المصممة الإماراتية حنان حسن: ابتكرت فكرة تطريز حلي الذهب التقليدي على المخور
لم تكن المصممة الإماراتية الشابة حنان حسن تتوقع أن رغبتها في ارتداء «مخور» من تصميمها ستفتح لها أبواب التمييز والتفرد في هذا المجال، فقد أثارت المخاوير التي كانت ترتديها قبل التحاقها بمجال الأزياء، فضول الكثيرات ممن أردن معرفة اسم مصممها أو مكان بيعها، ولاحظت انبهارهن عندما كن يعرفن أنها هي صاحبة تلك التصميمات، الأمر الذي دفعها لتطوير موهبتها، وأطلقت مشروعها «دار الياقوت»، مستلهمة الاسم من لقب جدتها لها بالياقوتة. وهكذا احترفت حنان مهنة تصميم المخاوير، وترجمت أذواق فتيات اليوم إلى موديلات فريدة من نوعها، تجمع بين أصالة التراث القديم، وحداثة العصر.
كان لنا لقاء مع مصممة المخاوير الشابة حنان حسن، لمعرفة طقوس الفتيات الإماراتيات من ناحية اختيار الأزياء اللاتي يحرصن على ارتدائها خلال التجمعات الرمضانية، والتي تعكس شخصيتها وهويتها في مثل هذه المناسبات السنوية.
تصمم حنان الأكسسوارات التراثية
حدثينا في البداية عن تميزك في مجال تصميم المخاوير؟
عشقي للزي الإماراتي التراثي جعلني أبدع في المجال، وأخلص في عملي لدرجة أنني حققت نجاحات لم أتوقعها في هذا الوقت القياسي، خاصة أنني فرضت شخصيتي قبل تخصصي في المجال، فقد أعجبت الأزياء التي كنت أرتديها من تصميمي الفتيات، لذلك لم أبذل جهداً في التسويق لأعمالي، لاسيما أن التصميم المميز يبقى في ذهن عاشقات الزي الإماراتي، وقد لاحظت تراجع اهتمام المصممات الشابات في هذا المجال، في الوقت الذي يتجدد فيه إقبال الفتيات على ارتداء المخاوير، فقمت بدمج بعض الأفكار العصرية بالزي التقليدي، وهذا ما جذب فئات عمرية صغيرة لتصاميمي، خاصة أنني أرسم التطريز بنفسي، وأحاول أنا أتابع كل جديد في أذواق الفتيات.
ما يميز بنات الجيل الجديد أنهن يفضلن ارتداء ما يعكس شخصياتهن
كيف تستقبل الفتاة الإماراتية شهر رمضان بأزياء تراثية؟
في المناسبات الوطنية، الأعياد، شهر رمضان، حتى في يوم الجمعة تحرص الفتاة الإماراتية على ارتداء المخور، وحتى من يترددن من الفتيات على دور الأزياء العالمية، فهذه عادات عندنا تعطي لحياتنا قيمة وخصوصية. كما أن التباهي بالزي الإماراتي التقليدي يزداد في شهر رمضان، خاصة أن طقوسه تعيد إلى الأذهان حياة الأوليين، واستحضارها يبدأ من الملابس، قبل أصناف الطعام والطقوس الأخرى، وما يميز بنات الجيل الجديد أنهن يفضلن ارتداء ما يعكس شخصياتهن، وأن تكون هناك بصمة جديدة حتى وإن كانت مستوحاة من التراث، فعلى الرغم من توقف بنات جيلنا عن ارتداء السروال المفصل تحت المخور، لكن كثيرات ما زلن معجبات به، وقد نجحت في تصميم أشكال مختلفة منه تناسب الأذواق كافة، فهن يرين أنه مناسب لشهر رمضان أكثر من المخاوير الأخرى، وأنه يجعلهن أكثر حيوية وبساطة.
أعادت حنان صيحة السروال مع المخور
كيف تمكنت من كسب ثقة الفتيات بهذه السرعة؟
كما ذكرت سابقاً، أنا عاشقة لعملي، وأتفنن في التطريز وأرسم بنفسي الأشكال المختلفة، وهناك كثيرات يعشقن ارتداءه ومن هنا تحدث «الكيمياء» فيما بيننا، فعلى سبيل المثال في بعض الدول الخليجية التي لم تعد تلتزم بالزي التراثي مثل الإمارات، هناك فتيات يطلبن مني تصميمات لمخاوير إماراتية، لأنهن يردن ذلك، وليس من أجل العادات والتقاليد، كما أنني لا أهدأ، وأبحث عن أفكار غير مسبوقة، فقد ابتكرت فكرة تطريز حلي الذهب التقليدي على المخور، لترتديه المرأة وتكون بكامل زينتها، فيتوهم الناظر أنها ترتدي الذهب الأصلي، وهذا التطريز أرسمه بنفسي، وقد أحدث ثورة كبيرة في عالم تصميم الأزياء الإماراتية، لكثرة الطلب عليه، حتى لدى دور الأزياء الأخرى التي سرقت فكرتي، ومع ذلك ما زلت أبدع بها كي أضيف شيئاً مختلفاً.
ارتداء الفتاة ووالدتها الرداء نفسه يعزز بقاء الزي الإماراتي
تحرص المرأة الإماراتية على الحفاظ على هويتها، وتورث هذه القيم لبناتها
كيف تساعدين الأجيال الحديثة على الاعتزاز بهويتهن؟
تحرص المرأة الإماراتية على الحفاظ على هويتها، وتورث هذه القيم لبناتها، ولكن في الوقت ذاته يمكن أن نعزز الأمر عن طريق مواكبة الصيحات العصرية بلمسة تراثية، من خلال اعتماد الألوان الهادئة وتصميم المخور على القمصان لارتدائه مع «الجينز»، وهذا يجعل الفتيات يقبلن على التمسك بهويتهن مع تتبع الموضة، كما أن هناك «موضة» ارتداء الفتاة وأمها التصميم ذاته والتقاط صور تذكارية، خاصة خلال شهر رمضان وفي المناسبات الأخرى، ومن الأفكار المبتكرة التي نفذتها تصميم الخوار على اللباس الخاص بالأطفال حديثي الولادة بطريقة مشابهة مع تطريز الخوار على ملابس الأم.
صممت حنان خوارًا مشابهًا لخوارها وهي طفلة
ما خططك ومشاريعك المستقبلية؟
أطمح إلى أن يصل اسم مشروعي «دار الياقوت» إلى العالمية، خاصة أنه لدي زبائن من دول عربية وأجنبية، ولو على سبيل الاحتفاظ بها لقيمتها، حتى إنني قمت بدمج صور بعض الشخصيات الأجنبية المشهورة كالموناليزا من باب الترويج للمخور عالمياً.
وبالنسبة للمشاريع الجديدة، أعمل على افتتاح صالون نسائي تراثي أطلقت عليه اسم «يادوه»، الجدة باللهجة الإماراتية، وقد صممته على شكل البيت الإماراتي القديم، وسيكون متخصصاً لنقش الحناء، حتى إنني صممت زي العاملات على الطراز التراثي، وكذلك تسريحة شعرهن، وأعمل من خلال هذا الصالون لأعزز تخصصي في مجالي وأتميز بعشقي للتراث الإماراتي.
تصوير: السيد رمضان
* الخوار هو التطريز حول فتحة الرقبة وعلى الصدر والأكمام في الثوب الذي يطلق عليه المخوّر.