02 سبتمبر 2020

الإماراتيات يخترقن مجال الطاقة النووية السلمية في «براكة»

محررة في مجلة كل الأسرة

الإماراتيات يخترقن مجال الطاقة النووية السلمية في «براكة»

حضور المرأة الإماراتية في ميادين العمل المختلفة بات مشهداً طبيعياً يؤكد على الدور المهم الذي تلعبه في تحقيق الازدهار الاقتصادي والتطور الاجتماعي ودفع دفة مستقبل الدولة، باعتبارها عصب الحياة وشريك في منظومة العمل والتقدم الشاملة، بيد أن العامل الأهم في تحقيق هذا الحضور المميز هو توجيهات القيادة الرشيدة. 

فطوال السنوات الماضية أثبتت المرأة الإماراتية كفاءتها، وتميزت بمثابرتها وتفانيها في العمل في أكثر القطاعات تقدماً، ومنها تلك التي كانت غالباً حكراً على الرجال حول العالم، مثل قطاع الطاقة النووية السلمية.. وها هي اليوم تقوم بدور أساسي في الإنجازات المتتالية التي يحققها البرنامج النووي السلمي الإماراتي، ومحطات «براكة» للطاقة النووية السلمية حجر الزاوية في هذا البرنامج.

التقينا إماراتيات شاركن في فريق التشغيل الميداني للمفاعلات، وسلطنا الضوء على إنجازاتهن في مجال الطاقة النووية النظيفة:

تشغيل المفاعل في غرفة التحكم
تشغيل المفاعل في غرفة التحكم

كلي فخر بأن أكون جزءاً من مسيرة الإنجازات الطموحة للدولة

ليلى الظاهري، مهندسة مفاعل في شركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية
ليلى الظاهري، مهندسة مفاعل في شركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية

تقوم ليلى الظاهري، مهندسة مفاعل في شركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، مع زملائها في فريق التشغيل الميداني للمفاعلات بدور مهم في إتمام عملية تحميل الوقود النووي في مفاعل المحطة الأولى، وتقول «كلي فخر بأن أكون جزءاً من مسيرة الإنجازات الطموحة للدولة، وبخاصة من خلال البرنامج النووي السلمي الإماراتي، الذي فتح الباب واسعاً للمرأة للمشاركة والتطور، والعمل في قطاع جديد كلياً ليس في الإمارات وحسب، بل على مستوى العالم العربي، وهو بمثابة نقلة نوعية لشراكة المرأة في التنمية الوطنية الشاملة، وحافز لبناء جيل جديد قائم على المعرفة».

هند النقبي، مدير تشغيل مفاعل
هند النقبي، مدير تشغيل مفاعل

من جهتها، تقول هند النقبي، مدير تشغيل مفاعل، «نجحت الكفاءات النسائية الإماراتية في المساهمة بتحقيق رؤية الإمارات في مجال تنويع مصادر الطاقة، وهذا الأمر لم يكن ليتحقق لولا فرص التعليم والتدريب في أرقى المؤسسات الأكاديمية ومحطات الطاقة النووية حول العالم، وهو ما أسهم في التأسيس لجيل جديد من الكفاءات الوطنية النسائية الشابة التي ستحمل على عاتقها مسؤولية تطوير الأجيال القادمة، وتمكن المرأة من لعب دور رئيسي في مختلف القطاعات الاقتصادية والتقنية، ليس على صعيد الطاقة النووية وحسب بل لتمتد إلى مجالات استراتيجية أخرى».

شمسة أحمد، مدير تشغيل مفاعل
شمسة أحمد، مدير تشغيل مفاعل

شمسة أحمد، مدير تشغيل مفاعل، تضيف «أثبتت الإماراتية جدارتها في قطاع الطاقة النووية، خاصة خلال التحدي الجديد الذي يواجهه العالم أجمع والمتمثل في انتشار فيروس «كورونا»، إذ نجحت هي وزميلاتها في المساهمة بتحقيق الإنجازات وفق الجدول الزمني المحدد، ومن دون أي تأثيرات لانتشار الفيروس بفعل العزيمة والإصرار إلى جانب الاحتياطات الاستباقية المحكمة التي تم اتخاذها في موقع المحطات». 
وتواصل الحديث، قائلة «إن تكريس يوم الثامن والعشرين من أغسطس الذي أعلنته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، يوماً للمرأة الإماراتية من كل عام يعكس إنجازات المرأة بفضل دعم سموها وتمكينها في كافة المجالات».

مشغلو المفاعل خلال أداء مهامهم في غرفة التحكم الرئيسية في المحطة الأولى
مشغلو المفاعل خلال أداء مهامهم في غرفة التحكم الرئيسية في المحطة الأولى

وتعلق هند الزيودي، مشغل مفاعل، «استطاعت الإماراتية أن تتبوأ مكانة مرموقة في قطاع الطاقة النووية مما جعلها شريكاً مهماً وفاعلاً في تطوير هذا القطاع الحيوي، ومن خلال العمل في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وذراعها التشغيلي شركة نواة للطاقة، نجحنا في المساهمة بتعزيز دور المرأة الإماراتية ومشاركتها الفاعلة في التنمية المستدامة، مستفيدين من برامج التدريب والتطوير والتأهيل لرفد القطاع بكوادر وطنية متميزة تعمل على تنفيذ مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية طبقاً لأفضل الممارسات وفاعلية الأداء».

خبرات إماراتية وعالمية في غرفة التحكم الرئيسية في المحطة الأولى
خبرات إماراتية وعالمية في غرفة التحكم الرئيسية في المحطة الأولى

وتلفت سارة الخوري، مدير تشغيل مفاعل، إلى أن إنجازات المرأة الإماراتية في هذا القطاع تحققت بفعل «الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لها، والذي ترجمته مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها بإسناد مناصب قيادية مهمة في قطاع الطاقة النووية السلمية على مختلف المستويات الإدارية والتنفيذية والتقنية للمرأة الإماراتية، الأمر الذي مكننا من التقدم والإنجاز جنباً إلى جنب مع الرجل في هذا القطاع الذي يتمتع بأهمية استراتيجية في الدولة والمنطقة على حد سواء».