08 سبتمبر 2024

هل يجوز التدخل الطبي لتحديد نوع الجنين؟.. إليك إجابة علماء الدين

محرر متعاون

هل يجوز التدخل الطبي لتحديد نوع الجنين؟.. إليك إجابة علماء الدين

تتطلع كثير من الأسر إلى إنجاب الذكور بعد أن رزقها الله بالإناث، وقد أعطى الطب الحديث هذه الأسر أملاً في إمكانية تحديد نوع المولود..

فهل لجوء الأسر إلى هذه التقنية العلمية مقبول شرعاً؟

تجيب عن هذا السؤال دار الإفتاء المصرية، فتقول «لقد خلق الله تعالى الإنسان خلقاً متوازناً؛ فجعله زوجين: ذكراً وأنثى، ومَيَّز كلّاً منهما بخصائص تتناسب مع الوظائف التي أقامه فيها، وبيّن أن هذه هي طبيعة الخلق التي تقتضي استمراره..

فقال تعالى: «يا أيها النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكم الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَّفسٍ واحِدةٍ وخَلَقَ مِنْها زَوجَها وبَثَّ مِنْهما رِجالاً كَثِيراً ونِساءً واتَّقُوا اللهَ الذي تَساءَلُونَ به والأَرحامَ إنّ اللهَ كان عليكم رَقِيباً»، وقال تعالى: «وأَنَّه خَلَقَ الزَّوجَينِ الذَّكَرَ والأُنثَى مِن نُطفَةٍ إذا تُمنَى»، وقال تعالى: «ومِن كُلِّ شَيءٍ خَلَقنا زَوجَينِ لَعَلَّكم تَذَكَّرُونَ»..

وهذا التنوع في الخلق والتوازن في الطبيعة هو ما اقتضته حكمة الله تعالى، العليم بكل شيءٍ والقدير على كل شيءٍ، قال تعالى: «للهِ مُلكُ السَّمَواتِ والأَرضِ يَخلُقُ ما يَشاءُ يَهَبُ لمَن يَشاءُ إناثاً ويَهَبُ لمَن يَشاءُ الذُّكُورَ أو يُزَوِّجُهم ذُكراناً وإناثاً ويَجعَلُ مَن يَشاءُ عَقِيماً إنَّه عَلِيمٌ قَدِيرٌ».

وتوضح الإفتاء المصرية أن قضية تحديد نوع المولود تُعالَج شرعاً على مستويين مختلفين:

على المستوى الفردي..

فالأصل في الأشياء الإباحة؛ لأن الإنسان يمكنه أن يتزوج أو لا يتزوج، وإذا تزوج فيمكنه أن يُنجِب أو لا ينجب، وإذا أنجب فيمكنه أن يُنَظِّم النسل أو لا ينظّمه، كلٌّ حسب ظروفه وأحواله..

وكما يجوز للإنسان أن يعمل على زيادة نسبة اختيار نوع الجنين بما ينصح به المختصون في ذلك -مِن اختيار نوع الغذاء، أو توقيت الجماع قبل التبويض أو أثناءه، أو غربلة الحيوانات المنوية، أو غير ذلك مِن الأساليب التي يعرفها أهلُها- فكذلك يجوز التعامل المجهري مع الكروموسومات والمادة الوراثية DNA لنفس الغرض؛ إذ ليس في الشرع ما يَمنع مِن ذلك على المستوى الفردي..

ولكن كل هذا بشرط ألَّا يكون في التقنية المستخدمة ما يَضُرُّ بالمولود في قابل أيامه ومستقبله، وهذا مَرَدُّه لأهل الاختصاص؛ فلا يُقبَل أن يكون الإنسان مَحلّاً للتجارب، ومحطّاً لِلتَّلَاعُب.

وعليه: فإن هناك فارقاً في الحكم بين تحديد نوع الجنين على المستوى الشخصي وعلى المستوى الجماعي؛ وذلك بناءً على ما هو مقرر شرعاً من اختلاف الفتوى باختلاف تعلق الحكم بالفرد وتعلقه بالأمة..

وهذا نجده كثيراً في كتب الفقه؛ مِن مثل قتال أهل البلدة إذا امتنعوا عن أداء سنة الفجر أو الأذان مع جواز ترك ذلك على المستوى الفردي الشخصي.

على مستوى الأمة..

الأمر هنا يختلف؛ لأن الأمر سيتعلق حينئذٍ باختلال التوازن الطبيعي الذي أوجده الله تعالى، وباضطراب التعادل العددي بين الذكر والأنثى الذي هو عامل مهم من عوامل استمرار التناسل البشري، وتصبح المسألة نوعاً من الاعتراض على الله تعالى في خلقه بمحاولة تغيير نظامه وخلخلة بنيانه وتقويض أسبابه التي أقام عليها حياة البشر،

ومن هنا تؤكد الإفتاء المصرية أن تحديد جِنس المولود جائز شرعاً ما لم يشَكِّل اختيارُ أحد الجِنسين ظاهرةً عامة.

هل يجوز التدخل الطبي لتحديد نوع الجنين؟.. إليك إجابة علماء الدين

حكم الحقن المجهري

كما تطرقت الإفتاء إلى بيان حكم الشرع في إجراء طبي تستخدمه مراكز التلقيح الصناعي على نطاق واسع في عالمنا العربي وتكثر حوله التساؤلات الشرعية وهو (التلقيح الصناعي خارج الرحم)..

حيث أكدت أن الإنجاب بوضع لقاح الزوج والزوجة خارج الرحم ثم إعادة نقله إلى رحم الزوجة؛ لا مانع منه شرعاً إذا ثبت قطعاً أن البويضةَ مِن الزوجة والحيوانَ المنوي مِن زوجها وتَمّ تفاعُلُهُما وإخصابُهُما خارج رحم هذه الزوجة –أنابيب– وأُعيدت البويضة مُلَقَّحةً إلى رحم تلك الزوجة دون استبدالٍ أو خلطٍ بمَنِيِّ إنسان آخر..

وكانت هناك ضرورةٌ طبيةٌ داعيةٌ إلى ذلك؛ كمرض بالزوجة أو الزوج يمنع ذلك، أو أن الزوجة لا تحمل إلَّا بهذه الوسيلة، وأن يتم ذلك على يدِ طبيبٍ ذي خبرة مؤتَمَنٍ في تعامله.