المخرج خيري بشارة
هدأت الضجة التي تلت إعلان المخرج المصري داود عبد السيد الاعتزال من السينما.
هاج عدد كبير من المتابعين ومستخدمي الـ«سوشيال ميديا» وانقسموا بين من منح المخرج الحق في قراره وبين من لامه عليه. من يجب أن يُلام هم المنتجون الغائبون عن لعب دورهم المطلوب في إنجاز أفلام للمخرجين المختلفين عن السائد. أولئك الذين يريدون تحقيق أعمال تبقى خالدة وتتواصل مع عقول الناس وليس مع غرائزهم.
لكن ما العمل إذا كان المنتجون يحصون أموالهم مثل «تاجر البندقية» ولا يهمه إلا نوع واحد من الجمهور وهو الجمهور السائد؟
بالنسبة لرجال الأعمال السينما «بزنس»، ولدت هكذا ويجب أن تبقى هكذا.
هذا ما أثّر سلباً في داود عبد السيد الذي وجد نفسه بلا عمل.
وسابقاً ما أثر في عدد آخر بعضهم استجاب للضغط (مثل حسين كمال الذي اعتقد أن ما سيقطفه من «أبي فوق الشجرة» يزيد عما قطفته أفلامه السابقة عندما طرح نفسه مخرجاً بديلاً).
المخرج المصري داود عبد السيد
المخرج محمد خان
حدث ذلك مع الراحل محمد خان الذي أنجز نجاحات رائعة في السبعينات والثمانينات، ثم خف إيقاع عمله ليجد نفسه غير قادر على تحقيق ما يريد في التسعينات وفي العقد الأول من هذا القرن.
النتيجة أن أفلامه تباعدت في هذه الفترة.
المخرج خيري بشارة
واجه السينما التجارية بأفلام واعدة، من بينها «العوامة 70»، لكنه بعد سنوات حاول إمساك العصا من الوسط وفي بادئ الأمر نجح («آيس كريم في جليم») ثم انحسرت الأضواء عنه.
هذا هو مصير الفنانين في السنوات الثلاثين الأخيرة، للأسف الشديد.