كثيرة هي الأفلام التي ناقشت غزو غير آدمية للأرض وأهلها، ونستعرض فيما يلي، بالتفصيل البسيط والنقد الفني، مجموعة غير متوقعة من الأفلام القديمة والحديثة كان موضوعها الأساسي كوكب الأرض الذي تحاول وحوش ومخلوقات الفضاء غزوه.
The Day the Earth Stood Still
1951
فيلم مخالف للتوقعات؛ إذ إن المخلوق الآتي في مركبة تحط على الأرض لا ينوي دمار العالم إلا من بعد تهديد بأن يتصالح أقطابه مع بعضهم بعضاً. هي رسالة إيجابية ولو أن خطر التدمير ما زال قائماً. بطل الفيلم يبدو شخصاً عادياً تلتقي فيه في أي وقت ومكان، وهو ينخرط في مغامرة أرضية قبل عودته إلى مركبته بعدما أبلغ رسالة السلام. إخراج روبرت وايز جيد والرسالة إيجابية وناصعة.
The Thing from Outer Space
1951
بعثة علمية- عسكرية في القطب الشمالي تقوم بالتنقيب عندما تكتشف وجود مخلوق كبير الحجم وقوي يشبه الإنسان العادي، لكنه ليس آدمياً. حين يتم نقله مثلجاً إلى المعسكر وبسبب الحرارة، يهب المخلوق واقفاً ويبدأ بمهاجمة الآدميين. صحيح أن الفيلم يكتفي بمخلوق واحد من دون صحون طائرة مواكبة أو نيازك مدمرة إلا أنه أحد أفلام تلك الموجة التي سادت الخمسينات ومن أكثرها تشويقاً.
The War of the Worlds
1953
النسخة الأصلية من هذا الفيلم الذي أعاد ستيفن سبيلبرغ صنعه لاحقاً (اقرأ أدناه)، أخرجه سنة 1953 بايرون هاسكينز بدراية وتشويق جيدين حول «صحون طائرة» تهاجم الأرض للاستيلاء عليها ولو مدمرة. بطل الفيلم دكتور فورستر (جين باري) يحاول والجيش الأمريكي القضاء على تلك المركبات التي تشبه (حينها) أطباق طعام مغربية والتي تصدر إشعاعاً يدمر ما يواجهه. المفاد في النهاية هو أن العودة للدين هو الذي سينقذ الأرض.
Invasion of the Body Snatchers
1956
أحد أكثر الأفلام من نوعه تأثيراً في الخمسينات. يكتشف طبيب بلدة في كاليفورنيا (كڤن مكارثي) وجود مخلوقات تسقط مع الأمطار كشرانق يخرج منها ما يدخل أجسام النائمين فيحولهم من حالهم السابق كمواطنين عاديين إلى شخصيات مسيرة وشريرة. خرج الفيلم في مطلع الحرب الباردة والمفاد بأن هذه المخلوقات هي الأفكار الشيوعية التي تهدد أمريكا. حينها كانت المكارثية ما زالت نشطة والفيلم خدم اتجاهاتها السياسية.
The Blob
1958
رجل في شاحنة صغيرة يشهد سقوط نيزك في إحدى الهضبات خارج البلدة. حين يقترب منها تصيبه بداء لا يمكن معالجته. للمخلوق شكل يكبر حجماً كلما التهم البشر وهو يقتحم البلدة الصغيرة مهدداً سكانها. أحد الأفلام الأولى التي قاد بطولتها الراحل ستيف ماكوين، وهو هنا يحاول تحذير الجميع من الخطر المحدق قبل فوات الأوان. مثير لمن يهوى هذه الحكايات. أعيد صنعه سنة 1988 بنتائج تقنية حديثة.
The Thing
1982
هذا الفيلم إعادة صنع لفيلم سابق من أعمال (1951) خرج تحت عنوان The Thing from Outer Space. بدوره لا يزال فيلماً جيداً. النسخة الجديدة بدورها رائعة الحبكة والتأثير ومن صنع المخرج جون كاربنتر الذي برهن على قدراته على إثارة الرعب والتشويق. الحبكة هنا أن مخلوقاً كان سقط فوق ثلوج القطب الشمالي يخرج من تحت الثلج ليقضي على من يواجهه من بشر. من بطولة كيرت راسل.
Close Encounters of the Third Kind
1977
اللقاء الأول بين ستيفن سبيلبرغ وسينما الخيال العلمي يحمل أغراضاً أخرى غير علمية مثل رؤيا لمجموعة من البشر يقودهم الممثل رتشارد درايفوس حول احتمال هبوط مركبة فضائية كبيرة فوق جبل قريب. المجموعة تهب إلى هناك، حيث تشهد الهبوط وتشهد محاولة العلماء (المخرج الفرنسي فرنسوا تروفو) التواصل مع تلك المخلوقات التي حطت على الأرض. فيلم مسالم وليس للتشويق فقط.
E.T. The Extra- Terrestrial
1982
اللقاء الثاني بين ستيفن سبيلبرغ وسينما الخيال العلمي ليس للتخويف؛ بل للترغيب. المخلوق الفضائي يهبط خطأ وهو دميم وقصير القامة وله قلب أبيض. فوق ذلك هو لا يخيف؛ بل يخاف فيحاول عدد من الأولاد حمايته من رجال مسلحين يريدون القضاء عليه. حين مباشرته العروض، أنجز نجاحاً كبيراً حول العالم. البعض عزا ذلك لاسم سبيلبرغ والبعض الآخر عزا ذلك للموضوع الجديد من نوعه. الحقيقة أن العاملان معاً هما سبب النجاح.
War of the World
2005
عودة المخرج سبيلبرغ إلى سينما الفضاء تختلف عن الفيلمين السابقين من حيث أن الصراع هنا واضح والوحوش الفضائية (التي ينبع بعضها من تحت الأرض!) تمتلك قدرات لم توفرها السينما على هذا النحو سابقاً. هو إعادة لفيلم برايان هوسكينز مع إلغاء العنصر الديني وتسليم توم كروز مهمة إنقاذ الحياة البشرية من طغيان الوحوش الميكانيكية التي تهدد سلامة الجميع. تيم روبنز في دور مساند جيد.
Mars Attacks
1996
بعدما اعتقد الجميع بأنه لا يمكن إضافة جديد على هذه النوعية من الأفلام، قدم المخرج تيم بيرتون هذا الفيلم الرائع ذي النكهة الكوميدية حول هجوم ضار من أهل المريخ لا يمكن وقفه (إلا قبيل انتهاء الفيلم طبعاً). جاك نيكولسن في دور مساند رئيس الجمهورية الأمريكي الذي يحاول التفاهم مع الغازين الآتين من السماء، لكن هؤلاء لا يفقهون ما يقول ويبيدونه. توم جونز وجيم براون في البطولة.