08 يوليو 2023

ليوبوف بريغوجينا تعرفت إلى رئيس "فاجنر" في الجامعة.. هل زارت زوجة "طباخ بوتين" برج إيفل؟

كاتبة صحافية

ليوبوف بريغوزينا
ليوبوف بريغوزينا

اسمه يفجيني واسم زوجته ليوبوف. لكنه بات معروفاً للعالم أجمع بلقب «طباخ بوتين»، وذلك منذ محاولته الفاشلة لاقتحام موسكو والانقلاب على حكم الرئيس الروسي. لقد بات منبوذاً منذ تلك المحاولة وهناك توقعات بأنه قد ينتحر أو «ينحر». فماذا عن زوجته التي تسانده وتشاركه في كل أعماله؟ هل ينتظرها مصير مثل مصيره؟

تداولت مواقع فرنسية صورة لامرأة الأعمال الروسية ليوبوف بريغجوجينا، زوجة يفجيني بريغوجين رئيس مجموعة «فاجنر» الذي شغل العالم بأسره طوال الأيام الماضية بانشقاقه على الزعيم الروسي فلاديمير بوتين وتهديده باقتحام موسكو.

في صورة مأخوذة عن حساب في «تويتر»، تبدو بريغوجينا وخلفها برج «إيفل» في باريس مع تعليق يشير إلى أنها تحلم بالأيام التي كانت تسافر فيها إلى أوروبا.. فهل في مقدورها ذلك اليوم؟ وليس من المعروف إن كانت زوجة المرتزق الملقب بـ «طباخ بوتين» هي صاحبة الحساب الذي يحمل صورة ثانية لها والحروف الأولى من اسمها، لكن من الواضح أن الصورة مركبة.

وكانت مجلة «إيل» الباريسية النسائية قد نشرت تقريراً يؤكد أن بريغوجينا شريكة لزوجها في نشاطه المالي وشركاته المختلفة، ما يعني أنها ستكون في موقع ملاحقة في حال صدرت عقوبات ضد تلك الشركات.

ليوبوف بريغوجينا تعرفت إلى رئيس

لقاء وحب في الجامعة

تبلغ الزوجة من العمر 53 عاماً. وجاء في تقرير المجلة الفرنسية أنها أم لثلاثة أبناء، ولد يدعى بافيل وابنتان هما فيرونيكا وبولينا. وطوال حياتها ظلت حريصة على البقاء في الظل رغم أنها من أشد المساندين لرئيس «فاجنر» ولقواته المقاتلة في أوكرانيا وسوريا وإفريقيا والتي شكلها من مرتزقة وسجناء سابقين. كان قد تعرف إليها على مقاعد الجامعة حين كان يدرس الكيمياء والصيدلة بعد قضائه عقوبة بالسجن لنحو عشر سنوات، وفي حين فشل السجين السابق في الدراسة فإنه نجح في كسب قلب زميلته التي تصغره بتسع سنوات.

ليوبوف بريغوجينا تعرفت إلى رئيس

معنى هذا أن علاقة يفجيني بليوبوف تعود إلى تسعينات القرن الماضي. لكن لا أحد يعرف تاريخاً محدداً لزواجهما. وخلال تلك السنوات تمكن بريغوفين من التقرب من سيد الكرملين، الأمر الذي سمح له بالتوسع في نشاطاته وتكوين ثروة ساعدته في تأسيس قواته الموازية للجيش الروسي.

أما سبب تلقيبه بطباخ بوتين فهو بسبب امتلاكه للعديد من المطاعم وشركات المأكولات التي استضافت الرئيس فلاديمير بوتين مع شخصيات أجنبية رفيعة المستوى. كما أنه يسيطر على شبكة من الشركات العابرة للقارات، وبفضلها حامت شكوك حول تدخله في انتخابات عام 2016 في الولايات المتحدة. ولهذا السبب يواجه بريغوجين وشركاته وشركاؤه عقوبات اقتصادية واتهامات جنائية في الولايات المتحدة.

ليوبوف بريغوجينا تعرفت إلى رئيس

نفوذ وأموال لا تحصى

رأى «طباخ» بوتين النور في عام 1961 في ليننجراد التي صار اسمها سان بيترسبورج. وتخرج في مدرسة داخلية لألعاب القوى في عام 1977 وشارك في التزلج الريفي على الثلج. كان والده وزوج أمه من أصل روسي يهودي، في حين أن والدته من أصل روسي. وفي خريف 1979 حكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ بتهمة السرقة. وفي 1981 حكم عليه بالسجن 12 سنة بتهم السرقة والاحتيال وتوريط المراهقين في الجريمة. أي أنه محتال وخارج على القانون بالسليقة. لكن سنوات السجن كانت نقطة تحول في حياته حيث اتجه بعد إطلاق سراحه إلى العمل في صناعة الأغذية وانهالت عليه الأرباح حتى ما عاد قادراً على إحصاء الروبلات التي كانت تصب في أرصدته. فقد حصلت شركته على مئات الملايين من العقود الحكومية لإطعام أطفال المدارس والعاملين الحكوميين. في عام 2012 حصل على عقد لتوريد وجبات إلى الجيش الروسي بقيمة 1.2 مليار دولار على مدى عام واحد. وبعد ذلك نقل عائلته إلى مجمع في سان بيترسبورج مع ملعب لكرة السلة ومنصة طائرات الهليكوبتر. باتت لديه طائرة خاصة ويخت بطول 115 قدماً.

ليوبوف بريغوجينا تعرفت إلى رئيس

كل تلك الأموال ساعدته على تجميع أعداد من المرتزقة وتأسيس قوات «فاجنر» التي أصبحت الذراع الضاربة الموازية للجيش الروسي. وخلال ذلك اتسعت أسرة طباخ بوتين وصار واحداً من أقوى رجال البلد، وبالتأكيد فإن زوجته استمدت نفوذها من نفوذ زوجها.

أين هي بريغوجينا؟

كانت الزوجة شريكة في العديد من المشروعات. وهي تمتلك حالياً عدة مراكز للياقة البدنية وسلسلة من المتاجر التي تبيع الحلويات تحت لافتة «متحف الشوكولاتة» في سان بيترسبورج. كما يظهر اسمها في تشكيلات مؤسسات أخرى منها امتلاكها لشركة «أجات إل إل سي» التابعة لمجموعة «كونكورد» للإدارة والاستشارات، وهي المجموعة التي أسسها زوجها واحتفظ بها لغاية عام 2019.

ونشرت صحيفة «الفايننشال تايمز» تقريراً في الربيع الماضي جاء فيه أن ليوبوف بريغوجينا وأبناءها يلعبون أدواراً مختلفة في النشاط التجاري لصاحب «فاجنر»، رجل الأعمال المستفيد من موقعه المتميز بين النخبة في روسيا. وتبعاً لهذا فإن عدداً من الدول الغربية شملت بريغوجينا بالعقوبات التي تستهدف زوجها، منذ بدء الحرب في أوكرانيا. فقد تم تجميد عدد من أرصدتها من بدايات 2022، بعد ضم جزيرة القرم لروسيا وشرق أوكرانيا من قبل مدعومين من موسكو.

وعلى غرار ما يقال إنها شريكة حياة بوتين، بطلة الجمناستك السابقة إلينا كاباييفا، تلتزم بريغوجينا بالبقاء بعيدة عن رادارات الإعلام. فهل هو أسلوب للحفاظ على نمط حياتها الباذخ أم مجرد خطة لحماية رأسها من صداع ما يجري في أوكرانيا والتهديدات التي باتت تحيط بطباخ بوتين الذي انقلب إلى عدو له؟

ويبقى السؤال: أين هي زوجة رئيس «فاجنر» اليوم، وهل لحقت به إلى بيلاروسيا؟ الجواب الأكيد أن أحداً لم يرها وهي تزور باريس وتتسوق من متاجرها المغرية أو ترتقي طوابق برج «إيفل». فهل يمكن لأصحاب المليارات السفر متنكرين وعلى متن طائرات خاصة وجوازات مزورة، أو الهرب من ملاحقة عدسات المصورين بارتداء طاقية الإخفاء؟