الفنانة ملكة: الناس بحاجة للفن القديم المتجدد وهدفي الحفاظ على الأغنية الجيدة
ملكة، فنانة لبنانية انطلقت في مشوارها الغنائي منذ صغرها، واحترفت الغناء أصولاً، ودراسة موسيقية، وأطلقت أولى أغنياتها في عام 2012، وتتابع مشوارها في تقديم أغنياتها الخاصة، إلى جانب اهتمامها بإحياء الأغاني القديمة..
نالت ملكة شهرتها عندما أقامت حفلاً يحمل عنوان «ملكة تغني محمد عبد المطلب»، تلاه حفل «ملكة تغني الحب»، وتقول إنها حفظت أمانة ما تقدمه، وإنها اختارت الصعب لتتحدى نفسها، وتظهر قدراتها الفنية، وهي تعِد جمهورها بأغانٍ جديدة باتت كلها على نار حامية.
منذ عام 2012 بدأتِ بإطلاق أغانيك المنفردة وقدمت أغاني عمالقة الفن في مسارح عدة، فماذا تخبرينا عن مشوارك؟
منذ طفولتي أحببت الغناء، ومنذ بلغت التاسعة من عمري وأنا أؤدي أغاني عمالقة الفن، من أم كلثوم، ونجاح سلام، وسواهما، ودرست الغناء والعود، وتعلمت في المعهد العالي للموسيقى حتى اصقل موهبتي بالدراسة، ولما أطلقت أولى أغنياتي «تعا نرجع متل زمان» عبر اليوتيوب، حظيت بأعجاب المستمعين فتشجعت، وأطلقت أغنية مصورة «يا ناس دلوني» من ألحان عادل العراقي، وكلمات أحمد عبد النبي، فحققت نجاحاً كبيراً، تلتهاأغانٍ ناجحة عدة، إلى أن قررت التوجه نحو المسرح، فاعتليت خشبات مسارح الجامعة الأمريكية في بيروت، وجامعة البلمند، واليسوعية، ومسرح المدينة، وسواها من المسارح التي وثقت علاقتي المباشرة بالجمهور والسّمّيعة.
قدمت في مسرح المدينة «ريبرتوار» من أغاني الفنان محمد عبد المطلب، فكيف كان تفاعل الجمهور مع إحياء القديم؟
صراحة فوجئت كثيراً بتفاعل الناس معي في هذا «الريبرتوار»، ليس لأنه نجح بامتياز، بل لأنني تلمست حاجة الناس إلى الفن القديم المتجدد، وأنا حفظت أمانة الفنان العملاق محمد عبد المطلب، وقمت بضغط أغانيه، وتصغيرها، من دون المساس بجوهرها الأصيل.
تحدّيت نفسي ليس لأجل التمايز عن غيري بل لإظهار طاقتي الفنية
ولماذا اخترت هذا الفنان دون غيره، مع أن السائد هو الغناء لوردة الجزائرية، وميادة الحناوي، وصباح، وعبد الحليم، وأم كلثوم، وسواهم؟
الفنان عبد المطلب لديه صوت جهوري، وهو من أجمل الأصوات بالنسبة إلي، كما أنه يشكل مكتبة فنية أصيلة، وأنا أعشق سماعه، ومتأثرة به كثيراً، ورغم أنه يصعب الغناء له كثيراً، إلا أني تحديت نفسي، ليس لأجل التمايز عن غيري، بل لإظهار طاقتي الفنية، وقمت بالبحث في أرشيفه مطولاً حتى اخترت ما سأغنيه، والتحضير للريبرتوار الذي قدمته، واستغرق نحو أربعة أشهر من العمل الجاد، لكني كنت على يقين من خياري الصائب، وقدّمت «ساكن في حيّ السيدة» التي لم يغنّها الا صاحبها عبد المطلب، وفنان مصري، وأنا، و«حبيتك وبحبك» أيضاً لم نسمعها إلا بصوته وصوتي، و«شفت حبيبي» و«الناس المغرمين» و«اسال عليّ مرة» وغيرها، ما وضعني في خانة مميّزة في نظر رواد المسرح الغنائي.
وإلى جانب الاعتناء بما تقدمينه اهتممت بالشكل والصورة أيضاً، فهل تعوّلين على المظهر؟
أعوّل على الخلطة الكاملة من النجاح، اهتممت بكل التفاصيل من جمال الشكل، والمضمون، والصوت، والأداء، وطريقة المغنى، والمسرح، والإضاءة، وغيرها، فحصدت نتيجة تعبي.
ابتعدتِ عن المسرح خلال جائحة «كورونا»، ثم عدت مباشرة في «ملكة تغني الحب»، فهل كنت تحضّرين لها خلال غيابك؟
صحيح، كل الفنانين انقطعوا عن الحفلات خلال «كورونا»، وتعطلت مشاريعنا، لكنني شغوفة بالفن، ولا أتنفس من دونه، لذا ظللت أتشارك مع رواد صفحاتي في أغانً ومقاطع، وبنيت جسراً افتراضياً مع الناس، وتحضرت لحفل «ملكة تغني الحب»، وكان لقاء حميماً في مسرح المدينة، مع عدد أكبر من السابق من عشاق الفن، وفي هذا الحفل الأخير قدمت باقة من أغاني وألحان الغرام التي حفرت في قلوبنا، وغنيت للعمالقة أم كلثوم، وزكريا أحمد، والسنباطي، ووديع الصافي، وبليغ حمدي، وما أسعدني هو فرح الناس وفخرهم بما أقدمه لهم.
إذن، تعتمدين في مشوارك على المسرح ولقاء الناس، وكذلك الـ«سوشيال ميديا»؟
صحيح، وفي الحفل الأخير الذي أقمته في بيروت، زادت قناعتي بأن قيمة المسرح، وإن تأرجحت، إلا أنها تبقى عالية جداً، والخشبة هي فرحي الحقيقي، وفي الوقت نفسه، أنا أنتمي لجيل الـ«سوشيال ميديا» السريعة التي بات لها وزنها، وتساعد على الانتشار.
تغنين باللهجة المصرية، فهل من صعوبة في أدائها؟
إطلاقاً، أنا لبنانية أتكلم المصرية بطلاقة، وأجيد مخارج الحروف جيداً، لذا لا أجد أية صعوبة في أداء المصري والتماهي، مع ما أقدمه.
إلى أي جيل تريدين التوجّه؟
أريد الوصول إلى كل الناس، والفنان الناجح لا يقولب نفسه، أنا أغني من التراث، وأقدم أغاني معاصرة، وأغنّي في المسارح، والمهرجانات، والمطاعم، والمناسبات، وكل مكان له مزاجه الخاص، وأغانيه التي تليق به، الهدف بالنسبة إلي أن أحفظ أمانة الأغنية الجيدة.
تقولين إن مواقع التواصل تساعدك على الانتشار، لكن ماذا عن شركات الإنتاج ودورها؟
شركات الإنتاج أساسية في مسيرة الفنان، وتجعله لا يتوقف عن إطلاق أعماله، لكنني لم أطرق باب شركات الإنتاج، وفي الوقت نفسه لم أقف مكتوفة اليدين، بل أنتج لنفسي، وأسوّق أعمالي، والناس يعرفوني، حتى أنه لديّ نصف مليون متابع عبر الفيسبوك وحده، وهؤلاء متابعون حقيقيون، من لبنان، ومصر، والجزائر، والخليج، وهم يحرّكون، صفحتي ويحفزونني دوماً على الإنتاج.
خضت غمار الكتابة واللحن، فهل تجدين نفسك من خلالهما إلى جانب الغناء؟
خوض الكتابة والتلحين بالنسبة إلي أمر طبيعي، حيث إن مشاعر الفنان «طافحة»، وهو يكتب ما يشعر به، ويلحّن وفق خلفيته الموسيقية.. أنا قارئة نهمة، واكتب من فيض مشاعري، واسمع منوعات لبنانية، وخليجية، ونوبية، وسودانية، وبدوية، المقامات الموسيقية محفوظة في اللاوعي الخاص بي، وفي الوعي أيضاً من الاستماع ودراسة الموسيقى.
أخيراً ماذا تحضّرين؟
قريباً سأطلق أغنية جديدة لي باللهجة اللبنانية البيضاء، وتعاملت فيها مع الفنان الكبير محمد صالح، الذي تعاملت معه سميرة توفيق، وصباح، وغيرهما، وأحضّر لمجموعة أغانٍ لبنانية باتت اليوم على نار حامية، وسأطلقها تباعاً.