بعد سبعة عشر عاماً من الغياب، تعود الفنانة كارول سماحة إلى المسرح الغنائي بعمل ضخم بعنوان «كلّه مسموح»، كتابة وإخراج روي الخوري، وهي النسخة المعرّبة عن مسرحية «برودواي» الموسيقية Anything Goes والتي حظيت بشعبية عالمية واسعة.
هذا العمل المسرحي الضخم يُعرض على مسرح كازينو لبنان، وتمّ الإعلان عنه خلال مؤتمر صحفي جمع كارول سماحة مع الصحافة اللبنانية بعد طول غياب، هناك كان لنا معها لقاء على هامش المؤتمر سألناها فيه عن سبب عودتها في هذا التوقيت بالذات..
فقالت: «آخر مسرحية غنائية قدمتها كانت في عام 2007 مسرحية «زنوبيا»، مع العملاق منصور الرحباني، من بعدها اتخذت قراراً بعدم العودة إلى المسرح الغنائي إلّا بعمل يكون على مستواها من حيث جودة الإنتاج والموسيقى وفريق العمل..
لذلك رفضت الكثير من العروض التي وردتني من مصر ومن بعض الدول العربية، لأن عودتي كان يجب أن تكون بالصورة التي رسمتها، إلى أن جاء عرض مسرحية «كله مسموح»، التي أعجبتني بكل تفاصيلها وفريق عملها المحترف..
فالمخرج والكاتب الذي عاينت عمله عن كثب وجدت فيه صورة المخرج اللبناني الذي ننتظره لحمل شعلة المسرح الغنائي، لأننا لن نجد كل يوم مخرجاً يمتلك هذا الحماس والشغف والثقافة والحس الفني بالتنسيق مع عمل المنتجة المحترف وكل فريق العمل..
فشعرت بالراحة النفسية التي يمكنني معها أن أكون فرداً من هذا الفريق، وضعت نفسي بتصرفهم، لأني واثقة من نجاحنا سوياً.
أين ستكون بصمتك الخاصة في هذا العمل المعرّب؟
قلتها للمخرج وأعيدها اليوم، أنا لا أريد أن أعرف كيف لعبت الممثلة الأمريكية الدور، بل أريد أن ألعب الدور كما أراه أنا وكما أشعر به، خصوصاً وأن دور ياسمينا جديد عليَّ ولم ألعبه من قبل، هو دور فنانة تعيش النجومية في الوقت الذي تبحث فيه عن الحب ولا تجده.
بماذا تشبهك ياسمينا وبماذا تختلفين معها؟
ياسمينا فنانة تعيش حياة النجومية ولكنها هشّة من الداخل، تبحث عن الحب الحقيقي بعيداً عن أضواء الشهرة، لذلك أنا أجد أنه من المهم أن يكون للفنان عائلة، استقرار وحضن دافئ يلجأ إليه في الأوقات الصعبة..
وهذا ما عملت عليه شخصياً وما أعيشه من حب لزوجي وابنتي اللذين أعيش معهما الاستقرار النفسي وأستمد منهما الدعم النفسي للاستمرار.
ألا تخشين المقارنة بين هذا الدور وأدوارك السابقة على مسرح الرحباني؟
لا مجال للمقارنة، لأن المسرحية هنا مختلفة وفيها دم جديد، فكل ما فيها يُقدّم بروح معاصرة مختلفة عن المسرح الغنائي اللبناني النابع من مجتمعنا أو التاريخ وشخصياته، بينما عملنا اليوم نابع من قصّة غربية مُعرّبة..
والجميل فيها أنك لا تشعر بأنها غريبة لدرجة أن بعض الأدوار أخذت منحى مختلفاً، وبعض الأدوار أُلغيت لأنها لا تشبهنا.
كان لا بد من اتباع نظام صارم هذه الفترة في الأكل، وتحديداً الابتعاد عن الدهون كي لا ألهث على المسرح
ستغنين غناءً حياً وترقصين وتمثلين في آن معاً، وهذه جرأة منك؟
لا أنكر بأن الأمر سيكون صعباً وفيه الكثير من التحدي والتعب النفسي والجسدي، فهناك أغنية مدتها 6 دقائق مثلاً وهذا ليس سهلاً، لذلك كان لا بد من اتباع نظام صارم هذه الفترة (منذ شهرين) في الأكل، وتحديداً الابتعاد عن الدهون كي لا ألهث على المسرح..
كذلك هناك تدريبات النفس وتمارين أخرى للسيطرة على الأدرينالين الذي يتأثر بالخوف، عموماً أنا لا أخشى من الغناء المباشر، بالعكس أنا أحبّه.
لماذا لم تكرري تجربة التمثيل الدرامي؟
ليس سهلاً دخول المجال الدرامي الذي يحتاج تفرغاً تاماً لمدّة طويلة، وأنا لست مستعدة اليوم أن أعيش حالة من التشتت والابتعاد عن شغفي الموسيقي وهو الأهم في حياتي، خصوصاً وأني مستمتعة بخوض مجال الكتابة والتلحين، القادرة من خلالهما التعبير عن مكنوناتي أكثر.
أطلقت مؤخراً ألبوماً غنائياً بعنوان «مختلفة»، ربما الاختلاف أنه كان يضم أغنيات من كتابتك وألحانك ويُعبّر عنك؟
في هذا العمل كتبت عن امرأة مختلفة كما أراها، وهي في الوقت نفسه تشبهني.. الكتابة ليست مستجدّة في حياتي فأنا أكتب منذ 12 عاماً، ولكن التلحين هو الخطوة التي تأخرت فيها لأني كنت أخجل من الإقدام عليها..
خصوصاً بعدما عملت مع الرحبانية فكنت أشعر بأني لا شيء أمام عمالقة التلحين إلى أن تخطيت هذا الشعور اليوم إلى حد بعيد.
لماذا الألبوم الذي يتضمن 14 أغنية في عصر الأغنية المنفردة؟
لأن الجمهور تعب من الأغنيات المنفردة، لذلك قررت، بعد ثماني سنوات من اتباع هذه السياسة، إهداء الجمهور باقة منوعة فيها أنماط موسيقية مختلفة، بالإضافة إلى أني أجد مساحة تعبير واسعة في الألبوم..
حيث يمكن أن أمارس الجنون، الرومانسية، الدراما وغير ذلك من الأنماط التي يُمكن أن تُرضي أذواقاً مختلفة.
مغامرة في هذه الظروف الصعبة؟
أنا أحب المغامرة.