24 مارس 2022

من هي «لويز تايلور»؟ وكيف استغلت بريتني سبيرز؟

كاتبة صحافية

من هي «لويز تايلور»؟ وكيف استغلت بريتني سبيرز؟
بريتني سبيرز

بعد قرار المحكمة برفع الوصاية عن بريتني سبيرز، تتوجه أصابع الاتهام إلى مديرة أعمالها السابقة لويز تايلور التي تسلقت على أكتاف نجمة الاستعراض الأمريكية.

فقد استغلت نفوذها على المغنية المنهارة نفسياً وجمعت ثروة نقلتها من محاسبة بسيطة إلى مديرة لأعمال عدد من مشاهير الفنانين في لوس أنجلوس.

من هي لويز التي اشتهرت باسمها المختصر: لو؟

لويز تايلور
لويز تايلور

حين سئلت فيليسيا كولوتا، المساعدة السابقة لبريتني سبيرز، عن رأيها في لو تايلور، أجابت بعبارة واحدة موجزة «هذه المرأة لا أقترب منها. إنها قادرة على أن تلوكني بأسنانها ثم تبصقني بعد ذلك».

جاءت هذه العبارة لدى استجواب فيليسيا في الفيلم الوثائقي الذي عرضته منصة «نتفليكس» عن محنة بريتني سبيرز.

إن لو تايلور هي اليوم اسم معروف في الولايات المتحدة باعتبارها مديرة أعمال عدد من نجوم الغناء والاستعراض.

وقد زاد اسمها تردداً منذ الخريف الماضي، أي منذ أن صدر قرار برفع الوصاية التي كانت مفروضة على سبيرز، وهي وصاية يبدو أن تايلور لعبت دوراً حاسماً فيها وبفضلها جمعت الكثير من المال وشيدت لنفسها شهرة ذهبية لدى زبائن جدد من أصحاب الملايين.

استغلت نجمة الاستعراض و جمعت ثورة من ورائها

من هي «لويز تايلور»؟ وكيف استغلت بريتني سبيرز؟

تبلغ لو تايلور من العمر 56 عاماً، وهي في الأصل من نيويورك، كانت في السابق محاسبة قبل أن تنتقل إلى فلوريدا، قبل 25 عاماً، وتدخل مجال إدارة أعمال الفنانين كموظفة براتب شهري. وفي مقابلة لها مع مجلة «فاريتي» نشرت عام 2017، قالت «لقد وقعت في هوى إدارة الأموال الشخصية والمهنية للفنانين وبالأخص تنظيم الجولات الاستعراضية لهم. إنها مهنتي وهوايتي».

في عام 1992 أسست تايلور وكالتها الخاصة تحت اسم «تري ستار»، وكان زبائنها الأوائل ثلاثة من أبطال الرياضة. وبعد أقل من عشر سنوات افتتحت مكتباً لها في ناشفيل، بولاية تنيسي، ووقعت عقداً مع مغنيات لما يسمى بموسيقى القرية «كانتري ميوزيك».

كانت تكتب لزبوناتها وصولات تسلم المكافآت وتساعدهن في ملء استمارات دائرة الضرائب، وأحياناً تنصحهن في بعض الاستثمارات البسيطة وتنظم لهن جولات غنائية في الأقاليم. وتوسعت أعمال لو تايلور بحيث إنها افتتحت مكتباً في لوس أنجلوس، عاصمة الفن والسينما، عام 2008.

من هي «لويز تايلور»؟ وكيف استغلت بريتني سبيرز؟

في تلك السنة بدأ الصعود الحقيقي لوكيلة الفنانين، وهي السنة التي بدأ فيها الانهيار التدريجي لمغنية «البوب ميوزيك» بريتني سبيرز. كانت بريتني نجمة ساطعة خلال السنوات العشرين التي سبقت ذلك التاريخ. رزقت بطفلين لكن الأمومة لم تنتشلها من المعاناة والضغوط التي يتعرض لها نجوم الصف الأول.

وبدل أن تقف بجانبها وتدعمها نفسياً فإن تايلور كانت تواصل تعنيف المغنية وتتهمها بأنها مدمنة.

وقد وجدت الصحف في تلك المعاناة فرصة للتربح ونشر التقارير عن الاضطرابات النفسية التي تمر بها سبيرز، ومنها أن طفلها سقط من بين يديها أو أنها حلقت شعر رأسها.

وطبعاً جرى إرسال «البابارازي» لكي يترصدوا المغنية في حياتها الخاصة، ليل نهار، ووراء جدران بيتها، مستخدمين كاميرات مزودة بأعقد العدسات المقربة.

إنها السنة التي تقدم فيها والد المغنية بطلب للحجر على ابنته ووضعها تحت وصايته، وهي وصاية يقرها القانون في حالة الأشخاص غير القادرين على رعاية أنفسهم وإدارة شؤونهم الخاصة. وهكذا وجدت النجمة نفسها محرومة من اتخاذ القرارات الخاصة بها مهما كان نوعها، من التصرف بأموالها وحساباتها في البنوك إلى حقها في تناول حبوب منع الحمل.

انهيار بريتني سبيرز
انهيار بريتني سبيرز

تولى الأب الوصاية على ثروة ابنته وحياتها الشخصية مسلحاً بفريق من كبار المحامين والمديرين. وكان من بين هؤلاء المديرين لو تايلور، وكيلة الفنانين التي كانت بريتني أصلاً من زبائنها.

ويقال إن المغنية كانت قد استدانت من مديرة أعمالها مبلغ 40 ألف دولار حسبما جاء في تحقيق نشرته «نيويورك تايمز».

هل كان جيمس سبيرز، والد بريتني، مديناً لتايلور عندما تولى الوصاية على ابنته؟

ينفي محامي تايلور هذه المزاعم. فهل تهدف قرارات الوصاية إلى الحفاظ على مصلحة الشخص الذي يفقد أهليته أو قدرته على صون ممتلكاته والتصرف بحياته، أم أنها قرارات تحركها مصالح مديري الأعمال؟ وبعبارة أخرى: هل استفادت لو تايلور من وضع بريتني تحت الوصاية واستغلت الوضع لجني الأموال؟

هذا هو السؤال الذي عكف عليه ماثيو روزنجارت، محامي المغنية، وهو ما زال يحقق في خلفيات شركة «تري ستار» التي تملكها تايلور والتي انتهى تعاقدها مع عائلة سبيرز قبل عامين.

وفي الخريف الماضي تقدم المحامي بطلب قضائي يسمح له بالاطلاع على كافة حسابات الشركة خلال السنوات الماضية. وحال تلقيهم الطلب سارعت تايلور وفريقها إلى تقديم طلب مضاد أمام المحكمة برفض الاطلاع على الحسابات.

أما والد المغنية ووالدتها فلم يشككا في التقارير التي كانت «تري ستار» ترسلها لهما سنوياً خلال وصايتهما على بريتني.

مع والدها
مع والدها

لم تهدأ الشكوك المحيطة بلويز تايلور، بل زادت حدة. فبعد فترة وجيزة من وضع المغنية تحت الوصاية، قرر والدها إرسالها في جولة غنائية تتضمن 97 حفلاً واتفق مع «تري ستار» على تنظيم تلك الحفلات وإدارتها. ووسط المعمعة، تم فتح حساب لبريتني في شركة «سنونبريدج» للاستثمار، وهي شركة تملك لو تايلور نصف أسهمها.

وجرت عمليات أخرى مشبوهة من هذا النوع بحيث كانت المغنية تدور مثل «حمار الناعور» ولا تتوقف عن الجولات الغنائية وإلى جانبها أصدرت ثلاث أسطوانات.

وما بين 2013 و2017 أقامت في لاس فيجاس حيث قدمت 250 حفلاً استعراضياً، أي ما يعني بيع مليون تذكرة وتحقيق حصيلة بلغت 100 مليون دولار.

كم كسبت تايلور من الصفقات التي تجري تحت الطاولة ومن نفقات التعاقد مع المساعدين وفواتير الخدمات الجانبية وعمولات الوسطاء؟

لقد رفضت هي ومحاميها الرد على هذا السؤال أو تقديم أي أرقام. لكن محرر «النيويورك تايمز» يؤكد أنها حصلت على 5 في المئة دون تبرير لتفاصيل هذا المكسب بشكل واضح.

والحقيقة الوحيدة هي أن تايلور حققت أرباحاً ضخمة خلال 13 عاماً من وضع بريتني تحت الوصاية. أما محامي المديرة المالية فيدافع عنها بالقول إنها خدمت المغنية بكل إخلاص وساعدتها في بناء شهرتها وفي تكوين ثروة بلغت 60 مليون دولار.

«السيطرة على بريتني سبيرز»

من هي «لويز تايلور»؟ وكيف استغلت بريتني سبيرز؟

في ربيع 2021، وقفت بريتني سبيرز أمام محكمة لوس أنجلوس لتطلب رفع الوصاية عنها. قالت للقاضي إن الوصي عليها ومديرة أعمالها كانا يجبرانها على العمل بدون هوادة. ورغم جولاتها الغنائية المرهقة فإنهما واصلا اتهامها بأنها لا تنشط بما فيه الكفاية وبسوء النية.

وكانت تلك حجة لإعطائها المزيد من العقاقير القوية التي تساعدهما في السيطرة عليها. إن المغنية تتهم عائلتها والمحيطين بها بأنهم حولوها إلى ماكينة لضخ النقود، تبعاً لمصالحهم وخلافاً لإرادتها.

ونشرت المغنية رسالة على حسابها في «إنستجرام» جاء فيها أن والدتها ومديرتها وضعاها تحت المراقبة بمساعدة كاميرات ولاقطات للصوت، وكان هناك برنامج يتجسس على هاتفها، وهي معلومات أكدتها الصحفية سامانتا ستارك، مخرجة الفيلم الوثائقي الذي مولته صحيفة «النيويورك تايمز» بعنوان «السيطرة على بريتني سبيرز».

نفت شركة «تري ستار»، بلسان محاميها، كل تلك الاتهامات وقالت إن الشركة لم تقم سوى بدور المهندس الذي ينظم أمور الوصي الذي هو والد المغنية. لكن هذا لا يعني أن الشركة وصاحبتها لم يجنيا أموالاً من العملية.

وأقل ما يمكن قوله هو إن لو تايلور استفادت من تعاملها مع نجمة من وزن بريتني في تقوية سمعتها وفرض نفسها كواحدة من أمهر مديرات الأعمال في أوساط الفنانين. وبفضل تلك السمعة كسبت عقوداً مع نجوم من أمثال عائلة كارداشيان والممثلة بريانكا شوبرا جونز.

بل إن تايلور تحولت شخصياً إلى أيقونة في صناعة الترفيه ونموذجاً يحتذى لما يسمى بـ «الحلم الأمريكي»، أي البدء من لا شيء والتحول إلى مليونيرة. وفي عام 2019 اختيرت تايلور كأفضل مديرة أعمال من قبل «هوليوود ريبورتر».

ولم تتوقف الصحف عن نشر المقالات عنها وامتداح طموحها الذي أهلها لبلوغ القمة بدون أن تفقد إنسانيتها ولا حماستها في الدفاع عن قضايا المرأة العاملة في حقول الفن.

ولاستكمال صورتها المشرقة، اشتهرت تايلور بالكثير من التدين. وكانت قد أسست مع زوجها روب، في عام 2001، مجموعة دينية صغيرة في تنيسي تتبع الكنيسة البروتستانتية العالمية.

إن زوجها روب رجل دين، أي كاهن، وهي المسؤولة عن قضايا النساء داخل تلك الجماعة أو الطائفة. ومنذ ذلك الوقت فإن الدين يقترن بـ «البزنس» في حياة الزوجين وعلاقاتهما، وهو أمر استمر عند التعامل مع والد بريتني سبيرز.

فقد خرجت من رصيد المغنية عشرات الآلاف من الدولارات كتبرعات لعمل الخير ودخلت حساب جماعة مسيحية مقربة من الزوجين تايلور.

من هي «لويز تايلور»؟ وكيف استغلت بريتني سبيرز؟

وبحسب ما ورد في التقرير الصحفي فإن والد بريتني كان يدفع 10 في المئة من عائدات ابنته إلى الكنيسة التي يشرف عليها الزوجان، أي ما مجموعه 6 ملايين دولار. هذا دون أن يعلم أحد في ما إذا كانت صاحبة المال تعلم بتلك التبرعات أم أنها جرت من وراء ظهرها.

بعد سنوات طوال من الصمت، قررت بريتني أن تطلق صرختها وتوصل صوتها للقضاء.

إنها تريد أن تقتص من أولئك الذين لبدوا على صدرها طوال 13 عاماً وحرموها من الحرية. لقد وقفت أمام محكمة لوس أنجلوس وقالت بالفم المليء «إن مكان أولئك هو السجن».