آدم درايفر وماريون كوتيار
في أكبر مهرجانات العالم حفلت الدورة 74 من مهرجان «كان» التي أقيمت ما بين السادس والسابع عشر من هذا الشهر بعدد متزايد من الأفلام التي فاقت في مجموعها ما تم اختياره في دورة العام الماضي التي تم اختزالها بعد أسابيع من حشد أفلامها المختلفة.
22 فيلمًا سينمائيًا
في سعيه البقاء على القمة بين كل مهرجانات العالم، حرص «كان» في هذه الدورة على تأكيد حضوره سواء برفع عدد الأفلام المتسابقة (22 فيلماً هذا العام بينما شهدت أعوام سابقة تراجعها إلى ما بين 16 و19 فيلماً فقط) أو عبر توفير العديد من الأفلام خارج المسابقة في نطاق عروض مفتوحة أو خاصة وتظاهرات عدة.
الأهم هو أن هذا الحراك القائم ليس في وارد أن ينتهي بانتهاء الدورة ذاتها ورجوع كل من حضر إلى بيته وعمله. فمن خلال إقامة هذه الدورة النشطة في هذا الشهر، عوض الموعد التقليدي في مايو، يضع «كان» نفسه قائداً لمجموعة المهرجانات المتتابعة. للإيضاح هنا، وجود المهرجان الفرنسي في الشهر الخامس أبعده عن المهرجانات الكبيرة من حوله. كان على بعد قرابة ثلاثة أشهر من برلين وعلى بعد شهرين من لوكارنو وثلاثة أشهر من ڤنيسيا. الآن هو في الشهر السابع عند انطلاق النصف الثاني من مهرجانات العالم. النصف الذي يبلور ما يعرف بـ «موسم الجوائز». وجوده بعيداً عن الزحام خدمه على نحو أقل عندما ننظر إلى عدد أفلامه التي استطاعت التوجه إلى الأوسكار الأمريكي بعد عرضها في «كان» في السنوات الأخيرة.
غالبية الأفلام الأجنبية الفائزة بالأوسكار خلال السنوات السبع الماضية من عروض مهرجان ڤنيسيا الأقرب، زمنياً إلى موعد الأوسكار والمقام في وسط موسم الجوائز ما أتاح لأفلامه الانتقال بسلاسة من المهرجان (الذي يقام في أواخر الشهر السابع والأسبوع الأول من الشهر الثامن) إلى العروض الاحتفائية السنوية في الولايات المتحدة التي يتوجها الأوسكار.
مواضيع متنوعة
كالعادة، تأتي أفلام هذه الدورة بمواضيع مختلفة بعضها ينبش في الماضي وبعضها يتناول شؤوناً نسائية وبعضها الآخر يزور الحياة التي طمح إليها البشر ولم يبلغوها. وفي أرجاء هذه الدورة، وكما هو معتاد أيضاً، الفيلم الروائي الحي، والفيلم التسجيلي وحفنة من أفلام الرسوم المتحركة.
فيلم الافتتاح
فيلم الافتتاح هو «أنيت» للمخرج الفرنسي ليوس كاراكس الذي يطمح لإيصال الفيلم إلى رواج احتفائي أوسع وربما لاستحواذ واحدة من جوائز المهرجان الكبرى. وهو من بطولة أدام درايڤر وماريون كوتيار. الفيلم هو ممارسة في الغريب والجانح من الأحداث وشخصياتها كما درجت عادة المخرج في بعض أفلامه السابقة (آخرها ما زال «هولي موتورز»، 2012)، يدور الفيلم الجديد حول «ستاند أب كوميدي» (درايڤر) الذي يبذل الكثير في سبيل النجاح لكنه ينظر إلى صديقته آن (كوتيار) نظرة حسد كون لديها شعبية أكبر بكثير من شعبيته.
هو يضحك الناس وهي تبكيهم بغنائها المؤثر والفيلم غنائي في قسم كبير منه. وكاراكاس زبون قديم لمهرجان «كان» إذ سبق له وأن عرض فيه خمس مرات من العام 1984 عبر «صبي يقابل فتاة» (خارج المسابقة) ثم «المنزل» (1997- خارج المسابقة) ثم «بولا إكس» (المسابقة- 1999) و«طوكيو» (قسم «نظرة ما» سنة 2008) ثم «موتورات مقدسة» (2012).
قضايا المرأة تحت الضوء
لقطة من فيلم Lingui
القضايا النسائية توفرت في العديد من الأفلام التي عرضت هنا. لم يجرؤ مهرجان «كان» (ولا العديد من المهرجانات الرئيسية الأخرى، نستثني ڤنيسيا) تجاهل الجماعات النسوية التي تضغط في سبيل التواجد على شاشة المهرجان أو خلفها (في لجان التحكيم). ليس فقط أن غالبية أعضاء لجنة تحكيم المسابقة من النساء، بل إن العديد من الأفلام المعروضة في المسابقة وخارجها نسائية التحقيق ولو أن هذا لا يمنع أن قضايا المرأة يعالجها الرجال جيداً كما الحال في فيلم محمد صالح هارون «لغويني» (Liguini) وفيلم المخرج التشادي محمد صالح هارون «لينغوي» هو عمل آخر متوج ببحثه في المرأة. يدور حول أم (أشواك أكبر سليمان) وابنتها (ريحان عليو) تواجهان مجتمعاً لا يرحم عندما تظهر عوارض الحمل على الفتاة (التي ما زالت دون السادسة عشرة).
يصاحب المخرج بطلتيه في وضع صعب لكنه صادق في بيئة من التقاليد الصارمة. بحث هارون في البيئات الإسلامية الإفريقية ملحوظ في أعماله السابقة مثل «فصل جاف» و«الرجل الصارخ» و«أبونا». لكن الفارق هنا هو أن بؤرته نسائية وليست رجالية كحال تلك الأفلام. والذي لفت أنظار مشاهدي «لينغوي» هو أنه يصور متاعب الأم عوض ما اعتادت عليه أفلام أوروبية وأمريكية من تركيز على معضلة الفتاة الحامل.
اقرأ أيضًا: 6 ممثلات يبهرن مهرجان «كان» السينمائي لعام 2021