14 أبريل 2024

ميرنا نور الدين: رفضت أعمالاً كثيرة بسبب "الحشاشين" و"دنيا زاد" أصعب شخصية قدمتها

فريق كل الأسرة

ميرنا نور الدين: رفضت أعمالاً كثيرة بسبب

في ثماني سنوات تقريباً، قفزت النجمة ميرنا نور الدين، من الأدوار الثانوية والمساعدة والثانية، إلى الأدوار الأولى، لتصبح واحدة من نجمات الصف الأول، تتألق من عمل لآخر، وتؤكد موهبتها بجهد واضح تبذله في أدوارها، وظهر ذلك، مؤخراً، من خلال شخصية «دنيا زاد» التي قدّمتها في مسلسل «الحشاشين» الذي عُرض في موسم دراما رمضان 2024، ما كان محور الحوار التالي معها:

ميرنا نور الدين: رفضت أعمالاً كثيرة بسبب

كيف عُرضت عليك شخصية «دنيا زاد» في مسلسل «الحشاشين»، وهل قبلت الدور مباشرة؟

تحدث معي المخرج الرائع، بيتر ميمي، كما تحدث معي النجم الكبير كريم عبد العزيز، وأقنعاني بالشخصية رغم صعوبتها، وبمجرد أن قرأت الدور استفزتني كممثلة، ووجدت في داخلي مشاعر كثيرة متناقضة تجاهها، شعرت بالشخصية تنطق أمامي، كتبها السيناريست عبد الرحيم كمال، ككل الشخصيات، بشكل رائع جداً حمّسني لتقديمها.

ميرنا نور الدين: رفضت أعمالاً كثيرة بسبب

هل استعنت بمصادر تاريخية لمعرفة المزيد عن «دنيا زاد»؟

الشخصية ليست موجودة في كل المراجع الخاصة بالحشاشين، أو شخصية حسن الصباح، الذي قرأت عنه في مراجع كثيرة، لكني لم أجد سوى إشارة عابرة إلى زوجته في بعض الكتب، الأمر الذي اعتمد عليه الكاتب عبد الرحيم كمال في السيناريو، ورسم ملامح الشخصية ببراعة شديدة، فضلاً عن العديد من التفاصيل والأبعاد الخاصة بها التي أعطانيها المخرج بيتر ميمي، خلال فترة التحضير التي استمرت ما يقرب من العام، قبل بدء التصوير.

كيف وجدت شخصية «دنيا زاد» كما وضعها المؤلف في المسلسل؟

شخصية صعبة مركّبة، لديها تحوّلات إنسانية، ففي الحلقات الأولى من المسلسل كان لديها إيمان قوي بزوجها، حسن الصباح، وبكل شيء يفعله، وتشاركه في الرحلة، ثم يحدث التحوّل بعد قتل أبنها، ورغبتها في الانتقام من حسن، ورؤيته على حقيقته، وفي رأيي أن «دنيا زاد» هي «حسن الصباح» لكن في صورة سيّدة، فرغم ما تمرّ به لم أعفِها من المسؤولية، لأنها أسهمت في ما حدث، بصورة أو بأخرى، حتى ولو بشكل غير مباشر.

ميرنا نور الدين: رفضت أعمالاً كثيرة بسبب

هل أحببت «دنيا زاد» أم تعاطفت معها أم كرهت شخصيتها؟

لم أحبها بالتأكيد، لكن كان لابدّ أن أضع نفسي كممثلة مكانها، بفكرها وتركيبتها، لأن شخصيتها بالنسبة إلي مرعبة، وليست سوية، وأنا تحدثت مع المؤلف والمخرج كثيراً في كل كبيرة، وصغيرة، حتى عن معلومات وتفاصيل لم تظهر في المسلسل، لكن خاصة بتركيبتها، تحدثنا عن كل تفاصيلها، وتأثير شخصية زوجها، حسن الصباح، فيها، هذا الرجل المرعب، الذي يفعل أشياء لم يتوقعها أحد، وكيف أرعب العالم، وأسّس طائفة دموية، ومشكلة «دنيا زاد» أنها آمنت بكل ما يفعله، لدرجة إنها ألغت شخصيتها، وأصبحت مجرد تابعة له، فأصبحت إنسانة مغيّبة، تحبه حبّاً ليس طبيعياً.

كيف كان تحضيرك لها على مستوى الشكل، باعتبارها شخصية تاريخية مجهولة؟

هي شخصية ليست متكلفة في الملابس، والمرحلة التي فيها «دنيا زاد» من زمن لم يكن فيه مكياج، وكنت أريد الوصول لأكثر شيء طبيعي، وفي الوقت نفسه تكون هي «دنيا زاد».. وأنا رأيتها كذلك بملابسها، وطريقتها.

أصعب ما واجهني خلال التصوير هو استحضار حالة الشخصية، وروحها، وسط الأجواء التاريخية

هل هناك مشاكل واجهتك خلال التحضير للشخصية ثم تجسيدها بعد ذلك على الشاشة؟

فور تعاقدي على العمل، بدأت بالقراءة عنها بعمق، ثم تعدّدت اللقاءات بالكاتب عبد الرحيم كمال، وحصلت منه على تفاصيل كثيرة، واكتشفت مدى وحشية حسن الصبّاح، وما ارتكبه من جرائم وأحداث مرعبة ودموية، ما ساعدني كثيراً على فهم الشخصية، وشخصية زوجها حسن الصباح، بخاصة أنها شخصية مجهولة في التاريخ، وأصعب ما واجهني خلال التصوير هو استحضار حالة الشخصية، وروحها، وسط الأجواء التاريخية، وبعد توقف التصوير ثم معاودة استئنافه، بعد ما يقرب من عام، فهذا الأمر كان يحمل صعوبة في البداية، لكن سرعان ما عادت روح الشخصية، وتعايشت معها مجدداً.

ما هي أصعب المشاهد التي واجهتك خلال التصوير؟

حقيقة الأمر، كل مشاهد المسلسل كانت صعبة جداً، وكانت تتطلب تركيزاً شديداً، ومعايشة دقيقة مع كل التفاصيل، وربما هذا ما جعلني أعتذر عن عدم قبول العديد من الأعمال التي عُرضت عليّ خلال هذه الفترة، حتى أتفرغ تماماً لهذا الدور، لكن ربما كان من أصعب المشاهد مشهد قتل ابنها أمام عينيها، بإيعاز من زوجها، كان مشهداً صعباً للغاية.

هل كان الدور إضافة لك، ويستحق أن ترفضي بسببه العديد من الأدوار الأخرى؟

بكل تأكيد، إضافة كبيرة ومهمة إلى مشواري، ورفضي لارتباطات أخرى معه لشعوري بالمسؤولية الضخمة لمجرد وجودي في هذا العمل، فهو يُعد الأصعب في مشواري الفني، لأنه الأضخم، وصوّرته على مدى عامين تقريباً، لأن الأعمال التاريخية صعبة، وتختلف كليّاً عن المسلسلات المعاصرة، لذا فهو يستحق التفرغ له تماماً، وسعيدة جداً، بل ومنبهرة بردود الفعل حول الشخصية، والعمل ككل.

ميرنا نور الدين: رفضت أعمالاً كثيرة بسبب

كثير من الممثلات يخشين المشاركة في أعمال تاريخية، خوفاً من عدم تفاعل الجمهور معها، فهل شعرت بذلك؟

إطلاقاً، بل على العكس فوجئت بقطاع كبير جداً من الجمهور، وفي أعمار مختلفة، لديه اهتمام بالمسلسل، وأغلبهم بدأ بالبحث عن طائفة الحشاشين لمعرفة المزيد عنهم، ما يعكس حالة الوعي الموجودة لدى المُشاهدين، ومدى أهمية الأعمال التاريخية التي تتناول أحداث وشخصيات مؤثرة.

كيف كانت تجربتك مع المخرج بيتر ميمي؟

بيتر ميمي صديق مقرّب، وهو من أهم المخرجين، وقدم حالة من الإبهار في هذا المسلسل، لكونه مخرجاً واعياً جداً، يهتم بكل التفاصيل، يعمل بحرفية عالية في صمت وهدوء، لديه مقدرة رائعة على قيادة الممثل، وإخراج أفضل ما بداخله.

ميرنا نور الدين: رفضت أعمالاً كثيرة بسبب

وماذا عن التعاون مع الفنان كريم عبد العزيز؟

المسلسل يُعد اللقاء المباشر الأول بيننا، فقد سبق وشاركت في «الاختيار3» بشخصية «بسمة»، ولكن لم تكن هناك مشاهد تجمع بيننا، وخلال مسلسل «الحشاشين» كانت أغلب مشاهدي معه، فنان كبير وملتزم جداً وبعيداً عن التصوير ينشر البهجة وسط كل البلاتوه.

ميرنا نور الدين: رفضت أعمالاً كثيرة بسبب

حقق المسلسل حالة من الإبهار وكان خارج المنافسة بين أعمال رمضان.. فهل تشغلك المنافسة خلال موسم رمضان؟

بعيداً عن «الحشاشين»، هذا الأمر لا يشغلني تماماً، ولا أفكر فيه بأي شكل، وكل ما يهمني ويشغلني هو نجاح العمل فقط، والشخصية التي أقدمها، ومدى تفاعل الجمهور معها.