13 أكتوبر 2024

الاسم الحسن.. حقّ كفله الإسلام للأطفال وواجب على الآباء

محرر متعاون

محرر متعاون

الاسم الحسن.. حقّ كفله الإسلام للأطفال وواجب على الآباء

انتشرت في بعض مجتمعاتنا العربية، في السنوات الأخيرة، أسماء غريبة للأطفال، وتبارت العديد من الأسَر في اختيار أسماء بلا معنى، بل يحمل بعضها معاني مسيئة لفلذات أكبادنا.. فما موقف الشرع من هذه الأسماء؟ وما المسؤولية الشرعية للآباء والأمهات عنها؟

يقول عالم الشريعة الإسلامية د.محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر «تسمية المولود –ذكراً كان أو أنثى- باسم حسن من أبرز الحقوق التي كفلها الإسلام للطفل، فواجب الأبوين أن يختارا له اسماً حسناً، لا اسماً سيئاً، أو مكروهاً، يتحرّج منه بعد ذلك عندما يكبر».

ويوضح د.الجندي أن اسم الطفل له أثر نفسي يعود عليه بعد ذلك، ومن أجل هذا كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إذا وجد أحداً يحمل اسماً كريهاً، أو قبيحاً غيّره في الحال، فقد نقلت لنا السيدة عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يغيّر الاسم القبيح.

وروى الإمام مسلم أن النبي صلّى الله عليه وسلّم، غيّر اسم عاصية، وقال لمن سُميت بهذا الاسم «أنت جميلة»، وورد في حديث صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، غيّر اسم «العاصي، وعزيز، وعتلة، وشيطان، والحكم، وغراب، وحباب، وشهاب».

مواقف نبويّة كريمة

وإلى جانب هذا الهدي النبوي الكريم في رفض الأسماء القبيحة، كان لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، مواقف وحوادث يؤثر فيها صاحب الاسم الحسن، ويقدّمه على غيره في مواطن الخير، حتى يكون ذلك حضّاً للناس على التسمية الحسنة.

فقد رُوي أن النبي صلّى الله عليه وسلّم، دعا يوماً بناقة فقال «من يحلبها»؟ فقام رجل فقال: أنا يا رسول الله، فقال: «ما اسمك»؟ قال: مرة.. قال له الرسول «اقعد»، ثم قام آخر فسأله الرسول: «ما اسمك»؟ فقال: جمرة.. قال له «اقعد»، ثم قام رجل فقال: ما اسمك؟ قال يعيش، قال «احلبها».

لقد كان صلّى الله عليه وسلّم يحب الفأل الحسن، وتستريح نفسه إلى الأسماء الحسنة، والعبارات الجميلة، والأوصاف النبيلة التي تشرح الصدر، وتدخل السرور على النفس، خصوصاً إذا تلاقت الأسماء والعبارات مع معاني تختلج في النفس، فيطمئن بها الخاطر، وتهدأ الأعصاب، ويستبشر صاحبها بالخير.

لذلك يُلزم الإسلام الآباء باختيار الأسماء الحسنة لأبنائهم، وقد جاء في الحديث الصحيح قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنكم تُدعون يوم القيام بأسمائكم، وأسماء آبائكم، فحسّنوا أسماءكم».

الاسم الحسن.. حقّ كفله الإسلام للأطفال وواجب على الآباء

من يختار اسماً مسيئاً لطفله «آثم شرعاً»

وإذا كان الإسلام يستهدف من وراء اختيار الاسم الحسن للابن ما يرقى بسلوكه في المستقبل، ويحسّن صورته، ويجعله مقبولاً، مرغوباً، كريماً، عزيزاً بين الناس، فإن الأب الذي يختار، أو يُقرّ اسماً مسيئاً لطفله «آثم شرعاً»..

كما يؤكد العالم الأزهري د. حسن الشافعي، رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة، والذي يوضح أن فوضى الأسماء التي تغزو بعض مجتمعاتنا العربية، بدءاً بأسماء الأولاد والبنات، وانتهاء بأسماء الشركات والمشروعات التجارية والسكنية، هو نتيجة عدم وعي جماهيري بأهمية أو قيمة أن يرتبط كل مجتمع بهويته.

ويضيف «هذه الفوضى في أسماء الأولاد التي انتشرت في بعض بلادنا العربية، يجب أن تتوقف، فالأب، أو الأم، مسؤولان أمام الله، وأمام المجتمع، عن اختيار اسمٍ حسنٍ لطفلهما».

أفضل الأسماء للأبناء

وما هي الأسماء الحسنة التي ينبغي أن نختار منها أسماء أولادنا؟

يوضح د. الجندي «الأسماء الحسنة والمطلوبة من المسلم أن يختار منها أسماء أولاده كثيرة، ومتنوعة، فكل اسم يحمل صفة جميلة، أو معنى نبيلاً، فهو اسمٌ حسَنٌ، وكل اسم يدلّ على النّبل، والشجاعة، والكرم، هو اسمٌ حَسنٌ، وقد ورَد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال: «أحَبّ الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن»، وورَد عنه أيضاً أنه عليه الصلاة والسلام، قال: «تسمّوا بأسماء الأنبياء، وأحبّ الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها مرة وحرب».

 

مقالات ذات صلة