قضى عماد أيامًا سعيدة مع عروسه في إحدى المدن الساحلية المصرية إلى أن جاءت رسائل على هاتفه تحمل صورًا لزوجته وهي في أحضان خطيبها السابق، جن جنونه وفقد أعصابه ورماها بمقعدٍ من أثاث البيت لتدخل في غيبوبة وتلقى مصرعها بعد ساعات.
جريمة نكراء دفعت ثمنها زوجة مخلصة لقلة الوعي الاجتماعي والديني فأثارت قضية هامة في مجتمعنا العربي:
هل من حق الزوج شرعًا محاسبة زوجته على ماضيها؟
الفقيهة والداعية الأزهرية عبلة الكحلاوي أدانت في حديثها لكل الأسرة هذه النوعية من الجرائم ونصحت الأزواج والزوجات بعدم "النبش في الماضي العاطفي" فلكل شاب وفتاة ماضٍ قبل الزواج ومعظم شباب اليوم - من الجنسين- يمرون بعلاقات عاطفية عابرة ليس من الخير إحياء هذه العواطف التي ماتت مع الزمن.
وتفرق د. عبلة هنا بين حالتين، لكل حالة منهما حكمها الشرعي، موضحةً" في مرحلة الخطبة هناك ماضٍ للفتاة ليس من المفيد الكشف عنه وهو ما يتعلق بارتباطاتها العاطفية البريئة، غير المصحوبة بتجاوزات أخلاقية -كأن تكون الفتاة قد تعرفت على شابٍ وعدها بالزواج وتحدثا عبر الهاتف والتقيا دون ارتكاب تجاوزات، ثم انصرف الشاب وانصرفت هي عنه، كل هذا يحدث ويتكرر ولا يعيب الفتاة أو يدينها.
أما إذا ارتكبت الفتاة أخطاءً جسيمة وتابت عنها، فيجوز شرعًا أن تستر على نفسها ما دامت قد ندمت ندمًا شديدًا وتوقفت عن هذه الأفعال ولا يجوز إفشاء الأسرار لنعين الفتاة على الحفاظ على حياتها الزوجية المستقرة. لهذا لا يجب على الزوجة مصارحة زوجها بماضيها طالما كان بعيدا عن المحرمات وقد تؤدي المصارحة إلى انهيار الأسرة والأصل في هذه الأمور هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم" من أصاب من هذه القاذورات شيئًا فستره الله فهو في ستر الله فلا يكشف ستر الله عليه" والقاعدة الأساسية في الدين أنه من تاب، تاب الله عليه، وإن الإنسان إن أقلع عن معصية وندم عليها واستقام على الفضيلة، فمن الخير أن تكون صلته بالله غير مفضوحة للناس"
وتضيف د. عبلة" إذا كانت للزوجة علاقات رسمية مثل عقد قران أو خطبة ثم فسخت، على الزوجة مصارحة زوجها لأنه قد يعلم من أناس آخرين وإذا ارتكبت الفتاة خطأً كبيرًا وفرطت مثلاً في شرفها أو تزوجت عرفيًا وأخفت الجريمة بعملية ترقيع غشاء البكارة فإخفاء هذه الأمور في هذه الحالة يُعد غشًا وتدليسًا"
وتنصح د. عبلة الزوج بعدم الانشغال بماضي زوجته وتقول" حاسب زوجتك منذ ارتباطك بها، لأن فترة المراهقة لا تخلو في الغالب من العلاقات وربما الأخطاء"