17 يوليو 2024

منال سلامة: "عفاف" في "صيد العقارب" أرهقتني جداً.. والفن يسرق العمر

فريق كل الأسرة

منال سلامة:

أكدت الفنانة منال سلامة سعادتها الكبيرة بالعودة إلى الدراما التلفزيونية، من خلال مسلسل «صيد العقارب»، مشيرة إلى أنها كانت متعطشة للعودة للتمثيل، والعرض، تحديداً خلال موسم الدراما في شهر رمضان.

خاصة أنها لم تشارك في أعمال تعرض في رمضان منذ سنوات مضت، معربة كذلك عن سعادتها بالتعاون مع المخرج أحمد حسن، والمؤلف باهر دويدار، وتقديم شخصية «عفاف» التي جذبتها على الورق، رغم أن مشاهدها لم تكن كثيرة، لكنها كانت مؤثرة في الأحداث.

حول المسلسل وشخصيتها فيه، وعن أسباب غيابها عن السينما خلال الفترة السابقة، كان معها هذا الحوار:

منال سلامة:

ما سبب موافقتك على المشاركة في مسلسل «صيد العقارب»؟

هناك أكثر من سبب أسهم في موافقتي على المسلسل، منها المخرج أحمد حسن، فقد سبق وتعاونت معه من قبل في مسلسل «الأصلي»، وأعرف أن له طريقته الخاصة في توجيه الممثل بشكل بسيط، كذلك «صيد العقارب» يُعد أول مسلسل لتعاون فيه مع المؤلف باهر دويدار، فأنا أعرف أن له أعمالاً عدّة مميزة.

وهو أول عمل أيضاً يجمعني بشركة الإنتاج، وقبل ذلك كله فكرة المسلسل أعجبتني جداً، منذ قراءتي للمعالجة الدرامية، فوافقت على الفور، رغم أن مساحة دوري ليست كبيرة، لكنها مؤثرة في الأحداث، أضف إلى ذلك أنني منذ سنوات لم أشارك في عمل يعرض في رمضان، فكانت فرصة مهمة بالنسبة إلي.

شخصيتك كانت مركبة ومرهقة نفسياً، كيف استطعت الوصول إلى تفاصيل هذه التركيبة الإنسانية؟

بالفعل شخصية «عفاف» في «صيد العقارب» صعبة، وأرهقتني جداً، لأنها شخصية أحادية، لا تفكر سوى في الانتقام لزوجها الذي قتل غدراً، ودائما تعيش في حالة من الحزن والبكاء، وهدفها واحد، وهو أن تنتقم له، فهي شخصية صعبة من حيث المشاعر، وقد تبدو سهلة، لكنها شخصية مرهقة نفسياً.

مشهد من مسلسل «صيد العقارب»
مشهد من مسلسل «صيد العقارب»

تقولين وافقت على الدور رغم أن مساحته ليست كبيرة، فهل لديك معايير في اختيارك للأدوار التي تقدمينها؟

أهم معيار لأي دور أقدّمه أن يكون مؤثراً في الأحداث، والمشاهد يقتنع به، ولا ينساه، فمثلاً عدد مشاهدي في «صيد العقارب» لا يتعدى خمسة وعشرين مشهداً، معظمها صامتة، لكن في مقابل ذلك فإن شخصية «عفاف» مؤثرة جداً.

فالأمر ليس بحجم الظهور، أو عدد المشاهد، لكن بمدى تأثر الشخصية في الأحداث، وأهميتها، وهذا هو المعيار الرئيسي بالنسبة إلي، إلى جانب الفكرة العامة للمسلسل، والعمل مع مخرج واعٍ ،وفاهم لطبيعة أدواته جيداً.

هناك شركات إنتاج كثيرة تعرض علينا فكرة إنتاج جزء ثانٍ من مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»

تردد أن هناك احتمال وجود جزء ثانٍ من مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»، فهل ستشاركين فيه؟

منذ أكثر من عشرين عاماً، وقبل رحيل النجم الكبير نور الشريف، وهناك شركات إنتاج كثيرة تعرض علينا فكرة إنتاج جزء ثانٍ من المسلسل، ولم يحدث، لكن بالنسبة إلي فإن الموافقة، أو الرفض، ستكون مرهونة بالسيناريو المكتوب، هل يتوافق مع سنّي أم لا، وهل يتوافق مع أحداث العصر والتغيير الذي طرأ على المجتمع من خلال أسرة «عبد الغفور البرعي»، التي سنفتقد فيها الضلع الأهم.

وهو الشخصية الرئيسية التي قدمها الراحل نور الشريف، ودور البطلة «فاطمة كشري» الذي قدمته الفنانة المعتزلة عبلة كامل، فلو أن السيناريو مشجع، ودوري فيه جيد، لن أمانع من المشاركة فيه.

منال سلامة:

هل قدمت منال سلامة تضحيات لأسرتها مقابل التخلي عن بعض النجاحات في مسيرتها الفنية؟

الحياة اختيارات، فالمهم أن يعرف كل إنسان ماذا يريد، وماذا يختار، وأنا خلال مسيرتي الفنية حاولت أن أعمل توازناً بين بيتي وأسرتي، وعملي كفنانة، فكنت أضع أسرتي وبيتي نصب عيني، باعتبارها الرقم الأهم في حياتي، لأن الفن يسرق عمر الفنان، وكنت أخشى أن يأخذني، وفجأة أجد عمري سُرق منيّ، ولم أكوّن أسرة وأولاد.

فأنا اعتبر أن الأسرة هي الإنجاز الحقيقي من وجهة نظري، وهذا تعلمته من فنانات كبيرات، ورأيت ندمهنّ على عدم تكوين أسرة، فأنا أحب الفن والتمثيل، واحقق نجاحات فيه بالشكل الذي يرضيني، لكن ليس على حساب أسرتي.

ألم تراودك فكرة البطولة المطلقة مثل بعض فنانات جيلك؟

فكرة البطولة المطلقة تراود أي فنان، أو فنانة، لكن يجب ألا تكون على حساب أشياء أهم، وأنا أتت لي فرص كثيرة، لكني اعتذرت عنها في سنوات سابقة للأسباب نفسها، وأنا الحمد لله نجمة في الأدوار التي أقدمها.

منال سلامة:

هل تقديمك للبرامج عوّض غيابك عن الدراما الفترة الماضية؟

تقديم البرامج لم يعوّض غيابي عن التمثيل، لكني استفدت من تقديم البرامج لأنه يعطيني ثقافات متنوعة ومحاورة أشخاص مختلفين، وموضوعات مختلفة، لإثراء تفكيري وشخصيتي، فكان متنفساً لي، وتجربة جديدة، ومن الممكن تكرارها، على حسب نوع البرنامج، وتوقيت عرضه.

لماذا كل هذا الغياب عن السينما؟

لا يوجد فنان يتعمد الغياب عن أي وسيلة فنية، سواء سينما، أو مسرح، أو تلفزيون، فهذا يعود لشركات الإنتاج ونوعية الأدوار التي يطلبون فيها الفنان، وأنا من الفنانات اللاتي بدأن التمثيل في سن مبكرة، حيث بدأت منذ كنت طالبة في معهد التمثيل، وبشكل احترافي.

وهذه الفترة كانت السينما تقتصر على النجمات الكبيرات فقط، اللاتي يناقشن قضايا بعينها، ولم يكن هناك فرصة للشباب، إضافة إلى أن نوعية الأدوار التي كانت تعرض عليّ كانت أكبر من سني كثيراً، وشاركت في فيلمين، هما «خادمة ولكن»، و«الزمن الصعب»، وكان عمري 18 سنة.

وقدمت شخصية صحفية تحقيقات كبيرة في السّن، لذلك عندما سمح التلفزيون بمشاركة المواهب الشابة اتجهت له وأصبحت ممثلة تلفزيون بالصدفة، لكني لا أمانع على الإطلاق، من التواجد في السينما في أدوار مناسبة لي.

منال سلامة:

هل الغياب عن الوسط الفني أثر في خطواتك الفنية؟

بالتأكيد، لأن جزءاً من طبيعة عمل الفنان أن يهتم بالعلاقات العامة بشكل كبير، وأنا لم أكن متميزة في هذا الموضوع، رغم الفرص الكثيرة التي لم استفد منها من خلال شركة إنتاج «جود نيوز» لشقيق زوجي الكاتب عماد الدين أديب، والتي كان فيها زوجي المخرج عادل أديب، العضو المنتدب.

لكني كنت أفضّل في هذه المرحلة أن اكتفي بكوني زوجة عادل أديب فقط، وقد يكون أثر ذلك فيّ، بشكل أو آخر، لكني أيضاً قدمت أدواراً مهمة في حياتي، وفخورة بها، لكن المشكلة أنه لا تُعرض عليّ أدوار جيدة يمكن أن تضاف إلى مشواري الفني.

إعداد: فاطمة علي