على الضحايا، الأمهات، الدمار والخراب، المفقودين.
هل تعتبر أن هذه من أصعب وأقسى الأحداث التي رأيتها في حياتك؟
نعم وللأسف الشديد إنه الحدث الأقسى والأصعب في حياتي، عمري 33 عاماً وأشعر أنني مكسور ومجروح على الرغم من أنه لم يتضرر أحد من أهلي ولا أقاربي ولا أصدقائي.. فكيف حال أمهات الضحايا الذين خسروا فلذة أكبادهم؟!
بماذا تتوجه لهؤلاء الأمهات؟
أقول لهم «الله يصبركن» ويأخذ بحقكن وعسى أن تنطفئ النار في قلوبكن، حين يتم محاسبة المتورطين والمتسببين بهذا الانفجار الكارثي وأن تعلق لهم المشانق.
هل تفكر بالهجرة بعد هذا الانفجار؟
قبل وقوع الانفجار وبسبب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وأزمة شح الدولار كنت أخذت القرار بمغادرة لبنان للاستقرار في مصر لأنني لم أعد أعمل ولا أحصل على أموالي في البنك، حتى لقمة الخبز كانت هناك مشكلة في الحصول عليها بسبب أزمة المازوت والأفران، لكن بعد وقوع الانفجار وكأن هناك شيئاً ما يشدني للبقاء والصمود في لبنان لذلك يستحيل أن أهاجر، أصبحت أكثر تعلقاً بلبنان بعد هذه الحادثة الموجعة ومأساتها وليس أنا من يجب أن يترك لبنان إنما هذه الطبقة السياسية الحاكمة والفاسدة، فهذا الانفجار منحنا قوة البقاء و التشبث بالأرض.
هل أنت لا زلت متأملاً ومتفائلاً بمستقبل زاهر للبنان؟
بصراحة أقول أنني متفائل فإن مع العسر يسرا، وعندي إحساس أن 70 بالمئة من الشعب اللبناني أصبح أكثر وعياً من ذي قبل، ومدركاً لما يحصل وبأن هذه الطبقة السياسية كاذبة وسارقة وفاسدة وأنهم يستغلوننا فقط للانتخابات .. من المحتمل إذا صار هناك نظام انتخابي جديد وحصلت الانتخابات حينها فقط قد يحصل التغيير.
ماذا تقول للشباب اللبناني الذي يفكر بالهجرة؟
أناشدهم ألا تتركوا بلدكم وترحلوا، وأعي أن الوجع صعب لكن من يجب أن يرحل هم السياسيون الفاسدون وهذه الدولة الفاشلة وليس إلى خارج لبنان إنما يجب رميهم في السجن.
كيف ولدت أغنية «آخ يا بيروت» التي طرحتها مؤخراً؟
إنها من أكثر الأغنيات التي قدمتها بإحساس عال ومن كل قلبي وهي تجسيد لحالة الحزن الشديد الذي شعرت به تجاه مدينتنا بيروت بعد هذا الانفجار الرهيب وهي من كلمات مازن ضاهر ومن ألحان صلاح الكردي والحمد لله الأصداء إيجابية.
كيف نظرت إلى التضامن مع لبنان؟
إن هذا التضامن العربي والغربي على حد سواء ما هو إلا دليل واضح على حب كل شعوب هذه الدول للبنان وشعبه وأنا ألمس هذا الحب للبنان حين أسافر لإحياء الحفلات في تلك البلدان، ولطالما اعتبروا لبنان سويسرا الشرق.. لننظر كيف ينزل المسؤولون العرب والغربيون إلى الشوارع للتضامن مع الشعب اللبناني في محنته ومن بينهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونحن للأسف لم ينزل أحد من زعمائنا.. يمكن «ما بيسترجوا» ويعرفون أنهم مكروهون من الشعب.