مسرحية هزلية من تأليف وإخراج وتمثيل فتاة مراهقة وخطيبها السابق.. التأليف كان رديئاً والإخراج كان متواضعاً والتمثيل لم يكن متقناً لذلك انكشفت سريعاً وفشلت مع مرتبة الشرف وأصبحت في موقف الاتهام أمام القانون وأمام أسرتها، أما خطيبها السابق تنصل منها أمام جهات التحقيق مؤكداً أنه لم يجبرها على السرقة وإنما هي من سهلت له كل شيء كما سنوضح لاحقاً.
بدأت القصة منذ علم الفتاة الجميلة ابنة الـ 19 عاماً أن أسرتها في طريقها لزيارة بعض الأقارب في إحدى المدن الساحلية، تهللت أساريرها، وكأنها كانت في انتظار الاختلاء بنفسها وكيانها حتى تفعل ما يحلو لها. كانت تعيش قصة حب خرافية في الخفاء بعيداً عن عيون أسرتها المحافظة، وبمجرد أن اختلت بنفسها أسرعت إلى حجرتها، أمسكت بيد مرتعشة من فرط السعادة بهاتفها المحمول، طلبت حبيبها وخطيبها السابق الذي أجبرها والدها على فسخ خطبتها منه لاعتراضه عليه، كان والدها يرى أنه غير قادر على تحمل مسؤولية الحياة الزوجية، لكن كريمته كان لها رأي آخر رغم فسخ الخطوبة ظلت على علاقتها به في الخفاء بعدما أوهمت الجميع أنها رضخت لطلبات الأسرة. استمرت المكالمة الهاتفية بينهما ما يقرب من ساعة كاملة، وفي نهاية المكالمة استفسر حبيبها عن سبب استمرارها في محادثته هاتفياً كل هذه المدة دون الخوف من أسرتها التي فرضت عليها رقابة صارمة، أكدت له أن أسرتها في زيارة في إحدى المحافظات ولن يعودوا قبل منتصف الليل نظراً لبعد المسافة.
سذاجة وخداع
صمت الشاب للحظات وكأنه يفكر في أمر ما ثم فاجأها بالحديث عن مروره بأزمة نفسية شديدة سببها ضائقة مالية يمر بها، طلب منها مساعدته حتى يتجاوز أزمته الطاحنة، في البداية لم تفهم الفتاة ماذا تفعل، فليس في مقدورها أي شيء تقدمه له، حتى أخبرها بخطته المجنونة.. طلب منها أن تمنحه ذهبها وذهب والدتها التي تحتفظ به في غرفة النوم، مؤكداً لها أنه سيقوم بإعادته فور تجاوز ضائقته المالية. وقعت الفتاة في الفخ والكمين الذي نصبه لها بمنتهى السذاجة والضعف، وافقت على الفور اتفقت معه على الموعد، طلبت منه الحضور سريعاً قبل عودة أسرتها، دقائق معدودة، كان حبيبها يقف أمام باب الشقة طرق الباب، فتحت له الفتاة بسرعة قبل أن يلاحظ أي شخص من الجيران تواجده.
سيناريو شيطاني
دلف الخطيب السابق إلى داخل الشقة، هرول بمساعدة حبيبته إلى غرفة نوم والدها ووالدتها، سهلت له القيام بسرقة كل المشغولات الذهبية التي طالتها يده، وحسب الخطة المتفق عليها، قام بتوثيقها بالحبال، ووضع الشريط اللاصق على فمها حتى لا تقوم بالصراخ، وتركها وغادر المكان، بعدما حصل على غنيمته التي أرادها، أما هي كانت تعيش في حالة من السرحان.
لكن شاء سوء الحظ العاثر أن يشاهد أحد الجيران الشاب اللعوب أثناء خروجه من المنزل، نظر إليه بغرابة شديدة وسأله عن سبب تواجده في المنزل، لكن لم يرد عليه الشاب اللعوب أو بمعنى أدق تظاهر أن الكلام غير موجه له واستقل سيارة أجرة وغادر المكان، ما دفع هذا الجار للشك فيه لكنه لم يكترث لأمره كثيراً.
مفاجأة الجار
عاد الأب وجد ابنته موثقة بالحبال ولا تستطيع الحركة أو الاستغاثة، فحررها بسرعة وشرحت له أنها أثناء تواجدها بالمطبخ سمعت جرس الباب، وعندما فتحت الباب فوجئت بشابين قاما بدفعها إلى الخلف وتوثيقها بعد رش مادة مخدرة على وجهها ثم سرقا كمية من الذهب ومبلغاً مالياً وهربا. ورغم أن الرواية غريبة بعض الشيء، قام الأب على الفور بالتوجه إلى قسم شرطة العاصمة وحرر بلاغاً يفيد بتعرض منزله للسرقة من قبل مجهولين، لكن الأمور لم تكن بهذه البساطة أمام رجال البحث الجنائي الذين قاموا بمعاينة موقع الحادث وبدأوا في تحريات موسعه حول هذا الحادث الغريب.
استمع رجال البحث الجنائي إلى أقوال العديد من الشهود والجيران، إلى أن فجر أحد الجيران مفاجأة من العيار الثقيل عندما أكد في التحقيقات أنه شاهد خطيب الفتاة السابق يخرج من المنزل وبحوزته حقيبة صغيرة، كانت هذه الكلمات بمثابة حل اللغز الذي بدأ رجال البحث الجنائي في تتبعه. وبتضييق الخناق على الفتاة لاحظ رجال البحث الجنائي التضارب الواضح في أقوالها وارتباكها الشديد، حتى فقدت قدرتها على التحمل واعترفت تفصيلاً بكل ما حدث، مشيرة إلى أنها اتفقت مع خطيبها السابق على افتعال الواقعة، نظراً لمروره بأزمة مالية بعد أن أوهمها أن هذا المبلغ يساعده في مشروع خاص يمكنه من العودة إلى الارتباط بها مرة أخرى، وأرشدت عن مكان خطيبها الذي تم إلقاء القبض عليه بتهمة السرقة وأمام رجال التحقيقات أنكر كل الاتهامات الموجه إليه مؤكداً أن هذه المشغولات منحتها له الفتاة بكامل رضاها لمروره بضائقة مالية..
تمت إحالة المتهمين إلى النيابة العامة التي أمرت بحبس الفتاة وخطيبها السابق 4 أيام على ذمة التحقيقات الجارية معهما.
إعداد: كريم سليمان