18 أكتوبر 2020

أهم المحطات في حياة الفنان والفارس أحمد مظهر

صحافية ومترجمة مصرية

أهم المحطات في حياة الفنان والفارس أحمد مظهر

لم يُطلق عليه لقب «فارس السينما المصرية» من فراغ، فقد كان أحمد مظهر فارساً بالمعنى الحرفي للكلمة، حيث كان ضابطاً في سلاح الفرسان وعضواً بارزاً في الفريق المصري للفروسية، ثم تم اختياره كي يشغل منصب قائد مدرسة الفروسية بعد ثورة 1952.

وبمناسبة ذكرى ميلاده في شهر أكتوبر، تعرفوا مع «كل الأسرة» إلى أهم المحطات في حياة الفنان والفارس أحمد مظهر.

كان ضابطاً في سلاح الفرسان وشارك في حرب فلسطين عام 1948

الفنان أحمد مظهر - كل الأسرة

وُلد أحمد مظهر يوم 8 أكتوبر عام 1917 في حي العباسية بالقاهرة، وبعد الانتهاء من دراسته الثانوية التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1938، وكان الرئيسان أنور السادات وجمال عبدالناصر زَميليه في نفس الفرقة. التحق أحمد مظهر بسلاح المُشاة بعد تخرجه ثم انتقل إلى سلاح الفرسان حيث تولى قيادة مدرسة الفروسية، ومن الجدير بالذكر أنه عند اندلاع حرب فلسطين عام 1948، شارك أحمد مظهر فيها، إلا أنه بعد عودته قرر الاتجاه إلى فن التمثيل الذي كان يستهويه كثيراً.

بداياته الفنية في زمن الروائع الجميل

الفنان والفارس أحمد مظهر - من فيلم رد قلبي
من فيلم رد قلبي 

كان أول من قدم أحمد مظهر إلى عالم الفن هو رائد المسرح المصري، زكي طليمات، عام 1948 من خلال مسرحية «الوطن»، بعد ذلك وقع اختيار المخرج إبراهيم عز الدين عليه للقيام بدور فارس في فيلم «ظهور الإسلام» عام 1951، مما جذب إليه أنظار المُؤلف الكبير يوسف السباعي الذي رشحه للقيام ببطولة فيلمه الشهير «رُد قلبي» عام 1952، وكانت هذه هي نقطة الانطلاق الحقيقية للفنان أحمد مظهر، والتي مهدت له طريق النجاح والإبداع الفني اللذين كانا جزءًا لا يتجزأ من مسيرته الفنية الطويلة. 

استقالته من الجيش وتفرغه للفن

أحمد مظهر في فيلم «الناصر صلاح الدين»
أحمد مظهر في فيلم «الناصر صلاح الدين»

واصل أحمد مظهر نجاحه السينمائي وبحلول عام 1956 قرر أن يستقيل تماماً من الخدمة في الجيش وأن يتفرغ للفن. وبالفعل استقال وهو على رُتبة عقيد، وكانت الأعوام الثلاثة التالية لذلك من أهم الأعوام في مسيرته الفنية حيث قدم للسينما فيها نحو 15 فيلماً ناجحاً منها؛ «الطريق المسدود»، «حتى نلتقي»، «رحلة غرامية»، «الزوجة العذراء»، «دعاء الكروان»، «جميلة» و«الحب الأخير». وربما يكون دوره في فيلم «الناصر صلاح الدين» هو أكثر أدواره شهرةً ونجاحاً على الإطلاق، إضافة إلى دوره في فيلم «الأيدي الناعمة» الذي أدى فيه دور النبيل الأرستقراطي الذي يستنكر فكرة العمل ببراعة شديدة. 

وبلغ عدد الأفلام التي شارك فيها أحمد مظهر 135 فيلماً على مدار تاريخه الحافل الذي امتد حتى عام 1995، والذي قدّم فيه آخر أعماله «عتبة الستات» مع فاروق الفيشاوي والنجمتين نبيلة عبيد وصفية العمري. 

حياته الأسرية وصدمات قاسية تعرض لها

أحمد مظهر - كل الأسرة

تزوج أحمد مظهر مرة واحدة في حياته من السيدة «هدايت» وأنجب 4 أبناء هم، شهاب ونيفين وريهام وإيمان مظهر. ومن أصعب الأزمات النفسية التي واجهها مظهر في حياته كانت عندما نسي سلاحه الميرى في منزله وبه رصاص حيّ، وتصادف مجيء صديق له وبينما هو يلعب مع ابنه، أخذ ابنه السلاح وأطلق عدة طلقات على صديق أبيه أودت بحياته على الفور، وقد تسبب هذا الموقف في حزن شديد لأحمد مظهر وتصاعدت المشاكل بينه وبين زوجته حتى وصل الأمر إلى الطلاق. 

كما واجه الفنان أزمة أخرى في نهاية حياته حين تم الاستحواذ على نصف أرض الفيلا الخاصة به لبناء طريق دائري في العاصمة، القاهرة، وقد أدت هذه الأزمة إلى تدهور حالته النفسية والصحية بشكلٍ كبير. وفي يوم 8 مايو عام 2002 أُسدِل الستار على حياة فارس السينما المصرية أحمد مظهر عن عمرٍ ناهز الـ 84 عاماً على إثر إصابته بالتهاب رئوي حاد تلاه سكتة دماغية.