19 يوليو 2023

درس خصوصي يتحول إلى جريمة أخلاقية!!

فريق كل الأسرة

درس خصوصي يتحول إلى جريمة أخلاقية!!

لم يحترم مهنته ولا المنزل الذي فتح له ذراعيه، سال لعابه على طفلة صغيرة، نجح في خداعها مستغلاً صغر عمرها، تلاعب بمشاعرها، سيطر على كيانها بكلامه المعسول، حتى أوقعها في المحظور ثم تبرأ منها وتركها تواجه المجهول، أما أسرتها أصبحت بين ناري الانتقام والفضيحة.

بدأت القصة بدرس خصوصي وانتهت بكارثة. طلبت الفتاة الجميلة ابنة الـ 16 عاماً من أسرتها السماح لها بالاشتراك في المجموعة المدرسية أو الذهاب مع أقرانها لحضور درس خصوصي مع مدرس المدرسة لأنها بحاجة إلى الارتقاء بمستواها في اللغة، لكن الأسرة ونظراً لخوفها الشديد عليها رفضت هذا الأمر واقترح الأب حضور المدرس إلى المنزل لمنحها الحصة الدراسية بمفردها رغبة في مزيد من التركيز، وهو ما تم بالفعل، حيث تم الاتفاق مع المدرس على الموعد الثابت لحضور الدرس الخصوصي.. إلى هنا وتبدو الأمور طبيعية لكن ما حدث بعد ذلك لم يتوقعه أكثر المتشائمين.

كارثة داخل منزل العائلة

لاحظ الأب بعد بضعة أسابيع من بدء الدرس أن كريمته الصغيرة دائماً متعبة وشاردة الذهن، غاب عنها النشاط والحيوية. في البداية اعتقد الأب أن الابنة تبذل مجهوداً مضاعفاً في المذاكرة، ولم يخطر على بال الأب، الذي توفيت زوجته «والدة الطالبة»، حجم الكارثة التي ستقع على كاهله. أما على الجانب الآخر كانت الفتاة تعاني كارثة تخفيها عن والدها، وطوال هذه الفترة كانت شاردة الذهن تفكر ماذا تفعل، حيث أفقدها المدرس الخصوصي أعز ما تملك في لحظة ضعف بعدما استغل حالة الحنان والحرمان العاطفي التي تعانيها ونجح في أن يجعل من نفسه الملاذ الآمن لها، حتى وصل إلى مراده، وفي إحدى المرات سقطت الفتاة مغشياً عليها.

مفاجأة حزينة صعقت الأب

هرول بها الأب إلى مستشفى العاصمة، للاطمئنان عليها، وهناك كانت المصيبة الكبرى التي أخبرها بها الأطباء في قسم الطوارئ.. تلقى الأب صفعة قوية، حيث خرج عليه أحد الأطباء بعد الكشف على الصغيرة قائلاً، البنت حامل!! كاد الأب أن يسقط مغشياً عليه من هول المفاجأة. انفجر بركان الغضب في مكتب الموظف البسيط، أمسك في الطبيب محاولاً الاعتداء عليه بالضرب ظناً منه أنه أخطأ في التشخيص. جن جنون الأب وهو يصرخ في وجه الطبيب، هرول إلى غرفة الكشف وجذب ابنته الصغيرة بقوة كاد أن يفتك بها، لكن منعه من ذلك الأطباء من ذلك وتم استدعاء رجال الشرطة للسيطرة على الأب. وأمام ثورة الأب بكت الفتاة بشدة مؤكدة أن الفاعل هو مدرس اللغة الذي نجح في الالتفاف حولها مستغلاً قلة خبراتها، ولم يستطع مقاومة جمالها الذي منحها عمراً أكبر من عمرها الحقيقي..

المدرس الذئب يلتهم البراءة

جلس الأب المنكوب يستمع إلى كريمته وهو غير مصدق ما حدث كأنها لقطات من فيلم سينمائي حزين شديد الحبكة الدرامية. احتضن كريمته والدموع تملأ عينيه، ثم حرر محضراً في قسم شرطة العاصمة يتهم فيه مدرس اللغة الأجنبية بهتك عرض كريمته واغتصابها أثناء إعطائها الدرس الخصوصي في البيت، مشيراً إلى أن كريمته حملت سفاحاً، رغم أنها لم تكمل عامها الـ 16. تعامل رجال الشرطة مع البلاغ الرسمي، حيث تم استئذان النيابة العامة وألقوا القبض على المدرس الذئب الذي أصر على براءته من هذا الاتهام مؤكداً أن سمعته طيبة ولا يمكن له أن يفعل هذا الأمر مع تلميذاته.

أصر الأب على أقواله، وأصر الأستاذ على إنكاره، ما دفع النيابة العامة إلى التحفظ على المدرس الذئب، وانتظار نتيجة تقرير الطب الشرعي لمعرفة حالة الفتاة حرفياً، كما قررت النيابة إجراء تحليل الـ (DNA) للمدرس الذئب للجزم في شأن الطفل إذا كان منه أم لا.

وجاءت نتيجة التحاليل لتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الأستاذ «الفاضل» ومربي الأجيال نجح في خداع الفتاة الصغيرة وعاشرها معاشرة الأزواج حتى أفقدها أعز ما تملك وحملت منه سفاحاً. وأمام النيابة العامة وأمام الأدلة والقرائن الجديدة، اعترف المتهم بارتكاب الواقعة.

أحيل المتهم إلى محكمة الجنايات بتهمة هتك عرض الفتاة وحملها منه سفاحاً، وشهدت جلسات المحاكمة جدلاً قانونياً واسعاً، حيث أصر محامي الضحية على التكييف القانوني للقضية ليس هتك عرض، وإنما اغتصاب خاصة وأن الضحية قاصر ولم تكمل السادسة عشرة، في حين دافع محامي المدرس المتهم أن الضحية لم يتم اغتصابها أو ممارسة الفحشاء معها من خلال العنف أو القوة وإنما كل شيء تم برضاها دون إجبار.. وحتى كتابة هذه السطور لا نعلم ماذا تحمل الأيام القادمة من مفاجآت خصوصاً أن المدرس الذئب عرض الزواج منها مقابل التنازل عن الدعوى القضائية.

إعداد: كريم سليمان