دميانة نصار بطلة فيلم ريش
الضجة التي صاحبت فيلم «ريش» بعد فوزه بجائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان الجونة السينمائي. تلك الضجة كان سببها أن معظم الذين شاهدوا الفيلم استنكروا أن تذهب الجائزة إلى فيلم يتحدث عن رجل يتحوّل إلى دجاجة في بيئة فقيرة جداً. كثيرون غادروا الفيلم من دون إتمام مشاهدته معتبرين أنه فيلم «يسيء إلى سمعة مصر».
لا تخلو الضجة من الغرابة والانفعال. لقد سبق لأفلام مصرية حديثة أن تناولت أوضاعاً اجتماعية داكنة كما فعل «فتاة المصنع» لمحمد خان (2014) و«أخضر يابس» لمحمد حمّاد (2016) و«آخر أيام المدينة» لتامر السعيد (2016) و«زهرة الصبار» لهالة القوصي (2017) و«يوم الدين» لأبو بكر شوقي (2017) و«ورد مسموم» لأحمد شوقي صالح (2018)، دون أن تواجه بتهمة الإساءة إلى مصر.
فيلم «ريش»
الفيلم ليس جيّداً بقدر ما هو عمل مجتهد في تمييز نفسه بموضوع امرأة تجد أن زوجها تحوّل إلى دجاجة وصار عليها أن تدبر معيشتها وترعى أولادها وإطعام الدجاجة التي تعيش فوق سرير الزوجية.
فانتازيا؟ نعم لكن رسالتها الاجتماعية محددة بالبيئة الفقيرة جداً للعائلة كما بالموضوع المختلف عن المعتاد. استقبل الفيلم على نحو مبالغ فيه من قِبل النقاد الأجانب وبعض العرب، لكن بالنسبة للإساءة فإنها ليست سوى تهمة جاهزة تعلن عن نفسها من حين لآخر كلما خرج فيلم عن خط ما. ما هو مسيء في الواقع هو سيل أفلام الكوميديا والأكشن المصنوعة بلا مضامين اجتماعية والتي تتحدث عن تجارة المخدرات والجنس والأشرار على شكل أبطال وتنضح بالعنف.