الناقد الراحل سمير فريد
يمكن وضع كتاب شامل عن موقف العرب من التاريخ الذي يتسع لكل ما ميّز العلاقة بيننا وبين تاريخنا، من شؤون وتقاليد وموروثات، في كل مستوى وصعيد، وفي مختلف الشؤون. وعلى الصعيد السينمائي هناك كثير أيضاً مما يمكن الحديث فيه، فنحن من أكثر البشر إهمالاً لتاريخ أفلامنا، وهناك ضرورة لإنشاء متاحف سينمائية تضم كافة أنواع الأرشيفات.
حذّر الزميل المصري الراحل سمير فريد مراراً من هذا الإهمال وسلبياته، فهو يمتلك أرشيفاً كبيراً لا أدري ما الذي حدث له بعد وفاته.
لا نجد هذا الإهمال على الصعيد الرسمي في دول الغرب. لا أحد في كل دول أوروبا وروسيا وأمريكا ولا في العديد من الدول الآسيوية واللاتينية، يمكنه أن يفكّر في ترك التاريخ وذاكرته يتسللان من بين الأصابع كالماء الجاري.
ذات مرة قبل سنوات بعيدة، حاول مخرج لبناني تفقّد فيلمه الذي أودع منه نسخة في «مركز السينما»، وهو مركز أقيم برعاية وزارة الإعلام ليكون أرشيفاً للسينما اللبنانية. تواصل مع الموظّف المختص وقاده ذلك إلى حيث علبة فيلمه. حين فتحها وجد فيلمه قد تآكل وتحوّل إلى رماد أسود.
في المقابل، هناك صديق لبناني لديه أرشيف مما نشرته المجلات والصحف اللبنانية من مقالات سينمائية منذ الستينات وإلى اليوم. للتذكير، نتحدث عن مقالات نقدية لسمير نصري، ووليد شميط، وفريد جبر، وإدغار نجار، ولهذا الناقد. ولابد أن هناك سواه ممن لا نعلم.
إنها حالة في مواجهة حالة أخرى. واحدة إيجابية والثانية سلبية.