كانت تجربة «كوفيد 19» فرصة للعديد من الأشخاص لاختبار أفكار جديدة وتحويلها لمشاريع تواكب المرحلة وتلبي طموحاتهم.
هذا ما تمكنت رائدة الأعمال الإماراتية هدى بلال عبد الله، صاحبة مشروع صالون «جلام باي ذا وي» المتنقل للسيدات، أن تترجمه على أرض الواقع عبر حافلة بلون وردي، مستغلة شغفها لمستحضرات التجميل وعشقها للون الوردي لتقدم خدمات مختلفة للباحثات عن الراحة وتوفير الوقت والمال ، وتجربة مميزة وآمنة في عالم التجميل.
"صالون «جلام باي ذا وي» ليست تجربتي الأولى"
لم تكن فكرة مشروع هدى وليدة اللحظة، بل هي نتيجة متوقعة لحبها لمستحضرات التجميل وحلم طفلة كانت ترغب بامتلاك سيارة وردية اللون بقي يراودها فترة طويلة من الزمن، وجدت نفسها قريبة من تحقيقه بعد أن تمكنت من إيجاد حافلة بلون وردي لتكون فكرة لتأسيس صالون متنقل، تقول «لم تكن تجربتي الأولى، وكنت قد أسست لعدة مشاريع صغيرة، لم أستمر لفترة طويلة بسبب انشغالي بالدراسة وعدم وجود دعم مادي كاف، فلم يكتب لها أن تستمر، منها مشروع لبيع مستحضرات التجميل وآخر للرموش وبنفس الاسم (جلام)».
العمل في ظل كورونا
تماشياً مع ظروف انتشار جائحة «كورونا» ورغبة النساء الدائمة بالاهتمام بجمالية بشرتهن التي افتقدنها لفترة طويلة وخوفهن من ارتياد صالونات ومراكز التجميل، وظفت هدى فكرة الصالون «حرصت على تقديم خدمات متنوعة بصالون متنقل بفكرة غريبة وجذابة، متبعين أقصى درجات السلامة بالحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي وقياس درجة الحرارة باستمرار، وإجراء فحوص «كورونا» للموظفات بين الحين والآخر واستخدام أدوات للاستعمال لمرة واحدة وإشرافي المباشر على عملية التعقيم».
أحرص على توفير علاجات مصنوعة من عناصر طبيعية أعدها في المنزل بنفسي
ولمعرفتها الجيدة بمتطلبات نجاح المشروع، فقد حرصت هدى على أن تقدم خدمة ترضي بها الزبونات وتشجعهن على الإقبال على الخدمات التي تقدمها باستمرار «توفر الأيدي العاملة بشكل كبير نتيجةً لإغلاق الكثير من مراكز التجميل أبوابها، ساعدني على اختيار الموظفات بدقة عالية، خبيرتان لتقديم خدمات العناية بالأظافر وخبيرة مساج وأخرى للعناية بالشعر، أحرص على توفير علاجات مصنوعة من عناصر طبيعية أعدها في المنزل بنفسي أو استخدام بعض المنتجات المصنوعة من مواد عضوية مثل الصبار والثوم والعسل خاصةً المستخدمة للأطفال والفتيات الصغيرات، كما نعمل على تقديم خدمات لحفلات الأعراس وأعياد الميلاد تشتمل على تزيين الباص وتجهيز الكيك والحلويات والورود وكل ما يشعر الزبونة بالراحة ويدخل لقلبها السعادة.
باشرت بالعمل على المشروع بكافة تفاصيله بدءاً من تصميم الشعار والديكور واختيار المنتجات والأدوات بدقة وعناية فائقة، ساعدني على ذلك الوقت الذي حظيت به بسبب الإجازة المدرسية لكوني معلمة رياض أطفال».
وعن الصعوبات التي رافقت تأسيس المشروع، تضيف «ساعدتني عضوية مؤسسة محمد بن راشد لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الحصول على خصومات لرسوم التراخيص والمشاركة في دورات تدريبية لريادة الأعمال، وبمساعدة القرض البنكي تمكنت من تجاوز الصعوبات المادية لتوفير مبالغ شراء الحافلة واستحصال التراخيص وتوفير أجور الأيدي العاملة لشهرين مسبقاً بسبب توقف العمل خلال الفترة الأولى من أزمة الفيروس».
التشجيع والدعم الذي حظيت به هدى من جميع أفراد أسرتها شجعها على الإصرار للوصول للنجاح «وقوف زوجي إلى جانبي في الفترة الأولى ساعدني على اجتياز عقبة الإحساس بالفشل، بالإضافة إلى دعم والدي الفنان بلال عبد الله من خلال الترويج لمشروعي على صفحته ساعد مشروعي على أن يكون معروفاً عند الكثير من الأشخاص، بعد ذلك بدأت بالترويج له من خلال صفحة خاصة على الانستغرام خصصتها للمشروع، وكانت أولى زبائني هي صديقتي المقربة التي شجعتني على الاستمرار».
تضيف «بدأنا بتقديم خدماتنا في مختلف مناطق دبي وصولاً لجبل علي، وبسبب الطلبات الكثيرة والمستمرة عملت على توسيع الخدمات لتغطي إمارتي الشارقة وعجمان، وأطمح إلى زيادة نطاق عملي بشاحنات أكبر من حيث الحجم لتوفير مساحة أوسع تشمل زيادة في عدد الخدمات والموظفين وتوسيع نطاق الخدمة لتصل إلى الإمارات الأخرى من الدولة».
تصوير: السيد رمضان