14 فبراير 2021

حصرياً..جودي فوستر تحدثنا عن فيلمها الجديد «الموريتاني»

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

حصرياً..جودي فوستر تحدثنا عن فيلمها الجديد «الموريتاني»

تعود الممثلة والمخرجة جودي فوستر إلى الواجهة بعد غياب امتد عدّة أعوام، من خلال فيلم بعنوان «الموريتاني» (يتناول مصير شاب وجد نفسه متّهماً بالإرهاب لمجرد أنه مسلم). 

جودي فوستر - كل الأسرة
جودي فوستر في فيلم «الموريتاني» 

في فيلمك الجديد «الموريتاني» تدافعين عن شاب من موريتانيا حاولت السلطات الأمريكية إبقاءه حبيس معتقل غواتينامو.

كيف تجدين دورك في هذا الفيلم؟

أحببت هذا الدور جداً ولسببين أولهما أدّى إلى الثاني مباشرة.

في البداية لم تكن لدي معلومات كثيرة حول هذا الموضوع ولا عن شخصية الشاب الموريتاني محمد ولد صلاحي. عندما قرأت السيناريو وجدت نفسي منقادة للتعاطف إلى حد كبير مع شخصية محمد حتى وإن لم يكن الموضوع عبارة عن سيرة حياة دقيقة. نعلم إن ما حدث له من صدام مع المسؤولين والريبة في المسلمين والعرب عموماً أدّى به إلى المعتقل لكن الفيلم ليس بيوغرافياً. هناك ما يكفي من الأحداث التي تكمل الدائرة حوله لتعطي فكرة أفضل عما حدث له.

لكن ما هو مصدر اهتمامك بهذا المشروع منذ البداية؟ أعتقد أنني قرأت أنك فكرت في إخراجه. 

لا أعتقد أن ما نشرته المواقع حول هذا الموضوع صحيح. ما حدث هو أنني استلمت السيناريو من المخرج كفن مكدونالد وقرأته كما أقرأ أي سيناريو استلمه ويتم ترشيحي للظهور فيه. أما مصدر الاهتمام فإنه وُلد كما ذكرت لاحقاً.

ما الذي يجذبك عادة إلى أفلام ولا يجذبك إلى أفلام أخرى؟

هذا سهل عندي. هناك ما اعتبره متطلبات أساسية. أولاً وقبل كل شيء آخر أن يكون المشروع قائم على فكرة جيدة. لست مهتمة بفيلم من أجل الشهرة ولا من أجل المادة رغم أهميتهما بالنسبة للممثل. مهتمة بالفيلم الذي يدور حول أشياء تدفعني للتفكير. «الموريتاني» أمّن هذا الطلب الأساسي.

أردت من خلال فيلم «الموريتاني» أن أحارب الصورة الظالمة للمسلمين

ما رأيك بصورة المسلمين على الشاشة حالياً؟

صورتهم لدى قسم كبير من الناس. هي مصدر خوف لكثيرين لكن هناك ما يكفي من الناس أيضاً لمناهضة هذه الصورة الظالمة. سبب رغبتي في تمثيل هذا الفيلم يعود إلى أنني أردت من المشاهدين أن يُعجبوا بل أن يحبوا هذا الإنسان. أن يروا المسلم بوعي مختلف. أن يدركوا أن الخير والشر لا موطن له في دين واحد أو لون بشرة واحدة أو في عنصر دون آخر. أردت لهم أن يروا شاباً حقيقياً الذي لم يصنع أي شيء ليستحق العقاب المنتظر له والذي كان يخاف الأمريكيين كما يخاف بعض الأمريكيين منه لمجرد أنه عربي أو مسلم. 

جودي فوستر - كل الأسرة

قرأت منذ مدة حديثاً لك قلت فيه إنك لا تملكين «شخصية الممثل». ماذا تعنين بذلك؟ 

التمثيل هو بداية طريق وبعد المشي في هذا الطريق تجد أمامك مفترقاً، كل مفترق يؤدي إلى نتيجة مختلفة. أحدها يؤدي مثلاً إلى الشهرة والنجومية. بعضها يؤدي إلى الفشل بعد حين. والطريق الثالث هو الطريق الذي اخترته. هو طريق لمن يرغب في ترك بصمة نوعية على أعماله. أن يختار ما يجعل الناس تفكر في القصّة التي يشترك فيها وتجعلهم يقدّرون جهد الممثل في تقديمها. لست ممثلة من النوع الذي عليه أن يخون قدراته لكي ينجح. النجاح عندي هو تحقيق ذاتي وفكري لما أحمله في داخلي من ملاحظات حول الحياة. التمثيل عندي هو المناسبة لتقديم ما يفيد الناس وليس ما يلهيهم فقط

اقرأ أيضًا: من يستحق الفوز بجائزة الدورة 78 من «جولدن جلوب»؟