التقيت زميلاً عاد قبل أيام من إحدى الجزر السياحية التي أعجب فيها كثيراً لكنه كان مستغرباً من أن ما شاهده على الطبيعة مختلف تماماً عما رآه في الكتيب السياحي بدرجة كبيرة وهنا قلت له مازحاً: سامح الله الفوتوشوب!
زاد استغراب زميلي وسألني: ألهذه الدرجة يتدخل البرنامج في تغيير الصورة الحقيقية ويظهرها أكثر جمالاً؟ فأجبته بالتأكيد فهو أحد البرامج الرئيسية التي يعتمد عليها المصورون والمصممون والفنانون حالياً لتعزيز جمالية العمل الفني بما في ذلك المناظر الطبيعية التي قد تراها مذهلة في «البروشور» لكنك تجد الأمر مختلفاً على الطبيعة لأنها بدون تدخل فني!
عاد زميلي وسألني: وهل هذا ينطبق على الوجوه؟ فابتسمت وقلت له طبعاً.. بما في ذلك الصور التي تشاهدها في الصحف والمجلات لفنانين وفنانات ومشاهير وغيرهم..! عاد فقال.. مممممممممم.. لهذا نجد أن صورة الشخص على الطبيعة تختلف عن صورته في وسائل الإعلام المطبوعة، معنى ذلك أنني لو أردت أن أخطب فتاة يجب أن أراها شخصياً بدلاً من الاكتفاء بصورتها المعالجة بالفوتوشوب!! قلت له: عين الصواب.. لكنها تبقى بمكياج!
إن وظائف الفوتوشوب في الحقيقة هي مضاعفة الألوان أو تصحيحها وتعديل الإضاءة وإزالة الشوائب والعيوب التي قد تظهر أحياناً أثناء التقاط الصورة، ولذلك يقوم المصور بالتقاط الصورة الأصلية كما هي أو ما يطلق عليها (Raw file) وبعد ذلك تخضع لعمليات معالجة دقيقة تخرج بعدها لوحة فنية فائقة الجمال حسب طريقة المعالجة من شخص لآخر.
وعلى الرغم من الفوائد الجمة التي يضيفها الفوتوشوب على الصور، لكن الشخص المعالج قد يقع في أخطاء (رهيبة) تكون ملاحظة جداً وتثير الضحك في بعض الأحيان مثل صور بعض المشاهير التي يضاف إليها عضلات بطريقة غريبة وغير منطقية، أو بعض الفنانات التي يتم شد وجوههن فلا تعرف أهي رجل أم امرأة أم مخلوق فضائي، وقد يحدث أحياناً أن يتم تغيير لون البشرة فيظهر الفنان بـ«لوك» جديد نتيجة خطأ فني، وغيرها من الأخطاء التي قد تغضب الشخص إذا ما شاهد صورته بالفوتوشوب وقد تحول من (غزال) إلى (سبال)!