كارلا بروني
مع نهايات القرن الماضي، كانت عمليات تجميل الأنوف قد اجتاحت العالم العربي وباتت خياراً عادياً مقبولاً لا يثير استهجان أحد. ثم دخلنا عصر حقن «البوتوكس» وحشوات «الفيلرز» وموضة نفخ الخدود والشفاه.
وكانت الممثلات والمشتغلات في حقول الاستعراض أول من لجأ إلى تلك المُحسنات الظاهرية. لكن بعضهن بالغ فيها حتى تشوهت ملامحهن وما عاد من الممكن فهم كلامهن. ليس من السهل أن ينطق المرء من فم يندفع عدة سنتيمترات خارج الوجه.
في مقابلة معها نشرتها صحيفة إسبانية، اعترفت كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، بأنها تخشى الشيخوخة وتخاف من الموت. وكارلا امرأة ما زالت جميلة وفي منتصف خمسينياتها، اعتزلت عرض الأزياء وتحولت إلى مغنية. كانت أول إيطالية تصبح فرنسية أولى. وبكل هذه الصفات فإن من الطبيعي أن تلاحقها الكاميرات. إن الأضواء تضمن استمرار الشهرة لكنها تكشف النواقص والأخطاء وصغار التجاعيد.
تسألها محررة المجلة «هل التقدم في السن أصعب للجميلات؟». وتجيب كارلا بأنها تعتبر نفسها امرأة عادية لأن الجمال مسألة نسبية، وهي قد رأت جميلات كثيرات يفتقرن إلى الجاذبية. لذلك فإنها تحاول أن تحافظ على جاذبيتها. فهل يعني هذا أنها تلجأ لتحسين مظهرها بما يتوفر من تدخلات خفيفة تتم في عيادات أطباء التجميل؟
تنفي كارلا إجراءها لعمليات تجميلية، وتؤكد أن «البوتوكس» يناسب النساء في عمر الثلاثين لكنه لا ينفع لمن تجاوزت الخمسين، مثلها. إن المشكلة ليست في تمويه التجاعيد بل في الحفاظ على الأشياء في مواضعها. وعندما تتهدل الخدود وتهبط الجفون ويتضاعف الذقن فإن العطار يقف عاجزاً أمام ما أفسده الدهر.
تنسى الحسناء الإيطالية أن الشبكة الإلكترونية تحتفظ بموضوعات شتى وصور قديمة، وباسم جراح إيطالي أعاد تشكيل ملامح كارلا وخطوط جسدها وهي في بدايات شبابها. ومن الواضح أنها لم تكتف بذلك ولا توقفت عند تلك الحدود. لا يمكن لمن يراها حالياً أن يغفل بروز خديها مثل نفاختين لامعتين من بالونات أعياد الميلاد. ولكي يبدو كلامها مقنعاً للقراء فإنها تعترف بفاعلية علاجات «الليزر» والموجات الصوتية في تحسين نوعية البشرة ومنحها مظهراً حيوياً طبيعياً. وهي تفضلها على المشارط والحقن التي تغرز تحت الجلد.
في المقابلة نفسها، تقول كارلا إنها تتابع أخبار الممثلة جين فوندا وتتمنى أن تكون مثلها. والكل يعرف أن في رصيد النجمة الأمريكية من عمليات التجميل ما يفوق مهمات التجسس التي أداها العميل السري جيمس بوند. وها هي بعد أن تجاوزت الثمانين قررت أن تظهر بشعر أبيض بدون صبغة، معلنة أن حد الله بينها وبين مشارط الجراحين بعد الآن. هل كانت تريد للمبضع أن يلاحقها حتى الرمق الأخير؟