بعد دوره في "الخائن".. قيس صبح: لم أستوعب بعد شهرة داهمتني بين ليلة وضحاها
تنبّأ كثيرون للفتى الشاب في سنّ المراهقة، قيس صبح، بمستقبل ناجح، بعدما أبدع في أداء شخصية «يزن»، الابن الوحيد للدكتورة أسيل وسيف، في تجربته التمثيلية الأولى في مسلسل «الخائن».. عن هذا الدور وعن مستقبله الفني وأشياء أخرى تحدثنا معه في هذا اللقاء، فسألناه:
كيف وصل إليك دور «يزن» في مسلسل «الخائن»، وهل أخافك الأمر لكونه تجربتك التمثيلية الأولى؟
عرفت بالموضوع من خلال إعلان شركة «كاستينغ»، فتقدّمت لإجراء اختبار، ونجحت فيه، فأنا منذ صغري كنت أعشق الفن بكل أشكاله، ولكن أحلامي كانت متغّيرة، لأني لم أكن حدّدت هدفي بعد، ففي الخامسة من عمري بدأت أمارس هواية الرسم، وصرت أحلم بأن أكون من كبار الرسّامين، وفي السابعة من عمري تحوّلت إلى العزف على البيانو، وصرت أحلم بأن أكون بيتهوفن، ثمّ اكتشفت أن في داخلي موهبة التمثيل، التي كانت تظهر مع كل مشهد، سينمائي أو تمثيلي، يؤثر فّي، فكنت أُعيد تمثيله بيني وبين نفسي.
تجربتي الأولى في مسلسل «الخائن» لم تكن سهلة، فقد كنت خائفاً ومرتبكاً، خصوصاً أني دخلت عالماً غريباً، عليّ أن أعيش أجواءه، لأول مرّة، ولا أنكر أني كنت «فايت بالحيط»، ولكن مع مرور الوقت بدأت أعتاد الجو، وأرتاح في العمل ما انعكس إيجاباً على أدائي، وجعلني أتمسّك بهذه الهواية التي رسوت في مينائها.
حاولت قدر الإمكان الموازنة بين الدراسة والتصوير من خلال الذهاب إليه بعد الدوام المدرسي
ما هي الصعوبات التي واجهتك خلال تسعة أشهر من التصوير تخلّلها موسم دراسي؟
حاولت قدر الإمكان الموازنة بين الدراسة والتصوير، من خلال الذهاب إليه بعد الدوام المدرسي، وفي الأوقات التي كانت تسمح عندما أكون في الكارافان، أحاول إنهاء واجباتي المدرسية، وعندّما كنت أضطر للتغيّب عن المدرسة كنت أطلب من رفاقي تزويدي بالدروس التي فاتتني، وكان أهلي يساعدوني في شرحها، واستيعابها، وحفظها، بعد عودتي إلى المنزل، ومع ذلك، لا يمكن أن أُنكر أن دراستي لم تتأثر بالمطلق، لأني لم أستطع النجاح في مادتين، ولكني استطعت تعويضهما بعد ذلك.
حدّدت هدفك المستقبلي؟
أصبح التمثيل هدفي، ولذلك سيكون المعهد العالي للفنون المسرحية وُجهتي في التعليم الأكاديمي لدراسة التمثيل والإخراج، علماً بأنني بصدد تعلّم التصوير اليوم.
والرسم؟
تركته منذ أن كنت في السابعة من عمري، وإن كنت لا أزال أميل إلى بعض الرسوم الطبيعية، من سماء، وخُضرة، وبعض مشاهد الطبيعة.
ماذا أضافت لك تجربة العمل التمثيلي هذه، خصوصاً أنك لا تزال في مرحلة تكوين الشخصية؟
أصبحت ثقتي بنفسي أكبر، وصرت أكثر نضوجاً، وقُدرة على مواجهة الخوف.
وماذا استفدت من العمل مع نجوم كبار، وأيهم كان الأقرب إليك خلال التصوير؟
كنت على علاقة طيّبة بالجميع، وهم كانوا يحبّونني، وقد تعلّمت منهم جميعاً، واستفدت من خبرتهم، خصوصاً الأستاذ قيس شيخ نجيب، والأستاذة سلافة معمار، اللذين وقفا إلى جانبي، خصوصاً في لحظات توتري حيث كان يعمل الأستاذ قيس على تهدئتي.. صدقاً أقول إنني خلال التصوير كنت أعتبرهم مثل عائلتي.
كنت مضطراً للانتقال إلى إسطنبول خلال فترة التصوير؟
أنا أصلاً مقيم في إسطنبول منذ سنوات.
الدور كان دوراً رئيسياً ومحورياً في «الخائن»، فهل ستركز على هذه الأدوار مستقبلاً؟
لا أُحدّد مُسبقاً ماهية الدور الذي يكون قبوله، بالنسبة إلي رهناً بالشخصية التي سأؤديها، والتي يُمكنها أن تُخرج الطاقات الكامنة بداخلي، وفي هذا السياق أتمنى أن أؤدي دوراً قوياً، ومعقداً يشبه أدوار الفنان عابد فهد، مثل دور مريض نفسي، فهو مثلي الأعلى، وفي الكوميديا مثلي الأعلى الفنان باسم ياخور، وكذلك هناك فيلم (هنيبعل ليكتر) للممثل أنطوني هوبكنز أثّر فيّ، وكثيراً تمنيت أن أؤدي مثله.
تجد نفسك في الأدوار الكوميدية؟
أتصور أنني سأجد نفسي شاطراً في كل الأدوار، لأن الممثل الشاطر هو الذي يُجيد أداء كلّ الأدوار.
هل يمكن أن تدخل الأعمال المحلية، سواء كانت سورية مصرية أو لبنانية، بعد العمل العربي المشترك؟
بالتأكيد، لأني أُحبّ الإطلاع على البيئة الفنية الخاصة بكل الدول العربية.
كيف تتعامل اليوم مع النجومية المفاجئة، وهل تعيشها في مدرستك وبين الناس؟
بصراحة، لم أستوعب بعد الشهرة التي أفقت عليها وداهمتني بين ليلة وضحاها، فأنا بالأمس كنت قيس الإنسان العادي الذي يمشي في الشارع، من دون أن يعرفه أحد، واليوم، أصبحت محطّ الأنظار، ومع ذلك أنا سعيد بمحبة الناس الذين التقي بهم في كل مكان ويطلبون التقاط الصور معي فأتعامل معهم بشكل عادي.
من دعم انطلاقتك؟
عائلتي، والدي ووالدتي اللذان كانا يرافقانني إلى التصوير بالقدر المُتاح، وكانا يحاولان تأمين ظروف الراحة لي ويساعدانني لأستطيع التنسيق بين الدراسة والتصوير.
أحببت الشهرة أم وجدت لها ناحية سلبية، خصوصاً في سنّك؟
أنا إنسان بسيط، عشت طفولة عادية، وانتقلت إلى مرحلة المراهقة كأي طفل، أعيش حياتي لحظة بلحظة ولا أُفكر في أبعاد الأمور، بل أحاول اكتشاف الحياة كما هي، وأعمل على بناء شخصيتي من خلال صقلها بالتجارب ومن خلال تثقيف نفسي، من دون النظر إلى أمور أخرى.
ولكن مما لا شك فيه انه للشهرة ضريبة؟
ماذا تعنين بالضريبة؟
تعني الثمن الذي يدفعه المشاهير الذين يفتقدون الخصوصية في حياتهم.
بصراحة لم أعش هذا الشعور بعد، ولا تزال حياتي عادية، مع اختلاف أنني أصبحت معروفاً.
هل أصبح لك سعر في عالم النجومية؟
المال آخر همّ لي، وما يعنيني النجاح في عملي.
مع من تتمنى الوقوف من النجوم؟
أتمنى إعادة التجربة مع الفنانة سلافة معمار التي احتوتني في أول تجاربي، وكانت أُمّاً لي في المسلسل، وفي الواقع، ومع كل الفريق الذي ساعدني، وكان جزءاً من عائلتي.