هذا الفيلم مقتبس من قصة حقيقية، من إخراج مات راسكين، وأدى أدواره الأولى كل من كايرا نايتلي، كاري كون، كريس كوبر، وهو من نوع التشويق وإنتاج عام 2023 في الولايات المتحدة الأمريكية.
هناك فيلم توثيقي عن القاتل المتسلسل ألبرتو ديسالڤو الذي روع في الستينات مدينة شيكاغو. كان يقدم نفسه كرجل لطيف المعشر يطرق أبواب النساء الوحيدات. يدخل بيوتهن ثم يترك تلك البيوت بعد قتل ضحاياه. لم يكن فيلماً رائعاً بقدر ما كان ذا حس واقعي وحقيقي بفضل إخراج لا بأس به من رتشارد فلايشر وأداء جيد من الممثل توني كيرتس. هنري فوندا وجورج كندي من وجوه تلك الفترة اشتركا في هذا الفيلم قبل أن ينضم إلى سلسلة ضخمة من الأفلام المنسية.
الفيلم الجديد ليس إعادة صنع على الإطلاق، بل عودة إلى ذلك القاتل الشرس من وجهة نظر صحافيتان قامتا بالعمل المجهد لكشف هوية ذلك القاتل تقوم بهما كل من كايرا نايتلي وكاري كون تحت إدارة جادة للمخرج مات رسكين.
نتعرف إلى لوريتا (نايتلي) كصحفية تجهد في سبيل الفوز بتحقيق يحقق لها بعض الشهرة في مجال عملها وينجز لها ما تحتاجه من احترام وتقدير رئيس التحرير (كريس كوبر) وزملائها في العمل. وهي تطلب من رئيس التحرير إطلاق يدها في متابعة قضية «سفاح بوسطن» لكنه يخبرها بأن التحقيقات الجنائية ليست من اختصاصها. في مواجهة ممانعته تقترح عليه أن تقوم بالتحقيق خارج الدوام. يوافق على ذلك ولو أنه ما زال يرى أن هذه التحقيقات من اختصاص الرجل. حين تعرض عليه ما وصلت إليه في مجال تحقيقاتها يغير رأيه ويطلب من صحفية في الجريدة ذاتها الانضمام إليها في العمل على كشف هوية هذا المجرم.
يقرر الفيلم هنا الحديث عن هاتين المرأتين المتزوجتين والسعيدتين في حياتهما الخاصة وكيف توافقا، بعد فترة من الحذر، في الرأي وقررا البحث عن ألبرتو ديسالڤو مهما كانت العواقب والمخاطر. نجاحهما يفاجئ مركز البوليس الذي لم يقم بكل واجباته في الكشف عن القاتل ويرى أن ضلوع المرأة في مثل هذه التحقيقات غير مقبول.
بذلك، الفيلم عن فترة من الزمن كانت فيها المرأة الأميركية ما زالت تعتبر غير ملائمة لأعمال الرجل. هي في المرتبة الثانية في العديد من الشؤون التي عادة ما يقوم بها الذكور. هذا ما يجعل الدمج بين المشاكل التي تواجه المرأة في عملها والنظرة العليا صوبها تلتقي مع النسبة الصحيحة من التشويق بحيث لا يحتل أي من هذين الجانب المقدمة.
لا يتوقف الفيلم عند حد هذه التحقيقات وما بذلته الصحفيتان لأجل كشف الحقيقة بل يتجاوز ذلك لعدد من المفاجآت الدرامية التي تمنح النهاية الأهمية التي تستحقها. بذلك الفيلم في فصله الثالث يدخل مناطق رمادية ولا يصور نجاحاً مؤكداً.
تفاصيل: في الواقع اعترف أنطونيو ديسالڤو بارتكاب كل الجرائم التي وقعت عندما تم إلقاء القبض عليه، لكن هناك شكوكاً كثيرة حول هذا الاعتراف من حيث أن ديسالڤو ارتكب بعض تلك الجرائم لكن ليس جميعها.