11 يوليو 2021

إنعام كجه جي تكتب: نام ذكراً واستيقظ أنثى

صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس

إنعام كجه جي تكتب: نام ذكراً واستيقظ أنثى

قبل سنوات، كان الحديث عن التحول الجنسي من المحرمات. واليوم انتشر هذا النوع من العمليات في العديد من البلدان، شرقاً وغرباً، تحت اسم «تصحيح الجنس». يفحص الطبيب الشاب أو الشابة ويطلع على صور الأشعة وتقرير الطبيب النفسي ليتأكد من أن المريض جاء إلى الدنيا بجهاز تناسلي ملتبس، وهو بالتالي يحتاج لتدخل جراحي، أو لتناول عقاقير وهورمونات تعيده إلى السكة المناسبة لرغباته الطبيعية.

في 1972 كانت السويد أول دولة في العالم تسمح بالتحول الجنسي. وهي اليوم أول بلد يقرر مراجعة القانون الخاص بهذا الموضوع واتخاذ قرار بتعديله. ماذا حدث؟

الذي حدث هو تزايد الإقبال على عمليات تحويل الجنس في حين أن المولودين بخلل عضوي هم قلة نادرة بين المواليد. ففي عام 2018 جرى تشخيص 1859 حالة من حالات الولادة بخلل عضوي. فهل يترك الحبل على الغارب لكل من ينام ذكراً ثم يصحو ويقرر أن يكون أنثى، أو بالعكس؟ لاحظ المسؤولون في الجهات الصحية أن هذه العمليات باتت مثل الموضة بين المراهقين والمراهقات. فهل يمتلك الشخص غير الراشد ما يؤهله لاتخاذ قرار جذري مثل هذا؟

نقرأ في الصحافة شهادة سيدة سويدية تحكي فيها عن تجربة ابنتها جوهانا وهي تعرض صوراً عائلية للبنت تعزز روايتها، تقول «في سن الرابعة عشرة، قصت جوهانا شعرها قصيراً مثل الأولاد. ثم لاحظت أنها بدأت تربط صدرها برباطات عريضة لكي يصبح مسطحاً. لكن ابنتي لم تكن سعيدة، فقد غابت الابتسامة عن وجهها وأصيبت بمرض فقدان الشهية واستدعى الأمر رقودها في المستشفى. وفي تلك الفترة انتبهتُ إلى أنها تتابع مواقع إلكترونية خاصة بالتحول الجنسي. ولما فاتحتها بالأمر قالت بأنها تشعر في داخلها بأنها ذكر ولم تعد قادرة على احتمال جسدها كأنثى. لقد اتخذت جوهانا قراراً بالتحول إلى شاب وتقدمت بطلب لتغيير اسمها إلى كاسبر. لكن بعد سنتين من المعاناة، عند بلوغها سن التاسعة عشرة، قررت استعادة اسمها وخلعت ثياب الرجال وعادت أنثى».

قبل شهرين اتخذت إدارة مستشفى «كارولينسكا» قراراً بوقف إعطاء حقن هورمون الذكورة والأنوثة للمراهقين. إنه أعرق مستشفيات السويد والرائد في عمليات تحويل الجنس. كما أنه وثيق الصلة بالجهات التي تمنح جائزة «نوبل» في الطب. لقد اكتشف الباحثون أن رغبات هؤلاء اليافعين غير مؤكدة ولا مستقرة، وبينهم من يتراجع عن قراره ولكن بعد فوات الأوان. والأهم أن العلماء لاحظوا أن العلاج الهورموني يزيد احتمالات الإصابة بأمراض القلب والجلطات.

في العام الماضي ربحت شابة إنجليزية تدعى كيرا بيل دعواها ضد عيادة طبية في لندن لأنها وصفت لها علاجاً هورمونياً ثم سمحت بجراحة لاستئصال الثديين بشكل مستعجل، أي قبل أن تأخذ المدعية الوقت الكافي لاستيعاب ما سيحدث لها من تغيرات جسدية ونفسية. وفي العام الماضي، أيضاً، قررت فنلندا مراجعة قانونها الذي يبيح عمليات التحول لمن يشاء. وطبعاً، ارتفع صراخ الجمعيات المدافعة عن حقوق المتحولين واعتبروا تعديل القانون بمثابة: إلى الوراء دُرْ.