26 مارس 2020

شيخ الأزهر يطالب بتشريعات تجرم ضرب الزوجات

فريق كل الأسرة

فريق كل الأسرة

شيخ الأزهر يطالب بتشريعات تجرم ضرب الزوجات

“واضربوهن” في القرآن ليست أمراً بالضرب

طالب الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر بتشريعات حاسمة تجرم ممارسة العنف ضد المرأة خاصة من جانب الأزواج.. مؤكدا أن الشريعة الإسلامية لا تقر عنف الأزواج ضد زوجاتهم، ولا تعطى الرجل حق إيذاء زوجته بدنيا أو نفسيا.. وقال: “أتمنى أن أعيش لأرى تشريعات في عالمنا العربي والإسلامي تجرم الضرب”.

الرجل النبيل لا يضرب زوجته، وأن الرجل الذي يضرب زوجته نهارًا ثم يطلبها ليلًا لديه خلل في الشخصية

وقد دعا شيخ الأزهر المجامع العلمية، والبرلمانات، ومجالس الشيوخ إلى التفكير في منع ضرب الأزواج والأطفال ومنع الضرب عمومًا، لأن الضرب بالرغم من أنه مباح بشروط وضوابط كوسيلة لمواجهة نشوز وتمرد الزوجات إلا أنه مجرد (تعبير رمزي عن غضب الزوج من زوجته) وليس وسيلة إيذاء بدني أو نفسي بالزوجات.

وأشار د. الطيب إلى مخاطر العنف الأسري خاصة من جانب الأزواج.. مؤكدا أن ضرب الزوجة أصبح من الأمور التي تسبب لها أذى نفسيًّا، ما ينعكس سلبًا على الأسرة.. وقال: كان ابن عطاء- فقيه مكة المكرمة المعروف- من أوائل الذين رفضوا الضرب، ولم يعتبره مناقضًا لما جاء في القرآن، لأن الضرب (الرمزي) مباح لك أن تأتيه، وأن تدعه، ولا مانع لدينا في الأزهر من فتح النقاش في هذا الأمر بين العلماء.. موضحا أن كلمة “واضربوهن” ليست أمرا بالضرب، وأن النبي- صلى الله عليه وسلم- لم يحبذ هذا الأمر، ولم يمارسه مرة واحدة في حياته، لكن للأسف الشديد فهم البعض من هذه العبارة أنه أمر، وأن الضرب حق للزوج حتى لو كان نتيجة لخلافات تافهة، وهنا نجد أن الإسلام ظلم مرتين؛ ظلم عندما فهمه المسلمون وطبقوه بشكل خاطئ.. وظلم مرة أخرى عندما وصفه الغرب بالوحشية، فالنبي- صلى الله عليه وسلم- وهو قدوة المسلمين، قالت عنه السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: “ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله”. فالرجل النبيل لا يضرب زوجته، وأن الرجل الذي يضرب زوجته نهارًا ثم يطلبها ليلًا لديه خلل في الشخصية.

وشدد د.الطيب على ضرورة أن تقوم العلاقة بين الزوجين على الاحترام المتبادل؛ وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بـ(السكن والمودة والرحمة)، ولا يمكن أن تسكن النفوس إلا إذا كانت هناك مودة متبادلة واحترام متبادل.. معبرا عن أسفه أن يتوارث الرجال في بلادنا العربية ظلم نسائهم وإهدار حقوقهن وممارسة العنف ضدهن.. وقال: كثير من حقوق المرأة الشرعية مهدرة بسبب تفسير البعض للنصوص الدينية وفقا للعادات والتقاليد على حساب الشرع والدين، وكثيرًا ما يتعرض الدين الإسلامي للتشويه بسبب تلك العادات الخاطئة التي هو بريء منها وجاء ليقضي عليها..

 

 

مقالات ذات صلة