«آيات مباركة وأقلام مبدعة».. عنوان لمعرض يضم حوالي 50 قطعة نادرة تبرز تأثير الحضارة الإسلامية كقوة موحدة ومصدر إلهام للثقافات المختلفة من الشرق الأدنى إلى الصين وجنوب شرق آسيا وإلى إسبانيا والمغرب، يستضيفه متحف الشارقة للحضارة الإسلامية حتى 19 مارس المقبل، ليوفر للزائرين والمتخصصين فرصة للاستمتاع بالمقتنيات التي ترصد تاريخ الحضارة الإسلامية خلال 14 قرناً.
وفي جولة لـ «كل الأسرة» داخل أركان المعرض رصدنا مخطوطة من مصحف «باي سنقر» الذي يعد الأضخم بين المصاحف في العصور الوسطى، إذ يصل ارتفاع الصفحة فيه نحو 1.7 متر.
كما يتزين المعرض بتحفة نادرة تتمثل في أقدم وأكبر مخطوطات القرآن المتبقية من «مصحف طشقند» والتي يعود تاريخها إلى القرن الثاني الهجري، بجانب مخطوط قرآني يعود إلى عام 1844 ميلادية، كتبته الخطاطة شريفة وحيدة ياقوتة.
ويعد المعرض الأول لرجل الأعمال حميد جعفر ويتوج مسيرة عمل استمرت أكثر من 40 عاماً، وهو رحلة ذات نهج تاريخي وجغرافي، فتلك الروائع المختارة ليست تحفاً أثرية مميزة تشهد على تاريخ العبادة في العالم الإسلامي فحسب، بل هي قطع فنية وتصميمية استثنائية بحد ذاتها، تمثل كل منها إبداعات جديدة في فنون التصميم والخط، فالمعرض لا يسلط الضوء على المصاحف كمقتنيات تحمل خصائص التقوى الخاصة والعامة، ولكن يظهر أيضاً التألق والتنوير والحداثة الفنية.
وخلال جولتنا بين جنبات المعرض، رصدنا إقبالاً من الجمهور على الأنشطة التي تعزز دور المتاحف كمساحات تعليمية، وتضم مجموعة من ورش العمل العائلية، مثل «زخرف المصاحف» والتي تتيح للمشاركين فرصة تعلم مبادئ الزخارف النباتية وعمل لوحتهم الفنية، وعلى جانب آخر توجد ورشة «المزخرف الناشئ» لتعليم المهارات الفنية واستكشاف أسرار رسم الزخارف وكيفية إعداد اللون الذهبي على زخرفتهم الخاصة.
كما رصدنا استمتاع المشاركين في ورشة «كن أنت المزخرف» بكشف جماليات مجموعة مميزة من الزخارف القرآنية التي جمعت خلال الأربعين عاماً الماضية، إضافة إلى ورشة «من فنان إلى خطاط»، ويتأمل من خلالها المشاركون روائع الخطوط العربية ومدى تألقها، لما تجمعه بين الحداثة وتعلم كيفية دمج الخطوط العربية المختلفة في لوحة فنية مبدعة، كما تتيح إحدى الورش تعلم أساسيات الزخرفة القرآنية والتذهيب كحرفة مميزة.
أكدت منال عطايا، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، أن المعرض فرصة لاطلاع الزوار على مخطوطات إسلامية نادرة، وتعريفهم بمصادرها وأساليب ومدارس الخط التي كانت جزءاً من إنتاجها، فالخط العربي أحد العناصر الأساسية للفن الإسلامي الذي أثر في العديد من الثقافات في مختلف أنحاء العالم.
* تصوير: السيد رمضان