تلقت شرطة ولاية أوتار براديش الهندية شكوى من أحد الأطباء يدعي فيها على رجلين باعاه مصباح علاء الدين السحري بمبلغ وقدره خمسة عشر مليون روبية ولم يتمكن من إظهار جني المصباح رغم أنه كان قد ظهر أمامه في منزلهما.
وكان الرجلان قد باعا الطبيب مصباحاً قالا بأنه سيجلب له الصحة والثروة فدفع لهما مبلغ 21584 دولاراً كقسط أول من قيمته البالغة خمسة عشر مليون روبية أي ما يزيد على الـ 201 ألف دولار أملاً بأن يستعيد أضعافه بعد أن يفرك المصباح مرة ويحقق أمنياته بالثروة والجاه!
وأوقفت الشرطة الرجلين بتهمة الاحتيال على الطبيب وبيعه «مصباح علاء الدين»، لكنها لم توقف الطبيب بتهمة الحمق وما قد يجره على مرضاه، ولم تشتبه بوعي الطبيب الذي تدرج في التعليم لما يزيد على ثمانية عشر عاماً كان المحتالان خلالها يجوبان الطرق بلا هدف.
لقد سقط الطبيب ضحية خدعة، أقل ما يمكن أن يقال عنها بأنها رديئة لدرجة الضحك!
ورغم أن الحيلة لم تكن أقوى من علمه والكذبة كانت مكشوفة، لكنها جعلت الطبيب لا يتردد لوهلة في تقديم ذلك المبلغ الكبير لهما، ورغم أن حكاية المصباح قصة غير واقعية يعرف أي طفل بأنها محض خيال، وبأنه لو كان هناك مصباح سحري حقيقي قادر على منح البشر المال والصحة، فلن يبيعه الرجلان ما دام يمكنهما الحصول عليهما لنفسيهما، لكن الطبيب وقع في الفخ بسهولة وبدون أن يبذل الرجلان جهداً يذكر.
كان إغواء الطبيب سهلاً، فكأن فن الإغواء، الذي يعبر به روبرت غرين مؤلف كتاب 48 قانوناً للقوة، عن قدرته على أن يغلب الإنسان وتسهيله لإيقاع أكثرهم نفوذاً وسطوة، هو بالفعل أقوى من قدرات التعليم وأشد إقناعاً من كتب الجامعات وأدمغة المتعلمين فيها.
كانت خطة هذين المحتالين في استدراج الطبيب إلى منزلهما لا تحتاج إلى كثير من الوقت أو التفكير، لأنهما استدعياه طالبين منه معالجة والدتهما أو من ادعيا بأنها والدتهما لأنها اختفت عن الأنظار بعد انكشاف الحيلة. وسارت خطتهما كأية خطة ناجحة، واستمرت فترة معالجة الطبيب للمريضة الوهمية لما يزيد على الشهر، لم يتمكن خلاله وبصفته طبيباً من اكتشاف كذب المريضة التي لم تعاني مرضاً لكن الرجلين تمكنا من خداعه وبدلاً من أن يفضح سذاجتهما انطلت عليه الخدعة ووقع في شباكها.
إن قراءة خبر كهذا، وأخبار أخرى تشبهه مثل احتيال رجال على نساء وإقناعهن بصرف مبالغ طائلة مقابل وعود وهمية بالزواج، يلفت انتباهنا إلى أنه في غياب الوعي لا يعود للتعليم دور مجد، فتعلم القراءة والكتابة لا يكفي لمحو الجهل الداخلي ولا تزال حاجة المجتمعات لمزيد من التوعية أكثر من حاجتها لمزيد من المدارس.
إن الكارثة الأكبر كانت بما كشفه مسؤول في الشرطة المحلية عن أن هذين الرجلين لم يقوما بخداع الناس لأول مرة، بل هما مشتبه بهما بخداع عائلات أخرى بطرق مماثلة، أي أنها لم تكن المرة الأولى، ولم يكن الطبيب هو الشخص الأول الذي ابتلع الطعم وسقط في حفرة الخديعة!