16 يناير 2021

حمدة آل على تروي لنا قصة انضمامها للعمل في القيادة العامة لشرطة دبي

محررة في مجلة كل الأسرة

حمدة آل على تروي لنا قصة انضمامها للعمل في القيادة العامة لشرطة دبي

رغبتها بتحقيق حلم والديها وشغفها بالمواد العلمية حدد مسير توجهها لدراسة الهندسة التي لم تتأكد من ماهية نوع التخصص الذي ستختاره، ولكن بعد بحث وتفكير وقراءة اختارت الكهرباء لتتخرج في الجامعة الأمريكية في الشارقة وتنضم للعمل في القسم الجنائي في القيادة العامة لشرطة دبي..

هي مساعد خبير مهندس حمدة ماجد سعيد آل علي التي أطلت بنا على أهم محطات طفولتها ودراستها وطبيعة عملها في القسم الهندسي الجنائي وطموحها، فكانت مثالاً للمرأة الإماراتية التي وقفت إلى جانب أخيها الرجل لتسجل النجاحات خلال فترة وجيزة في سباق مستمر مع عمر الدولة الفتية. 

حمدة آل على تروي لنا قصة انضمامها للعمل في القيادة العامة لشرطة دبي

حدثينا عن النشأة وما العوامل التي أسهمت في تكوين شخصيتك؟

نشأت وتعلمت في إمارة أم القيوين لأسرة تهتم بالتعليم وتسعى لضمنا للمجالات العلمية الجامعية باختيار تخصصات محددة مثل الهندسة والطب، فوالدي يميل للمجال الهندسي، ترتيبي وهو الأول بين إخوتي حملني مسؤولية السعي للاجتهاد والتفوق لأكون قدوة لهم، كما أن تميزي في المواد العلمية ووجودي ضمن بيئة مدرسية محفزة شجعني على الانخراط في هذا الاتجاه والعمل بشكل كبير على المشاريع العلمية والمشاركة في المسابقات، إضافة إلى حبي الشديد لمادتي الفيزياء والرياضيات. هذا التوجه رسخ في مخيلتي ومنذ الصغر أن أكمل تعليمي في المجال الهندسي بعد أن أنهي دراستي لكني لم أحدد أي مجال منها، بعد القراءة والبحث والاستقصاء حددت اتجاهي لدراسة الهندسة الكهربائية وكان القرار الالتحاق بالجامعة الأمريكية في الشارقة. 

وما الذي قادك إلى قسم الهندسة الجنائية؟

بعد التخرج بدأت بالبحث عن فرصة عمل في أكثر من مكان ضمن تخصص دراستي وكانت شرطة دبي هي إحدى هذه الجهات. لم أكن أتوقع وجود علاقة تربط بين الهندسة الكهربائية والمجال الجنائي، تعرفت من خلال المقابلة التي أجريت لي قبل انضمامي للعمل الى أنه سيكون ضمن المجال الهندسي وليس بالبعيد عنها بكثير مما أثار اهتمامي وبدأت بالبحث والقراءة عن علاقة الهندسة بالمجال الجنائي وما هي الحوادث الكهربائية، وزاد ذلك من اهتمامي بسبب شغفي بالعمل الميداني الذي طالما كان يثير اهتمامي.

حوادث الصعق الكهربائي تثير مخاوفي لأنها أكثر الحوادث خطورة

هل أثار العمل في القسم الجنائي مخاوفك تجاه تعاملك مع حالات الوفاة؟

عدم فهمي لطبيعة العمل والتعامل مع الحوادث سبب لي التوتر بدايةً وهذا الأمر طبيعي لكل شخص، بعد صدور قرار انتسابي تدربت لفترة 40 يوماً تمكنت بعدها من التعايش مع أجواء التحقيقات بعد أول قضية عملت عليها إلا أن حوادث الصعق الكهربائي تبقى تثير مخاوفي لأنها أكثر الحوادث خطورة والتعامل مع الكهرباء أصبح أمراً ضرورياً في مختلف مفاصل حياتنا ولا يمكن الاستغناء عنها ونسبة النجاة من هذه الحوادث تكاد تكون شبه مستحيلة. 

حمدة آل على تروي لنا قصة انضمامها للعمل في القيادة العامة لشرطة دبي

هل لكِ أن تشرحي لنا طبيعة عملك في قسم الهندسة الجنائية، وهل للعمل الميداني نصيب كبير منه؟

عملنا في قسم الهندسة الجنائية يبدأ منذ انتقالنا إلى أماكن الحوادث في إمارة دبي كما يتم الاستعانة بنا في إمارات أخرى إذا تأكد أن للحادث أبعاداً هندسية، نجري الفحوصات اللازمة على حسب نوع الحادث، وإذا ما تطلبت القضية استخدام أجهزة نقوم بأخذ العينات ليتم فحصها في المختبر وبعد الحصول على النتائج نقوم بكتابة التقرير الفني ومن ثم تسليمه للجهات المختصة، فهو عمل ميداني أكثر منه مكتبي، يعتمد العمل على نوع الحادث إذا كان كهربائياً أو ميكانيكياً أو جراء أدوات المواقع الإنشائية، نعتمد في إجراء الفحوصات أحدث الأجهزة لتكون التقارير معتمدة ونسبة الخطأ فيها غير واردة.

ما الحالات التي تتصدر مشهد قسم الهندسة الجنائية؟

أكثر الحوادث التي ترد قسم الهندسة الجنائية هي حوادث سقوط العمال في المواقع التي لا تزال قيد الإنشاء ولها أسباب مختلفة ومتنوعة لكن الغالب منها نتيجة عدم الالتزام بارتداء عدة الأمن والسلامة أو ارتداء العدة التي لا تتناسب وطبيعة العمل الذي يقوم به العامل أو سقوط الأدوات أو العدد على العمال أثناء العمل.

ما أبرز القضايا التي عملت عليها وتركت أثرها فيكِ؟

بسبب تخصص عملي في الحوادث التي لها علاقة مع الكهرباء تكون حوادث الصعق هي الأكثر عدداً، والكثير منها لأسباب لم ترد في مخيلة الشخص، أحزن لأن فرصة النجاة منها قليلة وتتسبب في وفاة الشخص مباشرةً، أكثر حادث بقي عالقاً في ذهني هو وفاة شخص بسبب تغييره التمديدات الكهربائية للغسالة ليمنع الآخرين من استخدامها مما تسبب في صعقه وكانت سبباً في وفاته. 

حمدة آل على - حوار مع مجلة كل الأسرة

هل لإهمال الآباء والأمهات سبب رئيسي في الحوادث التي يتعرض لها الأطفال؟

بالتأكيد أن أكثر حوادث الأطفال التي تصل للقسم تكون نتيجةً لإهمال الآباء وتغافلهم عن إجراء الصيانة الدورية لأجزاء المنزل أو التعامل مع الأشخاص غير المختصين أو إجراء الصيانة بشكل غير دقيق وآمن وترك الأطفال قرب شرفات ونوافذ البنايات دون رقابة خاصةً بالنسبة للأطفال في عمر 3 أو 4 أعوام.

كيف ترصدين تقبل الجهاز الشرطوي وجود العنصر النسائي في مجال جديد ومختلف على المرأة الإماراتية؟

يضم قسم الهندسة الجنائية في شرطة دبي الكثير من الأشخاص المتفوقين، تلمست منهم دعماً وتشجيعاً كبيرين على إتمام الدراسات العليا، ونعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق الأهداف في القضايا والحوادث التي نعمل عليها، كما أفخر بكوني المرأة الوحيدة في مجال الهندسة الكهربائية ضمن مؤسسة حققت نجاحاً محلياً وإقليمياً ما جعلها حلم وطموح كل من يسعى للتميز في المجال الشرطي والوظيفي. والمرأة  بشكل عام دخلت مختلف المجالات فلم تعد هناك أية فروقات أو عقبات أمام عملها بل أصبحت شريكاً ومنافساً قوياً للرجل ومن أصحاب الكفاءات والقوة ما جعلها ناجحة ومتميزة وعلى قدر المسؤولية.

*تصوير: السيد رمضان