حوار خاص مع سفيرة المنظمة العالمية للمرأة في الإمارات.. وداد بوحميد
شغفها بممارسة العمل الحقوقي دفعها إلى تولي عدة مهام، استطاعت التوفيق بينها دون أن تخل بجانب على حساب آخر، تهدف من خلال موقعها إلى نشر ثقافة التسامح والتحاور وقبول الاختلاف، حصلت على جائزة «الأم المثالية» في عام 2002، والموظف الحكومي المثالي في برنامج التميز لحكومة دبي لعام 2013.
هي سفيرة المنظمة العالمية للمرأة في الإمارات، وداد أحمد بوحميد ، نائب رئيس جمعية الإمارات لحقوق الإنسان، ومديرة إدارة الاتصال الحكومي في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، التقيناها لنتعرف إلى كيفية إدارتها لعدة مناصب والتوفيق بينها.
مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي.
بداية، نود التعرف إلى المحطات العملية التي سبقت المنصب الحالي؟
منذ أن أنهيت دراسة البكالوريوس في جامعة الإمارات تخصص علوم اجتماعية، اتجهت بعدها إلى دراسة إدارة الأعمال، وحصلت على الماجستير بدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف العليا من الجامعة الكندية، ليبدأ بعدها شغفي في ممارسة العمل الحقوقي والمجتمعي، فأصبحت عضواً في الاتحاد الدولي للحقوقيين والقانونيين ومنظمة المساواة، إلى جانب عضوية المجلس الاستشاري بجامعة الغرير، واللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر، واللجنة الدائمة لمتابعة التقرير الدوري الشامل لحقوق الإنسان، واليوم إلى جانب إدارة الاتصال الحكومي في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أشغل منصب سفيرة المنظمة العالمية للمرأة في الإمارات، ونائب رئيس جمعية الإمارات لحقوق الإنسان.
مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة
بجانب عملك في الوزارة، تشغلين عدة مناصب بالإضافة لعضويتك في أكثر من لجنة وطنية، كيف تستطيعين التوفيق بين تلك المسؤوليات المتعددة وإنجاز المهمات المطلوبة جميعها؟
يعود ذلك إلى حرصي الدائم على تنمية الجانب المعرفي والفكري، وإدارة الوقت بجودة عالية، وحسن التنظيم، والتخطيط المتقن، إلى جانب توظيف خبراتي التي اكتسبتها في مجال التخطيط الاستراتيجي والاتصال الحكومي والتميز المؤسسي، فضلاً عن الدعم الذي أحصل عليه من القيادة ووجودي مع فريق متميز نعمل سوياً بروح واحدة لتحقيق أهدافنا، الأمر الذي مكنني من إنجاز جميع المهام والواجبات الملقاة على عاتقي بالصورة المثلى التي ترضيني.
يعتبـر مشـروع تعزيـز دور البرلمانيات الذي أطلق عام 2004 أحد أهم المبادرات في مجال التمكين السياسي للمرأة
تحتفل الدولة بيوم المرأة الإماراتية سنوياً، ما أهم المبادرات التي ترينها مكسباً لبنات جيلك من وجهة نظرك؟
أصبح تمكين المرأة في الدولة واقعاً يعكس ليس فقط مدى وعي القيادة السياسية بقضايا المرأة، ولكن أيضاً مدى حرصها والتزامها بالمـــشاركة الفاعلة في المعترك السياسي، ويعد «التوازن بين الجنسين» الدليل الأول من نوعه على مستوى العالم، الذي يؤكد مدى أهمية تلك الخطوة، كما يعتبـر مشـروع تعزيـز دور البرلمانيات الذي أطلق عام 2004 أحد أهم المبادرات في مجال التمكين السياسي للمرأة، فصدور قرار برفع نسبة تمثيلها في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%، أكبر دليل على الإيمان بقدراتها وإمكاناتها، ولا نغفل دورها في السلك الدبلوماسي والقنصلي إذ بلغت نسبة العاملات في هذا المجال ما يقارب 30%، وننتظر المزيد من الخطوات في مسيرة هذه الدولة التي ترى أن بناء الإنسان أهم إنجازاتها الحقيقية.
مع الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد بن سلطان آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية
حصلتِ على جائزة الموظف الحكومي المثالي، كيف تمكنتِ من تحقيق جميع مقومات النجاح التي أهلتك لنيل الجائزة؟
تشرفت بنيل الجائزة في برنامج التميز لحكومة دبي لعام 2013، التي تهدف إلى تشجيع التنافس الإيجابي بين الموظفين من مختلف الفئات، لخلق حالة من الإبداع ورفع أداء مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية، ومن أهم المقومات التي يجب أن يتحلى الفائز بها، تميز أدائه وسلوكه، وأن يكون باحثاً عن المعلومة، ومثالياً في طريقة تفكيره وعمله، كما يؤمن بالعمل الجماعي ويطور ويغير في طريقة تنفيذه للخطط الموضوعة، وهذه المقومات كانت ولا تزال شعاري الدائم الذي أحمله في أي مسؤولية أكلّف بها.
من واقع منصبك كنائب لرئيس جمعية حقوق الإنسان، ما أهم القضايا التي تشغل تفكيرك وتأملين أن يتحقق فيها إنجاز ترين صداه على أرض الواقع؟
ندعو من خلال موقعنا إلى تعزيز العمل على نشر ثقافة التسامح والتحاور وقبول الاختلاف، والعمل على تبني ووضع جميع الجمعيات العربية والدولية المهتمة بحقوق الإنسان استراتيجيات توعية وتثقيف وطنية لمكافحة خطاب التطرف والكراهية والعنصرية، والتركيز على الاهتمام بتوعية الشباب واستهدافهم بحملات تثقيفية لحمايتهم وتحصينهم من المخاطر، إذ تبنت الجمعية منذ العام 2018 استراتيجية ونهج عمل يعتمد على الشراكة والتعاون بين مكونات المجتمع المدني في المنطقة العربية لإيمانها بأن العمل الجماعي هو الأكثر تأثيراً وفاعلية، ولأننا جزء من كل في حركة حقوق الإنسان في المنطقة العربية والعالم.
أثناء حفل تخرج ابنتها عفراء في جامعة ميدل سكس ببريطانيا
تعد جائزة الأم المثالية حلم كثير من السيدات العاملات بمناصب قيادية، لما تحمله من قيمة مجتمعية كبيرة، ما الأسس التي اعتمدتِ عليها لإقناع محكمي الجائزة بمنحها لك؟
نيلي لجائزة الأم المثالية هي وسام شرف أفتخر وأعتز به، فالمسيرة التنموية المتسارعة التي نشهدها اليوم تجعل دور الأم فيها غاية في الأهمية، ويتجلى في إعدادها لتنشئة أبناء يتحلون بالعلم والقدرة على أداء مسؤولياتهم بتميز وإيثار وولاء للوطن وقيادته الرشيدة، فالأم تزداد صورتها إشراقة حين تقدم للمجتمع أجيالاً قادرة على المشاركة في البناء من منطلق ترسيخ مفهوم المواطنة الصالحة وتعزيز أواصر الانتماء للوطن وغرس قيم وتراث المجتمع الإماراتي في انطلاقهم نحو بناء المستقبل والقيام بدور رئيسي وفاعل في مسيرة البناء والازدهار في دولة الإمارات.
كيف تقيمين إسهامات الإماراتية في المجتمع؟ وهل استفادت بالشكل الأمثل من برامج التمكين أم ما زالت بحاجة لمزيد من الدعم؟
لا يخفى على أحد مدى التطور والتحول الذي باتت عليه المرأة الإماراتية بفضل الرؤى السديدة للقيادة الرشيدة، حتى غدت تجربة الإمارات في تمكينها نموذجاً عالمياً يحتذى، فالإماراتية ﺗﻔﺘﺨﺮ ﺑﺄﻧﻬﺎ أصبحت ﺗﻤﺜﻞ عنصراً فاعلاً ﻓﻲ ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ، إذ ﻻ يوجد ﻓﻲ الدولة قطاع إلا وهي جزء رئيسي منه، فهنالك مجموعة من العوامل التي تندرج ضمن برامج التمكين والتي كان لها الأثر في نجاح مسيرتها، كما عملت البيئة التشريعية الداعمة على تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة في ترسيخ مكانتها، بل إنها في كثير من الأحيان راعت خصوصية المرأة ووضعت لها تدابير خاصة لتسريع تمكينها.
من أكثر الشخصيات العامة التي أثرت فيكِ وبلورت ملامح شخصيتك وتعتبرينها قدوة ملهمة؟
مثلي الأعلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رﺋﻴﺴﺔ الاتحاد اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎم رﺋﻴﺴﺔ المجلس اﻷﻋﻠﻰ للأمومة والطفولة الرئيس اﻷﻋﻠﻰ لمؤسسة اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ الأسرية، فهي النموذج الرفيع بالفعل للأم المثالية صاحبة العطاء الكبير والإنجاز المستمر والكبير، والقدوة الصالحة للأم العربية كلها.