في اليوم العالمي للمتاحف.. عمر الكعبي يتحدث عن مواقع العين على لائحة التراث العالمي والحارات الضائعة
محررة في مجلة كل الأسرة
في التماس مع الذاكرة، تقف المتاحف شواهد تاريخية تعزز هذا التماس وتقرب ملامح المكان وقيمته وتعيدنا إلى حيوات وحارات تعرضت لعوامل التقادم وطمس معالمها، لتعيد الدولة الحياة إليها وفق أعلى المعايير العالمية، لإلمامها بأهمية هذه المواقع والتصاقها بذاكرة الأجداد.
يأتي الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف هذا العام تحت شعار "المتاحف :الاستدامة وجودة الحياة "، وهو شعار يتماهى مع جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في الحفاظ على المتاحف والمواقع التراثية والثقافية والتاريخية، كامتداد لذاكرة وطن ولتاريخ نابض.
ويهدف اليوم العالمي للمتاحف إلى «إتاحة الفرصة للمختصين بالمتاحف من التواصل مع العامة وتنبيههم للتحديات التي تواجه المتاحف وزيادة الوعي العام بالدور الذي تلعبه المتاحف في تنمية المجتمع».
عمر الكعبي، مدير مواقع العين التاريخية والثقافية
على صعيد الإمارات، تولي الدولة أهمية خاصة لهذا الجانب المتعلق بجزء كبير من تاريخها وتراثها، حيث يؤكد عمر الكعبي، مدير مواقع العين التاريخية والثقافية، لـ«كل الأسرة» أهمية ما تزخر به الدولة من مواقع بعضها مدرج على لائحة التراث العالمي "يعتبر التراث الثقافي والتاريخي مصدر غنى كبيراً للدولة ومن المهم الحفاظ عليه وتوثيقه للأجيال القادمة، وتزخر دولة الإمارات العربية المتحدة بالعديد من المتاحف المتنوعة. وبما يخص المواقع الثقافية المدرجة على لائحة التراث العالمي، تعد مواقع العين الثقافية الموقع الوحيد المدرج على هذه اللائحة في الدولة، وتمثل المواقع الثقافية في العين (حفيت، هيلي، بدع بنت سعود ومناطق الواحات) خصائص متسلسلة تشهد على تواجد بشري ثابت في منطقة صحراوية منذ العصر الحجري، بما في ذلك آثار للعديد من الثقافات البدائية. تشمل الآثار الملحوظة في الموقع المقابر الحجرية الدائرية (حوالي 2500 قبل الميلاد) والآبار ومجموعة واسعة من المباني القديمة المبنية بالطوب اللبن: المباني السكنية والأبراج والقصور والمباني الإدارية، بالإضافة إلى ذلك، تتميز هيلي بواحدة من أقدم أمثلة نظم الري «الأفلاج» المتطور والتي تعود إلى العصر الحديدي».
حفيت...ضمن مواقع التراث العالمي
المتاحف ومبدأ الاستدامة
ولكن كيف يمكن تفسير شعار هذا اليوم العالمي وما الخطوات الواجب اتباعها لتحقيق مبدأ الاستدامة؟
يوضح الكعبي «عنوان الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف «المتاحف: الاستدامة وجودة الحياة» يعني التركيز على استدامة المتاحف وتأثيرها في جودة الحياة. يمكن تحقيق مبدأ الاستدامة في المتاحف من خلال استخدام موارد متجددة وتقليل استخدام الموارد غير المتجددة، كما يمكن التركيز على تعزيز الحياة الثقافية والإبداعية في المجتمعات المحلية وتعزيز الوعي بالتراث الثقافي».
وتعتبر متاحف العين وجهة سياحية وترتبط بوقائع تاريخية وتتماهى هندستها المعمارية مع البيئة الطبيعية والتاريخية لتلك المدينة، حيث يلفت الكعبي إلى أن «متاحف ومواقع العين الثقافية تتميز كوجهة سياحية بتعدد مجموعاتها الفنية والتاريخية والثقافية والتي تمتد لعدة حقب تاريخية مختلفة، كما تتماهى هندستها المعمارية مع طبيعة وتاريخ المدينة، حيث تم استخدام المواد المحلية في البناء وتم التصميم بطريقة تتناسب مع البيئة المحيطة.»
ما حكاية حارات العين الضائعة؟
سبق وتحدث الكعبي عن حارات العين الضائعة التي تترجم مرحلة مهمة من حياة الأجداد وأنماط عيشهم ويومياتهم. يوجز لنا الكعبي قصة تلك الحارات وارتباطها الوثيق بمرحلة تاريخية محددة «مع تطور المدينة والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية، فقدت بعض من حارات العين القديمة أهميتها وتقلصت نطاقاتها، إلا أن الدولة حرصت على الحفاظ على هذا الجزء من تراثها وتم البحث عنها وعمل التنقيبات الأثرية لتوثيقها. وتعد حارة «الخريس»أحد الأمثلة على هذه الحارات حيث تعود إلى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وكانت مرتبطة بواحة الجيمي وتشكل النمط السائد في ذلك الوقت لمرحلة ما قبل النفط».
وفي استعادة تلك الحارات، استعادة لبيوت الحارة القديمة وبيوت سعف النخيل ومدابس تمر النخيل ومباني تاريخية وحكايات أجداد عاشوا في فيء الواحات (تقع حارة الخريس القديمة في الطرف الجنوبي من واحة الجيمي في العين).
فما الذي يمثل اليوم العالمي للمتاحف لمدير مواقع العين الثقافية والتراثية شخصياً وما هي توصياته لإرساء منظومة اجتماعية في التماس مع هذا البعد المتصل بثقافتنا وتراثنا؟
يقول «هذا اليوم يمثل لي فرصة لتعزيز الوعي بالتراث والثقافة وتعزيز الأهمية الاجتماعية والاقتصادية للمتاحف. من المهم تعزيز التعاون بين المتاحف والمجتمعات المحلية والحكومات والمؤسسات الثقافية لتحقيق الأهداف المشتركة وتعزيز الاستدامة»، معترفاً بهذا التماس الجميل مع المتاحف والشواهد التاريخية والتراثية في الدولة، إذ «جميع متاحفنا تحمل طابعاً جميلاً ومتميزاً وتمثل بمجملها رؤية وقصة دولة الإمارات العربية المتحدة».