المخرج دارن أرونوفسكي.. خريج الأنثروبولجي الذي يبحث دوماً عن الشائك

تكاد أن تكون كل أفلام هذا المخرج، الذي قدّم فيلمه الأخير «الحوت» كعمل مثير للجدال الشديد، قائمة على تفعيل خط نفسي لأي حكاية يرويها.

سواء تحدّث عن عالم الحسابات الذي يعتقد إنه سوف يحل لغزاً تاريخياً إذا ما وجد رقماً جديداً (PI) أو تناول قصّة راقصة البالية التي تجد نفسها حبيسة أزمة صعبة (Black Swan) أو عرض حكاية ذلك الأستاذ البدين الذي بات يفكر في الموت كخلاص من ذاته وتاريخه The Whale

درس الأنثروبولجي في جامعة هارفرد في التسعينات ثم دلف إلى السينما قبل نهاية ذلك العقد. غالبية أفلامه الطويلة التسعة التي أنجزها حتى الآن، من PI إلى The Whale، نالت تقديراً نقدياً كبيراً نظراً لحسن إدارته ممثليه ونسبة لمواضيع تلك الأفلام التي عمد إلى إخراجها. تلك التي لم تعجب النقاد (كما The Fountain وThe Mother) اعتبرت أقل قيمة من المتوقع ومُدعية.

على صعيد الأسلوب، عمد إلى اللقطات السريعة في أول فيلمين له (PI وRequiem for a Dream) كما العديد من لقطات قريبة وقريبة جداً في فيلميه التاليين The Fountain و Black Swan، وفيلمه الأخير توجه إلى أسلوب تقليدي عائد لحقيقة أن الأحداث تدور في معظمها داخل شقة.

«الحوت» بحد ذاته كان تحدياً مختلفاً من عدة نواح. أولها أصوله المسرحية، ما يعني أن على المخرج التعامل مع مشاهد داخلية طويلة مع حفنة من الممثلين بينهم الممثل- المحور براندون فرايزر. كذلك فإن الموضوع المنتخب شائك: هذا رجل بدين جداً لا يقوى الوقوف على قدميه يستقبل في يوم واحد الممرضة والابنة والزوجة ثم شاب يدّعي إنه مبشّر ديني. يعترف لابنته وزوجته بأنه أثّر على حياتهما وعلى الكيان العائلي بأسره كونه تركهما منذ سنوات بعدما أصيب بلوثة المثلية. لكنه لا يستطيع إصلاح ما سبق ارتكابه من إهمال.

مواضيع المخرج دوماً شائكة ولديه الآن بضعة مشاريع بانتظار فك الاشتباك القائم بين الاستديوهات والنقابات لكي يعمد إلى أحدها.