لم تصدق عائلة ما تشاهده أعينهم من موقف، فالخادمة التي تعمل في مقر سكنها تقيم «علاقة غير شرعية» بالسر مع أحد «عمال الخدمة المساعدة»، مستغلة حالة الثقة التي منحوها لها، ولولا الصدفة البحتة لما ظهرت هذه العلاقة إلى العلن ولم يكتشف أمرها.
تفاصيل القضية، اطلعت «كل الأسرة» عليها من حكم محكمة الجنح في دبي، والتي تؤكد أهمية متابعة الخادمات وعلاقاتهن مع «عمال الخدمة المساعدة» عن كثب لتوخي الحيطة والحذر من أي علاقة سواء كانت غير شرعية أو غيرها من العلاقات التي قد تنتهي بجرائم ومخالفات قانونية.
تعود تفاصيل القصة إلى توظيف العائلة للخادمة، البالغة من العمر 42 عاماً، للعمل في منزلها للقيام بمهام التنظيف ومساندة ربة البيت في المهام الرئيسية للمنزل، وكانت هذه الخادمة تقطن في ملحق خاص تتوفر فيه غرفة لها بمفردها.
لم تظهر الخادمة منذ بداية عملها أي ملاحظات عليها، بل كانت ملتزمة، وتقوم بأداء واجباتها الوظيفية على أكمل وجه وفقاً لكافة المتطلبات التي تقع على عاتقها، ولم يلاحظ أي أن من أفراد العائلة وجود ما يدعو للشك في تصرفاتها.
كانت الخادمة تنهي واجباتها يومياً وفي ساعات المساء تتجه ليلاً إلى غرفتها في الملحق، لكن بعد مدة من الزمن ونظراً لطبيعة عملها بدأت تختلط بالرجال الآسيويين من عمالة الخدمة المساعدة ممن يترددون ويعملون في المنزل ذاته.
الوقوع في المحظور
تعرفت الخادمة إلى رجل آسيوي، يصغرها بـ 3 أعوام، وكان هذا الرجل يعمل في المنزل ذاته، ويقطن في ملحق للعمالة المساندة، وبدء الاثنان يتحدثان إلى بعضهما البعض.
مع مرور الأيام، تطورت العلاقة بين الطرفين، وتبادلا أرقام الهواتف، وتحول الحديث بينهما من علاقة عاطفية عبر المكالمات الهاتفية إلى ما لم يكن متوقعاً... فقد خطط الاثنان أن يقيما علاقة غير شرعية بينهما.
ففي ساعة المساء المتأخر وبعد نوم العائلة، تسلل الرجل الآسيوي إلى غرفة الخادمة في الملحق، ففتحت الباب له، وبدأت في إقامة علاقة غير شرعية، لكن عند الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، استيقظت زوجة رب المنزل، وتوجهت نحو ملحق الخادمة لتكتشف ما كان يحدث من خلف العائلة.
يروي زوج ربة المنزل في إفادته بالتحقيقات «في تلك الليلة، أيقظتني زوجتي وأبلغتني أنها توجهت إلى غرفة الخادمة في الملحق وطرقت الباب عدة مرات إلا أنها لم تفتح، لكنها واصلت الطرق لتضطر الخادمة إلى فتح الباب، فوجدت الرجل برفقتها، وكان يرتدي نصف ملابسه فقط».
بعد كشف العلاقة، قدم رب المنزل بلاغاً ضد الخادمة وعشيقها، إلى الشرطة التي حضرت وألقت القبض عليهما، وأحالتهما للنيابة العامة تمهيداً لمحاكمتهما.
6 علاقات في السر
أقرت الخادمة في التحقيقات بعلاقتها غير الشرعية مع الرجل الآسيوي، مشيرة إلى أنه تربطهما ببعض علاقة حب منذ فترة قصيرة، وأنها مكنته منها برضاها التام بعد أن ذهبت إلى غرفته التي توجد بالقرب من غرفتها بالملحق الجانبي للمنزل العائدة لكفيلها.
كما وأقرت الخادمة أنها ليست المرة الأولى التي تدخل فيها الرجل إلى غرفتها، وأنه لا يوجد بينهما رابط شرعي، وأن تواجدهما مع بعضهما في داخل تلك الغرف كان لممارسة الرذيلة، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنهما مارسا الرذيلة أكثر من 6 مرات قبل أن يتم ضبطهما من قبل زوجة كفيلها، فيما أقر الرجل بنفس ما أقرت به الخادمة من علاقة وغرام بينهما.
تهمة "تحسين المعصية"
بناء على ذلك، رفعت النيابة العامة في دبي لائحة اتهام بحق الخادمة وعشيقها إلى الهيئة القضائية في محكمة الجنايات، بتهمة «تحسين المعصية» المعاقب عليها عملاً بالمادة 362 البند ثالثاً من مرسوم بقانون اتحادي رقم 31 لسنة 2021 بإصدار قانون الجرائم والعقوبات، والتي تنص «يعاقب بالحبس وبالغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من ارتكب جريمة من الجرائم الآتية: «تحسين المعصية أو الحض عليها أو الترويج لها أو إتيان أي أمر من شأنه الإغراء على ارتكابها».
نظرت محكمة الجنح، محكمة اليوم الواحد القضية، ورأت في منطوق حكمها أن أركان جريمة تحسين المعصية قد توافرت بحق الخادمة وعشيقها، ورأت أيضاً بتخفيض العقوبة بحقهما عملاً بالمادة 100 إلى جانب المادة 101 والتي تنص «إذا رأت المحكمة في جنحة أن ظروف الجريمة أو المجرم تستدعي الرأفة جاز لها تخفيض العقوبة بحقه...».
وقضت محكمة جنح اليوم الواحد، بالأخذ بالعقوبة الأقل للخادمة وعشيقها، وأمرت بتغريم كل منهما بدفع مبلغ 5 آلاف درهم بعد أخذهما بالرأفة والرحمة وفقاً للقانون ونظراً لظروفهما.