07 مايو 2024

أول مُغنية عربية تدخل "غينيس".. فايا يونان: التمثيل خطوة جريئة بخاصة مع عمالقة الفن

متعاونة من مكتب بيروت

أول مُغنية عربية تدخل

هي فنانة سورية ترعرعت في مدينة حلب، تابعت دراساتها العليا في بريطانيا، وعاشت فترة في لبنان، ثم هاجرت مع عائلتها إلى السويد.. بدأت شهرة فايا يونان بالظهور بشكل واسع في عام 2014، بعد إطلاقها أُغنية مُشتركة مع أُختها ريحان يونان، بعنوان «لبلادي»، على الـ«يوتيوب»، استعرضتا فيها آثار الحرب والدمار على الشعوب، وقد تُرجمت هذه الأغنية إلى لُغات عدّة، وتم بثها عبر قنوات تلفزيونية عالمية، كما عُرضت في عدد من المدارس.

أول مُغنية عربية تدخل

وجدت فايا دعماً كبيراً، وجمهوراً شجعها على مواصلة رحلتها في الغناء. وكان لنجاح الفيديو الأثر الأكبر في قرارها تحويل الغناء من مجرد هواية إلى عمل رئيسي.. وفي عام 2015 فتحت فايا باب التبرع لأغنيتها الأولى على موقع «زومال» للتمويل الجماعي، وتبرّع لها 111 شخصاً، وجمعت نحو 25 ألف دولار من التبرع، وبعد حملة التمويل الجماعي الناجحة أصدرت فايا أغنيتها المنفردة الأولى «أحب يديك»، متبوعة بأغنيتين منفردتين أخريين، ودخلت في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأول فنانة عربية تموّل أغنيتها الأولى، ما جعلها أول مُغنية عربية تدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية. وفي الموسم الرمضاني لهذا العام، شاركت فايا في مسلسل «تاج»، وهو العمل الأول الذي يعرض لها، وعنه بدأنا حديثنا معها، فسألناها:

أول مُغنية عربية تدخل

لماذا فكرت في خوض تجربة التمثيل اليوم، وهل كانت مغامرة بالنسبة إليك؟

لا شك في أنه كان خطوة جريئة، لأن الموضوع لم ينحصر في أول ظهور تمثيلي لي، بل لأنه كان مع عمالقة في الفن، وهذا يحتاج إلى قلب قوي، وأنا صاحبة هذا القلب. أحبّ تحدّي نفسي قبل تحدّي الآخرين، لأن هذا التحدّي يصقل الموهبة، ويطوّر صاحبها في نظري، أضيفي إلى ذلك أني عاشقة للتمثيل منذ صغري، ولكني لم أسعَ له، بل جاء بترتيب قدَري، وأنا شعرت بأن الوقت مناسب، خصوصاً أن العمل كان مكتمل العناصر، بدءاً من إنتاج شركة الصبّاح القوية، مروراً بإشراف وإخراج المبدع سامر برقاوي، وصولاً إلى عمالقة في التمثيل، عدا عن فكرة ونصّ العمل، فكان من الصعب أن أقول لا لهذه التجربة، حتى لو كانت تحدّياً كبيراً، لأني بعد النقاشات التي خضتها مع المخرج اقتنعت بأني «نوران»، وتبنّيتها بكل تفاصيلها.

بماذا تُشبهك نوران؟

هي تشبهني إلى حدّ كبير، هادئة وحسّاسة مثلي، تحب الموسيقى، والفن بكل أشكاله، متمرّدة ومغامرة، كرامتها فوق كل اعتبار، وطنية بكل ما للكلمة من معنى، وعائلتها شيء مُقدّس في حياتها.

التحدي شمل المنافسة الرمضانية؟

لا شك في أن المنافسة في هذا الموسم جعلت كل مشهد، كل لقطة، وكل حركة، تحت المجهر، ما قد يخيف أي ممثل، حتى لو كان محترفاً، ولكني، كما سبق وذكرت، صاحبة قلب قوي.

أول مُغنية عربية تدخل

كيف تلقيت ردود الفعل على تجربتك الأولى؟

توقعت، وفريق العمل، أننا لن نسلم من الانتقادات، وأعرف بأني خضعت لتساؤلات وأحكام مسبقة، لأن دور نوران كان من أهم الأدوار النسائية في رمضان، وأعرف أن العيون كانت موجهّة إليه، والسؤال لماذا تمّ اختياري دون سواي؟ ومع ذلك بدأت بتلقي ردود أفعال إيجابية منذ اليوم الأول لبداية العرض، ولا شك في أنني تعرّضت لانتقادات، والمشكلة في وسائل التواصل أن ردود الفعل السلبية يكون صوتها أعلى، ومع ذلك كنت أرى دفاعاً عني في وجه التعليقات السلبية. على أي حال، أنا أرى أنه من الطبيعي أن نجد الـ«مع» والـ«ضد»، لأن تباين الآراء موجود بين الناس، وهذا أمر طبيعي، خصوصاً مع أول عمل، وما أسعدني أني تلقيت ردود فعل مُشجعة من أهل الاختصاص، من مخرجين ومنتجين، ومن الناس في الشارع ممن ينادونني «نوران».

ألم يُحبطك القول «خلّيها بالمغنى»، فلا علاقة لها بالتمثيل؟

أبداً، لأن هناك من قال أحببناك في التمثيل أكثر من الغناء، فالأذواق تختلف، لذلك قد نجد أن هناك انتقادات تُوجّه لمن قضى عمره بالتمثيل في دور مُعين، وأنا لن أحصل على إجماع الجمهور من الدور الأول.

أول مُغنية عربية تدخل

أنت، أين وجدت نفسك؟

بصراحة لم أتوقع أن أُحب العمل على الأرض كما أحببته، فقد شعرت بأنه وسيلة جديدة للتعبير، وعالم من السحر والجمال، خصوصاً أن العمل ينتمي إلى حقبة جميلة من الزمن، سافرت فيها إلى عوالم جديدة أتاحت لي اكتشاف أشياء كثيرة من خلال الأبحاث والكتب التي قرأتها أثناء التحضير للعمل، فكانت تجربة استثنائية جداً بالنسبة إلي.

تجربة متعبة؟

لا شيء يأتي في الحياة من دون تعب، عموماً لا شيء يُمكنه أن يجعلني أُدير ظهري للغناء، وسأكمل مشواري في التمثيل بموازاة عملي في الغناء.

لم يكن نجاحي في التمثيل وليد صُدفة.. ولكن في الغناء أخذت وقتاً كافياً

أصبحت نجمة غناء فجأة، ثم نجمة تمثيل، ماذا يُمكن أن نرى غداً؟

أنا لم أنجح بسرعة البرق، فقد كان نجاحي نتيجة تعب، وجهد بنيته خطوة خطوة، من 2015 إلى اليوم، وبمجهود ذاتي استثمرت فيه بنفسي، لذلك لم يكن نجاحي وليد صُدفة، ولكن قد يحصل حدث يتعرّف إليّ من خلاله عدد كبير من الناس مثلما حصل أخيراً، في رمضان مع مسلسل «تاج»، ولكن في الغناء أخذت وقتاً كافياً.

أول مُغنية عربية تدخل

كيف ستطوّرين نفسك تمثيلياً؟

قبل مسلسل «تاج» كانت لي تجربة تمثيلية في مسلسل«ذهب غالي» الذي سيُعرض قريباً، قمت بعمل دورة تدريبية مع الممثل والمخرج السوري عروة العربي، كذلك قمت بعمل دورة أخرى قبل البدء بتصوير مسلسل «تاج» في لبنان مع المخرج والممثل عصام بو خالد، وكان من المقرر أن أُصوّر فيلماً لم يكتمل مشروعه قمت بعمل دورة من أجله، فأنا دائماً أحب أن أُتقن أي عمل أقوم به، وواثقة من أي خطوة أخطوها، ولذلك سأعمل دائماً على تطوير نفسي في التمثيل، كما فعلت في الغناء.

أول مُغنية عربية تدخل

ماذا أفادك العمل مع بسام كوسا وتيم حسن وسامر برقاوي؟

أجمل ما شعرت فيه معهم احتضانهم لموهبة جديدة تخوض أول تجربة لها من دون أي خبرة، وأنا ممتنة لدعمهم لي، أمام الكاميرا وخلفها، ولا أُخفي سراً القول إنه مجرّد الوقوف أمام أيقونات مثلهم كان حافزاً تلقائياً لإخراج أقصى ما عندي لأكون على قدر المسؤولية، إضافة ليقيني بأن رؤية المخرج سامر البرقاوي بأني أُشبه نوران في الشكل، والعمر، ولغة الجسد، والإحساس، جعلني أقطع شوطاً كبيراً بأني قادرة أن أكون هي، والتجربة التي كان يسودها الخوف في البداية، أصبحت بعد ذلك متعة بالنسبة إلي.

غنيت باللغة الفصحى، فهل يُمكن أن نراك ممثلة بهذه اللغة؟

أتمنى ذلك فأنا أحب الفصحى، وأتمنى أن يكون لي عمل درامي تاريخي أو غنائي بهذه اللغة.

أول مُغنية عربية تدخل

ماذا في جعبتك اليوم؟

هناك حفلات ومهرجانات في لبنان والدول العربية مقررة سلفاً، للصيف المقبل، وأغنيات جديدة.

تابعت شيئاً من الدراما الرمضانية؟

تأخر تصوير مسلسل «تاج» حال دون متابعتي لها، ولكني استطعت متابعة «أولاد بديعة»، وإن فاتني نحو حلقات، ولكن بعد شهر رمضان تابعت بعض الأعمال.

أول مُغنية عربية تدخل

تمّ تصوير مسلسل «تاج»؛ في ظروف صعبة، ماذا تقولين عنها؟

أنا إنسانة هنيّة في الحياة عموماً، لا أحب التذمّر، ولا التململ من ظروف العمل، مهما كانت صعبة، لأن لا شيء يأتي بالسهل، وأي نجاح يأتي من دون تعب لا طعم له في نظري. صحيح أن ظروف التصوير كانت صعبة، خصوصاً في عز البرد، وفي إحدى المرّات تمّ التصوير لمدة 24 ساعة متواصلة في مكان ضيّق، إلّا أني كنت مستمتعة بالعمل حتى في هذه اللحظات.

خطّطت لكي تصلي إلى ما وصلت إليه اليوم، أم أن الأمور جاءت بالصدفة في حياتك؟

كل خطواتي في الغناء كانت مدروسة، ومُخطّطاً لها، ولكن التمثيل لم يكن هدفاً بحد ذاته، بل جاء نتيجة، وربما كنت أتمناه في اللاوعي فتحقّق واقعاً في الوقت المناسب، ومع الفرصة المناسبة.