تحظى موهبة عبير فضة بإعجاب وتقدير كبار الفنانين، وفي مقدمتهم وديع الصافي، الذي اعتبرها بين أفضل 5 مطربات في الشرق الأوسط، وهي ستطرح قريباً جداً أغنية جديدة، كما أنها جهّزت مجموعة من الأغاني للفترة المقبلة.
كيف تتحدثين عن العمل الجديد الذي تحضّرين له؟
في الواقع أنا جهّزت مجموعة أغاني جديدة، واخترت أغنية من بينها لكي أطرحها خلال الفترة المقبلة، وهي من كلماتي، وباللهجة السورية، وألحان طارق التاجي، وهو فنان شامل وموهوب، ولا يزال في بداية مشواره الفني، ويجمع بين الكتابة والتلحين والغناء، وفي جعبته الكثير من الأعمال الجاهزة التي سترى الضوء قريباً، وسوف يفاجئ الناس كثيراً بصوته الرائع.
ألا يخيفك التعامل مع أسماء جديدة؟
أبداً، بدليل أنني تعاملت مع الشاعر كمال قبيسي، وكان في بداية الطريق، وأخذت منه 5 أغان.. الكلمة الحلوة واللحن الجميل يفرضان نفسيهما على الفنان، خصوصاً عندما يكون الموضوع مهماً، لأن الكلمة كالعروس، عندما نلبسها فستاناً جميلاً فإنها تبدو حلوة ورائعة.
هل ترين أنك أخذت حقك كمطربة؟
كلا، والراحل وديع الصافي قال لإحدى شركات الإنتاج وبحضوري، إنني من بين النجمات الخمس الأهم في الشرق الأوسط، وإن لقبي هو «سلطانة الطرب»، وإنني جميلة المحيّا، وهذا الكلام لا يمكن أن أنساه أبداً. أنا قدمت الكثير من الأعمال المهمة، وتعبت عليها كثيراً، وكلها نالت حقها، ولكن الإجحاف لحق بي من ناحية الدعاية والإعلام، وشركات الإنتاج التي كنت أتعامل معها لم تلتزم ببنود العقد، ومدته 5 سنوات، إذ كان يفترض أن تنتج لي البوماً واحداً، سنوياً، يضم ما بين 7 أو 8 أغانٍ، إضافة إلى تصوير 3 أغانٍ من كل ألبوم، ولم يتحقق هذا الأمر، واقتصر الأمر على إصدار3 ألبومات، و7 فيديو كليب، بدل 15 فيديو كليب.
لكن معظم الفنانين يفضّلون اليوم الإنتاج على حسابهم لأن أعمالهم تبقى مُلكهم، عدا عن أنهم يختارون ما يفضّلون من الأغنيات..
هذا صحيح، ولكن بعد خلافي مع شركة الإنتاج بدأت الأزمة في سوريا، وقبلها أزمة في لبنان الذي كنت أعيش فيه، وتأثرت بكلتا الأزمتين، ولكنني أنتجت ألبوماً كاملاً على نفقتي الخاصة يضم 7 أغانٍ وطنية، بعنوان «لمسة وفا»، عربون محبة لبلدي، وشعبي، والشعوب المحيطة بنا.
لا أظن أن أحداً يرضى عن الابتذال الذي يقوم به بعض الفنانين على منصة «تيك توك» وغيره
وهل ستعتمدين على الـ«سوشيال ميديا» لنشر أعمالك والترويج لها بعدما أصبحت منبراً أساسياً لتواجد الفنان ونشر أعماله؟
الـ«سوشيال ميديا» سلاح ذو حدين، وفي السابق كان العمل الجديد يحظى بالهيبة وكانت تعقد مؤتمرات صحفية عند طرحه، أو عند توقيع الفنان على عقد فني. صحيح أن كل شيء أصبح أسرع اليوم، ولكن لا أظن أن أحداً يرضى عن الابتذال الذي يقوم به بعض الفنانين على منصة «تيك توك»، وغيره، وكل ذلك من أجل المال. كلنا مررنا بأزمات، ولكننا لم نفعل مثلهم، لأن همّنا هو المحافظة على تاريخنا، ورصيدنا من الأغنيات الناجحة والجميلة، واحترام جمهورنا الذي ينظر إلينا بمنظار جميل، والذي ينتظر دائماً الجديد.
ولذلك قلت إن الـ«سوشيال ميديا» سلاح ذو حدين، ويجب أن نعرف كيف نستخدمه بطريقة ذكية وإنسانية، فأنا حصلت على مكرمة من ألمانيا، واختارتني إحدى المنظمات الدولية سفيرة للسلام الدولي، كما نلت شهادة دكتوراه فخرية في الثقافة والإعلام من ألمانيا، وحصلت على لقب سفيرة للنوايا الحسنة من كندا، بسبب أعمالي الإنسانية في بلدي خلال 12 عاماً.
تتميزين بغناء اللون الطربي، فهل ترين أنه يوجد إقبال اليوم على سماع هذا اللون الغنائي؟
الفنان الراحل عازار حبيب، سمّاني «الصوت المطواع»، في لقاء مشترك في إحدى المحطات التلفزيونية، لأنني أجمع بين الغناء الطربي، والكلاسيكي، والبدوي، والخليجي، وكل اللهجات، ولكنني متخصصة في المجال الطربي، وأنتمي إلى مدرسة السيدة أم كلثوم.
ولكن هناك من يعتبر أننا لا نعيش زمن الغناء الطربي..
اليوم لا يمكن تسجيل وطرح أغنية طربية إلا إذا غناها الفنان في حفلة غنائية، وهذه الأغنية لها جمهورها، بدليل أن أعمال العمالقة لم تكن لتصل إلى الأجيال الحالية، لو لم يغنّها بعض المطربين مباشرة في حفلاتهم، وهذا يعني أن الطرب يصل إلى الناس عندما يؤديها المطرب بشكل صحيح، لأن البعض لا يجيد غناء هذا اللون. السائد اليوم أولاً هو الأغنية التي تعتمد على الريتم الإيقاعي، وثانياً قدرة الفنان على إيصالها بصوته، وفي المقابل هناك إقبال على سماع الأغاني التي تتضمن كلاماً مبتذلاً، والتي يقدمها بعض «الردّاحين» وهذا يعني أن من يسمعونها، يسمعون بعيونهم، وليس بآذانهم وأحاسيسهم.