في نفس القصر الذي شهد زفاف الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبد الله قبل 30 عاماً، تحديداً في 10 يونيو عام 1993، تم عقد قران ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله والآنسة رجوة آل سيف، الابنة الصغرى لرجل الأعمال السعودي خالد آل سيف، يوم الخميس 1 يونيو 2023، بحضور لفيف من قادة العالم والعائلة الملكية الهاشمية ونخبة المجتمع الأردني.
ويحمل القصر الذي عقد فيه القران اسم «قصر زهران».. فما هو تاريخ هذا القصر؟ ولماذا وقع الاختيار عليه لإقامة هذه المناسبة العائلية المهمة؟
سبب تسمية القصر بهذا الاسم
يكمن السبب وراء تسمية قصر «زهران» بهذا الاسم في أنه يوجد في حي «زهران» وهو الحي الدبلوماسي الذي توجد فيه أغلب السفارات، ويقع في غرب العاصمة الأردنية عمان. وقد تم بناء هذا القصر الملكي في عام 1957، ويعتبر رابع قصر ملكي يتم بناؤه بعد قصر «رغدان» و«القصر الصغير» وقصر «بسمان»، ويتميز بجمال وأناقة تصميمه المعماري وبساطته في نفس الوقت.
للقصر قيمة عائلية خاصة عند الأسرة الهاشمية
يعتبر قصر «زهران» بمثابة «بيت العائلة» بالنسبة للأسرة المالكة في الأردن، حيث إنه كان مخصصاً فيما سبق لإقامة الملكة الأم «زين الشرف»، زوجة الملك طلال (رحمه الله)، ووالدة الملك الحسين (رحمه الله)، وجدة الملك عبدالله الثاني.
وقد عاشت فيه الملكة الأم إلى أن وافتها المنية يوم 24 أبريل 1994، وكانت الأسرة تجتمع به في الأعياد والمناسبات العائلية، ولهذا يحتوي القصر على الكثير من ذكريات العائلة الملكية ويمثل قيمة عائلية وعاطفية كبيرة بالنسبة إليهم.
استمرار التقليد بعد وفاة الملكة الأم
وكما كان أبناء الأسرة الهاشمية يجتمعون في قصر «الزهران» في مناسباتهم الخاصة في عهد الملكة «زين الشرف» والملك «طلال» (رحمهما الله)، ظل هذا التقليد مستمراً حتى بعد وفاتهما حيث ظلت الأسرة المالكة تقيم فيه احتفالاتها الخاصة ومناسباتها السعيدة.
وقد كان قصر «زهران» شاهداً على العديد من الاحتفالات الملكية مثل الاحتفال بزفاف الملك الحسين بن طلال والأميرة منى عام 1961، والاحتفال بزفاف الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا عام 1993، والاحتفال بزفاف الأمير حمزة بن الحسين والأميرة نور في مايو 2004، وأخيراً الاحتفال بعقد قران الأمير الحسين بن عبدالله والآنسة رجوة آل سيف.
وبعد إتمام مراسم عقد القران الملكي في قصر «زهران» يوم الخميس 1 يونيو الجاري، انطلق الموكب الأحمر في شوارع عمان - في تقليد اعتادته الأسرة الملكية - ليقل العروسين من قصر «زهران» إلى قصر «الحسينية» لحضور حفل الاستقبال الذي أقيم على شرفهما هناك.