22 مارس 2023

في حوار خاص.. سلمى حايك: هوليوود اعتقدت بأنني لا مستقبل لي بعد سن الأربعين

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

في حوار خاص.. سلمى حايك: هوليوود اعتقدت بأنني لا مستقبل لي بعد سن الأربعين

كما بات معروفاً، ولدت سلمى حايك في بلدة مكسيكية صغيرة من أب لبناني الأصل وأم مكسيكية. في سن الثانية عشر، وإثر مشاهدة فيلم Willy Wonka ‪& the Chocolat Factory
قررت أن تصبح ممثلة. وقعت في حب التمثيل وأكملت دراستها على هذا الأمل. بعد فترة التعليم الجامعية دخلت معهدا للتمثيل وتخرجت منه محترفة.

ولدت سلمى على الشاشة سنة 1993، ومن ذلك الحين وحتى اليوم لعبت 66 فيلماً بينها «زقاق المدق» في نسخة نجيب محفوظ المكسيكية.

في حوار خاص.. سلمى حايك: هوليوود اعتقدت بأنني لا مستقبل لي بعد سن الأربعين

لم يعد خافياً أن فيلم Magic Mike's Last Dance لم يحقق النجاح الكبير الذي يأمله كل فيلم لنفسه. الدراما العاطفية التي تصدت سلمى حايك لبطولتها لم تثر أكثر بكثير من الاهتمام المعتاد، لا أكثر. لكن من ناحية أخرى برهنت سلمى حايك على أنها ما زالت تستطيع قيادة فيلم عاطفي حتى من بعد بلوغها 56 سنة. في هذا الفيلم تلعب دور ابنة الأربعين بسهولة. امرأة تكتشف شاباً (شانينغ تاتوم) يجيد الفن وترتبط معه بعلاقة عاطفية ومهنية.

طريق الوصول إلى حيث هي الآن نجمةً ومنتجةً لم تكن مزرعة بالورود. هي طريق صعبة على الجميع فما البال بممثلة مكسيكية في هوليوود التي، حتى وقت قريب، داومت على تنميط الممثلين حسب ألوانهم وأعراقهم وهوياتهم؟

تبدأ سلمى حايك حديثها رداً على سؤال حول المصاعب التي واجهتها سابقاً قبل أن تصبح ممثلة ذات مكانة وشهرة عالميتين: "عانيت كثيراً من هذا التنميط وعلى مختلف الوجوه. بعض الأدوار التي رغبت فيها ذهبت إلى سواي، لأنني مثلت أدواراً كوميدية ناجحة. عانيت التنميط، وهوليوود اعتقدت بأنني لا مستقبل لي بعد سن الأربعين".

في حوار خاص.. سلمى حايك: هوليوود اعتقدت بأنني لا مستقبل لي بعد سن الأربعين

لكن هوليوود، على لسان صانعي أفلامها، أعجبت جداً بك عندما قمت بتمثيل بطولة «فريدا» عن الرسامة فريدا كالو. لماذا لم تجدي نفسك مطلوبة في هذا النمط من الأدوار؟

لأن هوليوود اعتبرتني، حتى من بعد «فريدا»، ممثلة مكسيكية وبالتالي أستطيع أن أمثل دور المكسيكيات الخارجات عن القانون مثلاً. أحياناً كان يجب أن أقبل بعض هذه الأدوار، لكني كنت مدركة أن علي بذل أضعاف ما يبذله ممثلون آخرون لكي أفوز بالأدوار التي أريد. كان علي القبول بالتنميط قبل الخروج منه.

تقابلنا مرة واحدة من قبل خلال عرض «النبي حسب خليل جبران» في «كان» سنة 2014. يومها ذكرت لي أن ما دفعك لإنتاج الفيلم إدراكك بأهمية جبران وبسبب أن الفيلم اعتمد فن الرسوم للتعريف بجبران وكتابه «النبي». هل لديك مشاريع إنتاجية أخرى قادمة ذات اهتمام أدبي كهذا الفيلم؟

الأفكار كثيرة، لكن ما حدث هو أنه من بعد «النبي» لم أعثر على الكثير مما أود إنتاجه. وهذه هي مشكلة. «فريدا» كنت كذلك أحد منتجيه. لكن من غير المحتمل أن يجد الممثل الكثير مما يرغب في إنتاجه في هذه السنوات التي يبدو أن الجميع منشغل بأفلام غير منتقاة لكي تؤدي دوراً فنياً أو ثقافياً.

أريد أن ألعب الدور بطريقة لا تنتمي إلى ممثلة أخرى

هل تعتبرين أن ظهورك في فيلم مثل «الرقصة الأخيرة لماجيك مايك» مناقض لطموحاتك المبدئية؟

ليس تماماً ولو أني أتمنى المزيد من التنويع. أنا كغيري أعمل ممثلة والممثل يمثل، لا شيء آخر. إذا ما وجد أنه بحاجة إلى هذا الدور أو ذاك لم يتأخر عن قبول العمل بصرف النظر عن طبيعة القصة وطبيعة الإنتاج. هذا دوره ممثلاً وهذا ما يجب أن يحافظ عليه.

ما هي الشروط أو الاعتبارات التي تضعينها في البال عندما تستلمين عرض عمل؟

أضع في البال الصورة الشخصية التي سأظهر بها. أريد أن ألعب الدور بطريقة لا تنتمي إلى ممثلة أخرى. هناك سلمى حايك واحدة وعلى الشخصية أن تنطلق من ذاتي.

في حوار خاص.. سلمى حايك: هوليوود اعتقدت بأنني لا مستقبل لي بعد سن الأربعين

ماذا عن احتمالات النجاح والفشل؟ هل يقلقك الأمر؟

اجتماعياً ومادياً أنا دائماً بخير. أملك ما يكفيني للاستمرار في حياتي العائلية والاجتماعية مهما تباعدت الأفلام التي أرغب في تمثيلها. لذلك نظرتي إلى «البوكس أوفيس» لا تقلقني كثيراً. طبعاً أطمح في أن يحقق كل فيلم أقول ببطولته النجاح الذي أستحقه، لكن المسألة التجارية عرضة لعناصر كثيرة.

هل كان قيامك بمشاهد الرقص في هذا الفيلم شاقاً؟

صحيح. لكنها مشقة اتباع حركات راقصة ضمن شروطها الصحيحة. أراد (المخرج) ستيفن سودربيرغ إتقان التفاصيل. قال لي إنه سيبني مشاهد الرقص والمشاهد الغرامية على تفاصيل المشهد وليس لمجرد تصوير ما يدور. حين سألته عن السبب قال بأنه لإتقان العلاقة التي يتحدث عنها الفيلم بين شانينغ وأنا لابد من إثراء القصة وليس مجرد سردها كحكاية.

في حوار خاص.. سلمى حايك: هوليوود اعتقدت بأنني لا مستقبل لي بعد سن الأربعين

كنت الاختيار الثاني لهذا الفيلم. أعتقد بأن بعد ثاندي نيوتن التي قبلت ثم انسحبت من الدور بسبب مشاغل أخرى. هل وافقت بسرعة على العرض أم أخذت وقتك للتفكير؟

لم يكن لدي الوقت الكافي للتفكير، وافقت تقريباً على الفور. ثاندي صورت على ما أعتقد أسبوعاً أو عشرة أيام ثم اعتذرت. سودربيرغ بعث لي السيناريو وطلب مني إعلامه بالقبول أو الرفض في أسرع وقت.

هذا فيلمك الثاني للمخرج ستيفن سودربيرغ بعد Traffic سنة 2000. هل تغير أي شيء في الطريقة التي يدير بها المخرج ممثليه أو الطريقة التي يعمل بها خلال التصوير؟

لا أعتقد. هو من النوع الذي يحضر جيداً ويعرف ما يريده بالتحديد من الممثل ومن المشهد ولا يتنازل عنه. وهذا متعب، لكنه ضروري للممثل وضروري للفيلم. هناك رؤية للمخرج على الممثل الحفاظ عليها. أحترم رؤية المخرج لأن الفيلم هو مخرجه خصوصاً إذا ما كان من المتميزين بأعمالهم. اسمع، هذا الفيلم في يدي مخرج آخر لن يكون هو نفسه لدى مخرج من وزن سودربيرغ أو سواه ممن يتحلون بالمعرفة والرؤية الفنية ويلتزمون بها. لا أعتقد بأنني كنت سأقبل تمثيل الدور إذا ما كان مجرد مشاهد غرامية.