19 سبتمبر 2020

ما سر القرية المدفونة في قلب صحراء الشارقة؟!

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

ما سر القرية المدفونة في قلب صحراء الشارقة؟!

عندما تكشر الطبيعة عن أنيابها يقف الإنسان بكل إمكاناته وقدراته عاجزاً أمامها، فمن محيط قرية الغريفة في منطقة المدام بالشارقة، يوثق التاريخ حكاية تلك البقعة المعروفة بـ «القرية المدفونة» بعد أن غمرتها رمال الصحراء وحولتها إلى مكان محاط بالأساطير والخرافات، التي باتت تنتشر بين الأهالي الذين يعيشون بالقرب منها، فعندما قصدنا «الغريفة» وحاولنا تقصي بعض المعلومات عنها نصحنا البعض بالتراجع وعدم الاقتراب كونها مسكن «الجن» كما يعتقدون ومقصداً للباحثين عن المتاعب، دفعنا ذلك إلى الإصرار على تكملة الرحلة لتقصي الحقيقة التائهة بين الأساطير والحكايات.

ما سر القرية المدفونة في قلب صحراء الشارقة؟!
تصوير: السيد رمضان

استقبلتنا الرمال التي أغارت على القرية ولم تترك منها سوى بقايا أطلال لـبيوت دفن بعضها تحت الرمال وأخرى على وشك الاختفاء، إضافة إلى مسجد لم تستطع الرمال غزوه كما فعلت بالأبنية الأخرى من حوله ورغم خلوه من رواده المصلين إلا أن مئذنته ما زالت شامخة ترشد من يأتي من بعيد عن مكان القرية وكأنها الشاهد الوحيد على ذكريات أهاليها، الذين حاولوا تحدي الطبيعة ومقاومة الرمال بزرع بعض أشجار الغاف، والسمر، والنخيل لتعمل كحائط الصد للرياح ولكن دون جدوى، حيث أبت الرمال لأن يكون هناك حل لهؤلاء سوى رحيل الأهالي والبحث لهم عن طوق نجاة يحميهم من غدر الطبيعة وتقلباتها.

ما سر القرية المدفونة في قلب صحراء الشارقة؟!
تصوير: السيد رمضان

انتهت مهمتنا في قرية «الغريفة» بعد أن زرنا البيوت التي خلت من سكانها إلا أن جدرانها تظل شاهداً على أحداث وقصص من كانوا يعيشون في هذا المكان، وعندما هممنا بتوديع القرية لاحظنا سيارة تقل مجموعة من السياح، الذين قصدوا المكان لزيارته والتعرف إلى قصته وحكاية من كانوا يعيشون في قلب الصحراء، التي مهما قست تظل مقصداً للباحثين عن جمال الطبيعة وأسرارها.

ما سر القرية المدفونة في قلب صحراء الشارقة؟!
تصوير: السيد رمضان

دعت مؤسسة الشارقة للفنون الأشخاص إلى تقديم جميع المواد البصرية والأدبية والصوتية التي تتعلق بتاريخ القرية في إطار مشروع بحثي يوثق التاريخ العمراني والإنساني لـ «لغريفة»، وتبحث المؤسسة عن أي مواد متعلقة بتاريخ القرية وذكريات السكان السابقين ويمكن أن تتضمن المواد المقدمة: ذكريات مكتوبة أو مسجلة، صور فوتوغرافية، مخططات معمارية، أو أية معلومات أو مواد أخرى ذات صلة، والتي يمكن تسليمها عبر الموقع الإلكتروني للمؤسسة، وتهدف المؤسسة من خلال هذا العمل إلى إنشاء أرشيف كبير عن التراث في إمارة الشارقة.

وقد قام أحمد البيرق بتصوير القرية مستخدمًا "الدرون" ونشر المقطع على حسابه الخاص على إنستغرام فتهافتت عليه التعليقات إعجابًا بجمالها وتاريخها المثير.

 

مقالات ذات صلة