سيرينا الشامي: أعشق التمثيل واختبار التجارب وسأشارك في مسلسل "ع أمل" الرمضاني
سيرينا الشامي، ممثلة أثبتت قدراتها في مواجهة الكاميرا، تلفزيونياً وسينمائياً، وكذلك فرضت نفسها على خشبة المسرح، وهو الأحبّ إليها.. شاركت في سلسلة أعمال أبرزها «الفيل»، و«محبس»، و«ابرياء ولكن»، و«احمد وكريستينا»، و«خرزة زرقا»، و«خليّا بيناتنا»، و«الزيارة»، وغيرها، حققت نجاحاً لافتاً، ونسبة مشاهدة عالية..
سيرينا حاضرة اليوم من خلال مسرحية «بليلة فيا ضو قمر»، على مسرح «مونو» البيروتي، مضاف إليها انشغالها بتصوير مسلسل «ع أمل» وتحضيرات نخوض تفاصيلها من خلال اللقاء معها:
مسرحيتك أنت وزوجك فؤاد يمين «بليلة فيّا ضو قمر» حققت النجاح والتميز من جميع جوانبها، وقد شاركت فيها كتابة وتمثيلاً، فهل تقولين إنها أفضل ما قدمتِ لغاية اليوم؟
بداية يفرحني أن الصحافة والناس اعتبروا مسرحيتنا مميزة، وقد حققت نجاحاً كبيراً، وأودّ أن أوضّح أن فؤاد يمين هو الكاتب الأساس، وأنا شاركت في تعديل التفاصيل، بخاصة ما يتعلق بالشخصية التي ألعبها، وقد ألبستها ثوب الكوميديا، وتحميل «النهفات»، ويمكن القول إن فؤاد يفصّل ويخيط وأنا أطرّز. أما حول تصنيفها، وإن كانت أفضل ما قدمتُ فيمكنني القول إنها الأقرب لديّ اليوم، لا شك في أنها من المشاريع الناجحة جداً، والتي أعيش فرحة نجاحها اليوم، وهي حلمنا الذي تحقق، حيث إنها من كتابتنا وإخراجنا، وتمثيلنا، وإنتاجنا، وفيها الجانب الكوميدي من شخصيتي، والذي لا يظهر في التلفزيون، مضافاً إلى ذلك أن كل عمل قدمته عزيز على قلبي، ويترك اثره الإيجابي في مسيرتي الفنية.
هل نجاح مسرحيتكما «خليّا بيناتنا» حفزكما لإطلاق عمل جديد أيضاً خاص بكما؟
بالتأكيد، العام الفائت أطلقنا «خليّا بيناتنا» وسجلت نجاحاً كبيراً، حتى أننا كنّا مطالبين بتمديد عرضها نظراً للإقبال عليها، وكذلك حال مسرحيتنا الجديدة «بليلة فيّا ضو قمر»، التي شهدت ولادتها جملة تحديات، منها ظروف بلدنا، وما تشهده المنطقة، وتأثرنا النفسي بما يحدث من حولنا، مضافة إليها الظروف المرضية التي أصابت والد فؤاد خلال التمارين، ولكنها نجحت بفضل إصرار فؤاد، وعناده، وتحدّيه للظروف، وقد شبكنا أيدينا، وعملنا بجهد والإقبال الجماهيري يجعلنا نفتخر بها.
الناس وجدوا متنفساً مثالياً لهم عبر الفنون والمسرح والتلاقي والتفاعل
هل ترين أن الجمهور اللبناني يقصد المسرح اليوم برغم الأزمة الاقتصادية الخانقة؟
لقد تناقشنا حول هذا السؤال المحوري خلال التمارين، وفكّرنا: من سيقصد المسرح اليوم؟ وقد تقرر أن نغامر، ونقدم العمل ليتبين لنا أن الشعوب عندما تمر بأزمات متلاحقة تبحث عن متنفس لتحيا، ونحن بدءاً من جائحة «كورونا»، وما تلاها من انفجار مرفأ بيروت، والأزمات السياسية والاقتصادية، في لبنان، ونحن نعاني، والناس وجدوا متنفساً مثالياً لهم عبر الفنون والمسرح والتلاقي والتفاعل، والملاحظ اليوم أن إقبال الجمهور على المسرح عموماً، وعلى مسرحنا بشكل خاص يتزايد بشكل كثيف، ومبهج.
مشهد من مسرحية «بليلة فيّا ضو قمر»
هل تنتقلون بالمسرحية من «مونو» إلى مسارح أخرى؟
حالياً ليس لدينا خطة للانتقال، ننهي عروضنا في «مونو»، وننتقل إلى مشاريع أخرى، لكن من المؤكد أننا سنعيد عرضها، كما عرض غيرها من أعمالنا التي لا يمكن أن يكون مصيرها الدرج في العادة، بل الإعادة، والاستزادة، والسفر أيضاً، حيث تتاح الفرص الجيدة لها.
تباشرين تصوير مسلسل جديد، فماذا تخبرينا عنه؟
بالفعل، بدأت تصوير مسلسل رمضاني مع شركة «ايغل فيلمز»، يحمل عنوان «ع أمل»، وهو من كتابة نادين جابر، وإخراج رامي حنا، وأنا سعيدة جداً بالمشاركة في هذا العمل، ومتشوقة لخوض هذه التجربة، والعمل اجتماعي واقعي، يحاكي مجتمعنا، وفيه نخبة من الممثلين والممثلات، وكذلك لديّ مشروع سفر في مسرحية «مفروكة»، لمروى خليل، ووفاء حلاوي، في شهري يناير وفبراير، وستكون العروض في دول عربية، وباريس، ولندن، وشمال إفريقيا.
وماذا عن دورك في العمل الرمضاني؟
لا يمكنني كشف تفاصيله حالياً، لكن يمكنني القول إنه جديد، ومتحمسة له كثيراً جداً.
إسناد أدوار البطولة رهن بجملة عناصر مجتمعة تطال القدرات الفنية وشهرة الفنان أو كثرة عدد متابعيه
بعد تجاربك الناجحة في المسلسلات، كيف تصفين علاقتك بصنّاع الدراما؟ وهل ترين أن إسناد أدوار البطولة رهن بيد المنتجين أم القدرات التمثيلية والخبرة؟
علاقتي بصنّاع الدراما والوسط الفني عموماً جيدة، وأحرص على التعامل مع الجيدين، أما غير الجيدين الذين يتلاعبون بدفع الحقوق فلم أعد أتعامل معهم، أحب أن أقوم بواجبي كاملاً تجاه العمل، وأحصّل حقوقي أيضاً، ومن الجيد أن أغلبية الشركات تحترم نفسها، والتعاون معها مثمر. أما في ما خص إسناد أدوار البطولة فالأمر رهن بجملة عناصر مجتمعة تطال القدرات الفنية، وشهرة الفنان، أو كثرة عدد متابعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والشركات تقيس مصالحها وتسويقها للعمل باعتبارات عدة.
هل الـ«سوشيال ميديا» سمحت للدخلاء بامتهان التمثيل؟
نعم هناك مؤثرون، ومؤثرات، لديهم عدد كبير من المتابعين، يخوضون الدراما والسينما أيضاً، وتفتح في وجههم الأبواب لأن المنتج يجد مصلحة عمله لديهم، هذا أمر موجود، والحكم عليه رهن بالوقت وتكرار التجارب.
تشاركتِ الأعمال مع عدد من الممثلين والممثلات، فمن منهم الأحب إليك، ويحمسك لمشاركته الأعمال من جديد؟
الذين أحببت التعامل معهم كثر جداً، منهم من كنت أعرفهم منذ سنوات الدراسة الجامعية، يوم كنا طلاب فنون، وتجمعنا الصداقة، ومنهم من تعرفت إليهم خلال فترات تصوير العمل، والتي تطول وتسمح ببناء جسور تواصل دائمة، وهؤلاء أيضاً كثر، ولن أخوض في التسميات، لكن أودّ تكرار التجربة مع كل من تعاملت معهم ونجحنا، وعموماً، لديّ علاقات طيّبة مع الجميع ليس لأنني أدخل إلى العمل بنيّة صافية كي ينجح العمل واعتقد أن غيري يفكر بالطريقة نفسها.
هل ترين أن الساحة متاحة لوجوه جديدة؟
بالتأكيد، ومن أبرز الوجوه التي ستفرض نفسها بقوة، صديقتي المقربة، ماريلين نعمان، وهي جديّة، وموهوبة، ويجدر التنويه بها.
عندما اخترت التمثيل، دراسة وعملاً، هل وضعت الشهرة نصب عينيك؟
أنا لا اكره، أو أحب الشهرة، وهذه ليست إجابة «كليشيه»، لكنني عشت ضريبة الشهرة، واختراق خصوصية الإنسان مع زوجي فؤاد الذي اشتهر، وبات معروفاً في كل مكان نذهب إليه. أنا أحب الخصوصية والعائلية، وأرتاح أن اكون أنا وزوجي وابني في أي مكان بلا رقابة، في الوقت نفسه أعشق التمثيل، لما يحمّلني من مشاعر، وتجارب، أحب أن اختبرها، وأعيشها، ويبدو لي أني لا أجيد التسويق لنفسي، وغير ناشطة بالقدر الكافي عبر الـ«سوشيال ميديا» التي باتت اهم «بلات فورم» للفنان.
هل يصعب التنسيق بين الأمومة والفن؟
لا شك في أن الحياة المهنية تتأثر بوجود الأولاد، وأنا قبل ولادة ابني وسيم، كنت أنتقل من تصوير إلى آخر، ومن مسرح الدمى إلى مسارح متنوعة، وكان الوقت ملكاً لي، وطاقتي غير محدودة، أما اليوم بوجود ابننا، وهو أجمل ما في حياتنا، فلم أعد أحصل على كل شيء بالكمية نفسها، أنا وفؤاد موجودان، بقوة، في حياة ابننا، وهذا ما نحبه ونريده، وفي الوقت نفسه نوازن بين ارتباطاتنا في الأعمال، بحيث يبقى أحدنا مع وسيم، وأنا آخذ في الاعتبار ظروف كل عمل جديد سوف التزم به، مثل وقت المشروع، والسفر، والماديات، وغيرها، أما مسرحياتنا التي تغيّبنا عنها معاً، فتحل العائلة الكبيرة محلّنا، ونحن ممتنون جداً لأهلنا، لأنهم خير الداعمين، لنا ولابننا.
أخيراً ما هو حلمك للمستقبل؟
حلمي بسيط جداً، يتمثل في أن أظل أحلم، ويبقى لديّ الأمل بغدٍ أفضل، وللصراحة أشعر بالحزن لأننا في بلدنا وفي هذه المنطقة من العالم، ما زلنا نحلم بأساسيات الحياة، والعيش الكريم، رغم أن هذا من حق كل إنسان.